رحل 'الفاجومى'.. ناضل ضد الاستبداد من الإنجليز إلى مبارك..وعاش فوق سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور مع الشيخ إمام

رحل 'الفاجومى'.. ناضل ضد الاستبداد من الإنجليز إلى مبارك..وعاش فوق سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور مع الشيخ إمام

منذ 10 سنوات

رحل 'الفاجومى'.. ناضل ضد الاستبداد من الإنجليز إلى مبارك..وعاش فوق سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور مع الشيخ إمام

ولد في 23 مايو 1929 في قريه كفر أبو نجم\nعمل في معسكرات الجيش الإنجليزي\nلعب الكرة.. بائع..وعمل فى الإنشاءات والبناء\nقاطع مع 90000 ألف عامل مصرى العمل فى المعسكرات الإنجليزية\n"عم أحمد" كما يحب ان يلقبه محبوه، ولد الشاعر فى 23 مايو 1929 - في قريه كفر أبو نجم بمدينة أبو حماد محافظة الشرقية) وينتمي إلى عائلة نجم المعروفة في ارجاء مصر لأم فلاحة أمية من الشرقية (هانم مرسى نجم) وأب يعمل ضابط شرطة (محمد عزت نجم) وكان ضمن سبعة عشر ابنا لم يتبق منهم سوى خمسة والسادس فقدته الأسرة ولم يره، والتحق بعد ذلك بكتّاب القرية كعادة أهل القري في ذلك الوقت.\nأدت وفاة والد حمد فؤاد نجم إلى انتقاله إلى بيت خاله حسين بالزقازيق حيث التحق بملجأ أيتام 1936 - والذي قابل فيه عبد الحليم حافظ- ليخرج منه عام 1945 وعمره 17 سنة بعد ذلك عاد لقريته للعمل راعي للبهائم ثم انتقل للقاهرة عند شقيقه إلا أنه طرده بعد ذلك ليعود إلى قريته.\nعمل نجم في معسكرات الجيش الإنجليزي متنقلا بين مهن كثيرة..لاعب كرة.. بائع..عامل انشاءات وبناء.. ترزي. وفي فايد وهي احدى مدن القنال التي كان يحتلها الإنجليز التقى بعمال المطابع الشيوعيين و كان في ذلك الحين قد علم نفسه القراءة والكتابة وبدأت معاناته الطويلة تكتسب معنى واشترك مع الآلاف في المظاهرات التي اجتاحت مصر سنة 1946 وتشكلت أثناءها اللجنة الوطنية العليا للطلبة والعمال.\nيقول نجم: "كانت أهم قراءاتي في ذلك التاريخ هي رواية الأم لمكسيم غوركي, وهي مرتبطة في ذهني ببداية وعيي الحقيقي والعلمي بحقائق هذا العالم, والأسباب الموضوعية لقسوته ومرارته. ″ ولم أكن قد كتبت شعرا حقيقيا حتى ذلك الحين وانما كانت أغانى عاطفية تدور في اطار الهجر والبعد ومشكلات الحب التي لم تنته حتى الآن... وكنت في ذلك الحين أحب ابنة عمتي وأتمناها, لكن الوضع الطبقي حال دون اتمام الزواج لأنهم أغنياء″.\nو خرج الشاعر مع 90000 ألف عامل مصر من المعسكرات الإنجليزية بعد أن قاطعوا العمل فيها على اثر إلغاء المعاهدة, وكان يعمل بائعا حينئذ فعرض عليه قائد المعسكر أن يبقى وإلا فلن يحصل على بضائعه,» ولكنه تركها وذهب.\nوفي الفترة ما بين 51 19إلى56 19اشتغل نجم عاملا في السكك الحديدية. وبعد معركة السويس قررت الحكومة المصرية أن تستولي على القاعدة البريطانية الموجودة في منطقة القنال وعلى كل ممتلكات الجيش هناك. وكانت ورش وابورات الزقازيق تقوم في ذلك الحين بالدور الأساسي لان وابورات الإسماعيلية والسويس وبور سعيد ضربت جميعا في العدوان. ″\nوقال نجم فى احدى لقاءاته التى سرد فيها قصة كفاحه :" في وزارة الشؤون الاجتماعية عملت طوافا أوزع البريد على العزب والكفور والقرى وكنت أعيد في هذه المرحلة اكتشاف الواقع بعد أن تعمقت رؤيتي وتجربتي. شعرت حينئذ رغم أنني فلاح وعملت بالفأس لمدة 8 سنوات أن حجم القهر الواقع على الفلاحين هائل وغير محتمل. كنت أجد في الواقع المصري مرادفات حرفية لما تعلمته نظريا. كان التناقض الطبقي بشعا".\nوفي سنة 1959 شهدت الصدام الضاري بين السلطة واليسار في مصر على اثر أحداث العراق وانتقل الشاعر "نجم" من البريد إلى النقل الميكانيكي في العباسية أحد الأحياء القديمة في القاهرة.