اللاجئون السوريون أحدث ضحايا الصراع السياسي في مصر

اللاجئون السوريون أحدث ضحايا الصراع السياسي في مصر

منذ ما يقرب من 11 سنة

اللاجئون السوريون أحدث ضحايا الصراع السياسي في مصر

بين مطرقه مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي وسندان معارضيه، وجد السوريون انفسهم محاصرين باتهاماتِ بمحاباه الجبهه الاولي علي حساب الاخري والتدخل في الامن القومي المصري. تلك الازمه تبلورت في قرار من الدوله المصريه يمنع دخول السوريين الي مصر الا بعد الحصول علي تاشيره علي عكس ما كان معتاداً. كذلك تعرض بعض السوريون لمشكلات في الشارع المصري مؤخراً حسب روايات بعضهم نتيجه حمله التحريض القائمه ضدهم من بعض الاعلاميين.\n"معامله المصريين لنا تغيرت واكثر ما المنا الخوض في الاعراض"\nبدر الدين العابد، طالب جامعي ترك سوريا ليدرس في مصر منذ عشره اشهر بسبب الحرب الدائره في بلاده، يصف لـ DW عربيه المعامله التي تلقاها حين وصوله قائلاً: "كنت دائماً اُقابل بالترحيب والسؤال عن احوالي وعن سوريا". لكن الحال تغير بعد موجه التحريض مؤخراً ضد السوريين حسب قوله. ويضيف: "اصبحت اُقابل في الايام الاخيره بضحكات شامته، واصبح التعامل معنا به جمود غير مسبوق".\nبدر الدين العابد طالب جامعي اضطر لمغادره سوريا\nويروي الشاب السوري موقفا تعرض له بعد موجه التحريض ضد السوريين: "كنت ناحيه الاتحاديه (بالقرب من القصر الرئاسي) وكانت هناك تظاهرات يومها وبينما كنت اسير انا وصديق سوري اخر فوجئنا بهجوم بعض الشباب علينا مدعين انهم في حاجه لسؤالنا عن بعض الاشياء". ويكمل: "عندما تحدثنا معهم وظهرت اللهجة السورية، فوجئنا باحدهم يقول لصديقي: انت سوري؟ ده انت اللي بندور عليه". ولم ينقذهم من ايدي هؤلاء الشباب، حسب روايه بدر الدين، الا احد اصدقائه المصريين الذي كان قريباً منهم.\nويشعر بدر الدين بالاضطهاد مؤخراً "فليس من العدل ان يتم معامله 160 الف سوري علي الاقل في مصر بهذا الشكل نتيجه مشاركه بعض السوريين مع هذا الطرف او ذاك". وتحدث شقيقه نور الدين لـ DW عربيه كذلك حيث اعرب عن اتفاقه مع كل ما قاله اخوه. ويري نور الدين ان السوريون اُقحموا في المعركه السياسيه المصريه دون ذنب. "المشكله بدات حينما اعلن الاخوان في ميدان رابعه العدويه ان السوريون معهم ويساندوهم"، يقول نور الدين.\nويواصل نور الدين وشقيقه حديثهم لـ DW بحسره والم شديدين حين يقولان ان "اكثر ما المهم هو الخوض في الاعراض"، في اشاره الي الاعلامي محمد الغيطي بقناه التحرير المصريه الذي اتهم بعض السوريات في مصر بممارسه ما وصفه بـ "جهاد النكاح في ميدان رابعه العدويه". وهو ما اعتذرت القناه عنه فيما بعد ونفاه الغيطي نفسه معتبرا "ان جزءا من كلامه قد اقتطع". وعن قرار منع دخول السوريون الي مصر الا بتاشيره عبَّر الاخوان (العابد) عن استيائهما منه وتقييده لحركه السوريين خاصه وان اهلهما يعيشون في دوله اخري. ويقول بدر الدين عن ذلك: "كنت اريد السفر لكن بعد القرار الغيت الفكره لانني قد لا استطيع الدخول مجدداً الي مصر".