مكشاف ألماني لقياس الإشعاعات على المريخ

مكشاف ألماني لقياس الإشعاعات على المريخ

منذ ما يقرب من 11 سنة

مكشاف ألماني لقياس الإشعاعات على المريخ

عندما حط مسبار الفضاء كيوريوسيتي علي سطح المريخ في 6 اغسطس/ اب 2012، عمت الفرحه خبراء وكالة الفضاء الأمريكية – ناسا، الذين كانوا يراقبون العمليه من غرفه التحكم في باسادينا بولايه كاليفورنيا. وقد تميزت عمليه الهبوط بالاثاره، فعلي ارتفاع نحو 20 مترا من سطح المريخ اشتغلت محركات صاروخيه مثبته علي منصة تعمل بشكل عكسي وعندئذ نزل المسبار بهدوء معلقا في مظله بواسطه كابلات علي سطح المريخ.\nبعدها انفصلت المنصه عن المسبار وطردت بعيدا عن موقع الهبوط حتي لا يتسبب ارتطامها بالسطح ببعثره رمال او حجاره علي المسبار. وتتمثل مهمه كيوريوسيتي في دراسه جيولوجيا وكيمياء المريخ، والبحث عن وجود الكربون وغاز الميثان وبعض المركبات العضويه الاخري لهذا الكوكب القريب من الارض.\nفرحه هبوط كيوريوسيتي بنجاح علي سطح المريخ امتدت ايضا الي المانيا، فقد تابع فيزيائيون من جامعه كييل عمليه الهبوط باعصاب مشدوده لانهم هم من قاموا ببناء احد المجسات الموجوده علي المسبار. انه كشاف للاشعاعات من نوع عداد غايغر. وعن ذلك يقول يان كولير، وهو باحث فزيائي في جامعة كيل: "توجد علي المريخ انواع مختلفه من الاشعاعات، و المكشاف الذي صممناه سيقوم بقياس اكبر عدد من هذه الاشعه لتحديد مدي خطورتها علي الانسان او علي الحياه بشكل عام".\nخلال رحلته الي المريخ تم تجهيز المسبار كيوريوسيتي بمكشاف الماني\nفي مختبره في جامعه كيل يفتح كولير احدي الحقائب ويخرج منها اسطوانه معدنيه لا يتجاوز حجمها حجم علبه كوكا كولا وهي نسخه من مِكشاف الاشعه الذي ركب في مسبار كيوريوسيتي. وقد تعمد الباحثون ان يكون حجم هذا المكشاف صغيرا ووزنه خفيفا، لان كل غرام اضافي يضيف مصاريف اكثر لمهمه كيوريوسيتي والتي كلفت مليارين ونصف المليار دولار. بالاضافه الي تحدٍ اخر وهو ندره الكهرباء في مسبار كيوريوسيتي، الامر الذي حتم علي الباحثين تطوير مكشاف مقتصد في استهلاك الكهرباء.\nوتكمن المهمه الاساسيه لهذا المكشاف في قياس كل انواع الاشعه الموجوده في الفضاء وهي جسيمات النواه التي تنتشر في الفضاء والتي تقارب سرعتها سرعة الضوء، وكذلك الاشعه السينيه. علاوه علي ذلك يقيس هذا المكشاف ايضا التوهجات الشمسيه، وهي انفجارات كبيره تحدث في الغلاف الجوي للشمس وتصدر طاقه هائله. وسيتم تخزين البيانات التي يقيسها المكشاف بشكل مؤقت في مسبار كيوريوسيتي قبل ارسالها عبر الأقمار الصناعية الي الارض.\nوقد قام كولير وفريق عمله بتشغيل المكشاف طيله رحله المسبار للمريخ، والتي استغرقت تسعه اشهر "للتعرف علي كميه الاشعاع التي يتعرض لها رائد الفضاء خلال رحلته للمريخ".\nاشعاعات كثيره تتواجد بالمريخ لا يقوي الانسان علي تحملها\nتسعي وكاله الفضاء الامريكيه ناسا الي ارسال اول شخص للكوكب الاحمر في عام 2030. وحسب قياسات قام بها الباحثون في جامعه كيل فان جرعه الاشعاعات اليوميه في المريخ تقدر بـ 1,8 ميللي سيفرت. وهي كميه تعادل الاشعاعات الطبيعيه التي يتعرض لها المواطن الالماني سنويا. وحتي بالنسبه لرواد الفضاء الذين سيسافرون للمريخ ستكون نسبه الاشعاعات التي سيتعرضون لها اكثر بكثير مما هو مسموح به لحد الان. وفي رحله الذهاب فقط سيتعرضون لجرعات اشعاعيه تساوي كل الاشعاعات التي من المفترض ان يتعرضوا لها طيله مسيرتهم المهنيه.\nلذلك يتوجب حسب الباحثين توفير حمايه اكثر لمركبه الفضاء التي تحمل علي متنها اشخاصا، وذلك بواسطه احاطتها بجدران سميكه تقوم بحجب الاشعه، بالاضافه الي اختيار طريق اقصر في الرحله وخفضها الي اربعه اشهر بدل تسعه، غير ان ذلك يتطلب تكاليف اضافيه بسبب الزياده في استهلاك الوقود.\n"كيريوسيتي" يحتفل بعيد ميلاده وحيدا علي سطح المريخ\nرحلات الفضاء الي المريخ واخطار الاشعاع علي رواد الفضاء\nامال مراكز الفضاء في اكتشاف حياه علي المريخ\nوحسب كولير فان التواجد علي سطح المريخ بدوره سيكون محفوفا بالمخاطر بسبب نسبه الاشعاع المرتفعه والتي تفوق الاشعاعات الموجوده علي الارض. والسبب في ذلك هو ان المريخ ليس به مجال مغناطيسي وهو ما يجعل الاشعه الكونيه تخترق سطح الكوكب بكميه غير محدوده. وهو ما يصعب من امكانيه الحياه علي المريخ، لكن حتي في هذه الحاله يمكن الاستعانه ببعض الحيل كما يقول كولير وذلك عن طريق "بناء محطه في سفح الجبل في المريخ لان من شان ذلك التقليل من الاشعاعات". والامكانيه الثانيه تتمثل في بناء محطه في اعماق سطح المريخ مما يحمي ساكنيها من الاشعاعات النوويه.\nولازال امام مسبار كيوريوسيتي عام اضافي واحد علي الاقل لمواصله اكتشافه للمريخ. كما يامل كولير وفريق عمله في ان يتمكن المكشاف الذي صمموه من جمع الكثير من البيانات حول ظروف العيش علي هذا الكوكب.

الخبر من المصدر