\nيقول نجم: وفي يوم لا يغيب عن ذاكرتي أخذوني مع أربعة آخرين من العمال المتهمين بالتحريض والمشاغبة إلى قسم البوليس وهناك ضربنا بقسوة حتى مات أحد العمال وما زالت آثار الضرب واضحة على جسدى ... ″\nويضيف:" وبعد أن أعادونا إلى المصنع طلبوا إلينا أن نوقع إقرارا يقول إن العامل الذي مات كان مشاغبا وأنه قتل في مشاجرة مع أحد زملائه..و رفضت أن أوقع ,فضربت.″ وبعد ذلك عاش نجم فترة شديدة التعقيد من حياته إذ وجهت إليه تهمة الاختلاس, ووضع في السجن لمدة 33 شهرا.\nبعدها بسنوات عمل بأحد المعسكرات الإنجليزية وساعد الفدائيين في عملياتهم، بعد إلغاء المعاهدة المصرية الإنجليزية دعت الحركة الوطنية العاملين بالمعسكرات الإنجليزية إلى تركها فاستجاب نجم للدعوة وعينته حكومة الوفد كعامل بورش النقل الميكانيكي وفي تلك الفترة قام بعض المسئولين بسرقة المعدات من الورشة وعندما اعترضهم اتهموه بجريمة تزوير استمارات شراء مما أدى إلى الحكم عليه 3 سنوات بسجن قره ميدان(اكد احمد فؤاد نجم في أحد البرامج انه فعلا كان مذنب) حيث تعرف هناك على أخوه السادس (على محمد عزت نجم) وفي السنة الأخيرة له في السجن اشترك في مسابقة الكتاب الأول التي ينظمها المجلس الأعلى لرعاية الآداب والفنون وفاز بالجائزة وبعدها صدر الديوان الأول له من شعر العامية المصرية (صور من الحياة والسجن) وكتبت له المقدمة سهير القلماوي ليشتهر وهو في السجن.\nبعد خروجه من السجن عُين موظف بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية وأقام في غرفة على سطح أحد البيوت في حي بولاق الدكرور بعد ذلك تعرف على الشيخ إمام في حارة خوش قدم (معناها بالتركية قدم الخير) أو حوش آدم بالعامية ليقرر أن يسكن معه ويرتبط به حتى أصبحوا ثنائي معروف وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين. وقد نجحا في إثارة الشعب وحفز هممه قديما ضد الاستعمار ثم ضد الديكتاتورية الحاكمة ثم ضد غيبة الوعي الشعبي.\nويقول نجم عن رفيق حياته انه(أول موسيقي تم حبسه في المعتقلات من أجل موسيقاه وإذا كان الشعر يمكن فهم معناه فهل اكتشف هؤلاء أن موسيقى إمام تسبهم وتفضحهم) وقد انفصل هذا الثنائي بعد فترة واتهم الشيخ إمام قرينه أحمد فؤاد بأنه كان يحب الزعامة وفرض الرأى وانه حصد الشهرة بفضله ولولاه ما كان نجم.\nويرى أحمد فؤاد نجم أن العامية أهم شعر عند المصريين لأنهم شعب متكلم فصيح وأن العامية المصرية أكبر من أن تكون لهجة وأكبر من أن تكون لغة.فالعامية المصرية روح وهى من وجهة نظره أنها أهم إنجاز حضاري للشعب المصري.\nواحمد فؤاد نجم شاعر متدفق الموهبة فقد ألف العيد من الاغانى والتي تعبر جميعها عن رفضه للظلم وحبه الفياض لمصر واستيعابه الكامل للواقع الأليم. من بين من غنوا أغانيه الموسيقي السوري بشار زرقان الذي ربطته به علاقة عمل استمرت لسنوات، سجلوا معا ألبوم (على البال).\nتزوج العديد من المرات أولها من فاطمة منصور أنجب منها عفاف وأشهرها زواجة من الفنانة عزة بلبع والكاتبة صافيناز كاظم وأنجب منها نوارة نجم تعمل بالمجال الصحفي ,و ممثلة المسرح الجزائرية الأولى صونيا ميكيو، كما تزوج من السيدة أميمة عبد الوهاب وأنجب منها زينب، ولديه 3 أحفاد من عفاف : مصطفى، صفاء وأمنية.\nانضم أحمد فؤاد نجم إلى حزب الوفد منتصف يونية عام 2010 بعد فوز الدكتور السيد البدوي شحاتة بانتخابات رئاسة الحزب في اتخابات عرفت بنزاهتها. إلا أنه أعلن استقالته في منتصف أكتوبر من ذات العام جراء الأزمة التي تسبب بها الدكتور سيد البدوي عندما أقال إبراهيم عيسى من رئاسة تحرير الدستور التي اشتراها السيد البدوي مع عدة شركاء في ذات العام. بعد ثورة 25 يناير يعتبر واحد من مؤسسين حزب المصريين الأحرار.\nوتوفى صباح اليوم الثلاثاء الموافق 3 ديسمبر 2013 عن عمر يناهز 84 عاما.

الخبر من المصدر