\nعزة البحرة: "لا يجب ان يؤخذ الشعب السوري بفعل بعض افراده"\nالمهندس السوري عبد الحميد محمد تحدث لـ DW عربيه ولم تختلف شكواه عن ما قاله الاخوان العابد. ويشعر محمد بـ "حاله احتقار" استجدت في تعامل المصريين مع السوريين. ويري المهندس الشاب ان الازمه مبنيه علي "اكاذيب مفتعله لمحاوله اظهار ان هناك جهه تستقوي بقوه خارجيه". واوضح محمد انه اصبح هناك قلق في الحركه الان في شوارع مصر بالنسبه للسوريين كما ان القرار الأخير الخاص بدخول السوريين الي مصر قد تسبب في الغاء مجيء بعض اقاربه اليه في مصر.\nالممثله والمعارضه السوريه عزه البحره\nوتواصلت DW عربيه مع المنسق العام لرابطه سوريات في مصر الفنانه عزه البحره. واعربت البحره عن تفهمها للوضع الامني الحرج الذي تمر به مصر وغرض الدوله من اخذ احتياطاتها، لكنها اخذت علي المسؤليين عدم التنويه عن تلك الخطوه التي اخذوها بمنع دخول السوريين الي مصر دون تاشيره قبل اخذ القرار بمده تسمح للناس بترتيب اوضاعهم. "عدم صدور هذا التنويه تسبب في اشكال وازمه للسوريين في مصر خاصه ان اغلبيتهم اهلهم بالخارج واصبح من بالخارج لا يستطيع القدوم ومن بالداخل لا يستطيع السفر"، توضح البحره.\nاما بخصوص المعامله في الشارع فتقول الممثله السوريه: "اعيش في مصر منذ عام والشعب المصري محب وطيب جداً. المصريون كانوا يرحبون بي دائما، لكن تلك المعامله تغيرت في الاسبوع الاخير. واصبحت اواجه باسئله مثل: انتم بتعملوا فينا كده ليه؟ وبتضربونا بالرصاص ليه كده؟". واستنكرت المنسق العام لرابطه سوريات ان يؤخذ الشعب السوري باكمله بجريره بعض افراده.\nوتقول البحره في هذا السياق: "لو افترضنا ان هناك مجموعه من الاخوان السوريين يتواجدون في مصر لا يجب ان يؤخذ الشعب السوري كله بذنبهم فانت هكذا تحارب شعبا باكمله". وعن دور الرابطه في تلك الازمه تقول البحره ان الرابطه ليس باستطاعتها ان تاخذ موقفا لعدم وجود سلطه تنفيذيه في يدها "لكن دورنا ان نقدم العون للسوريين في مصر ونحاول ان نهدئ الراي العام وتوضيح الصوره امامه". كذلك اعربت البحره عن وجود تواصل بين الرابطه ومفوضيه اللاجئين لتقنين اجراءات وجود السوريين في مصر.\nاما الناشط الحقوقي رامي رؤوف فيري في حديث لـ DW عربيه ان خطاب التحريض ضد السوريين هو جزء من خطاب تحريض ضد كل من هو غير مصري، معتبراً ان الخطاب مبني علي اشياء غير حقيقيه في الاصل. وادان رؤوف القرار الذي اصدرته الدوله بمنع دخول السوريين معتبراً اياه "موقفاً ضد السوريين الهاربين من حاله حرب". ويقول في هذا النطاق: "يجب علي الدوله تيسير شؤون اللاجئين، واذا لم تستطع حمايتهم فليس الحل بمنعهم من الدخول تماماً فهذا الحل يعبر عن اخفاقها تماما (الدوله)". ويري الناشط الحقوقي انه دائماً ما يوجد حل وسط.\nالاكاديمي والباحث المصري احمد عبد ربه\nالحل الوسط كان لدي الاكاديمي والباحث المصري احمد عبد ربه الذي قال لـ DW عربيه ان "الحل يتمثل في ان تاخذ الدوله كل الاجراءات الامنيه ويتم بحث كل شخصيه قادمه الي مصر ومن ليس عليه شيء ولم يرتكب شيئا فليدخل". واتفق عبد ربه مع راي رؤوف في ان الحمله ضد السوريين هي جزء من اطار اوسع "يشمل الفلسطينيين وبعض المصريين المنتمين للتيار الاسلامي بجانبهم".\nويفسرالباحث المصري ذلك بمصطلح "الهيستريا القوميه" اي اعتقاد البعض بان المسار الثوري بعد 30 يونيو يجب فيه اعلاء الدوله القوميه والخلاص من الدوله الاخوانيه وما يحسب عليها – حسب قوله. ويرجع عبد ربه تغيير معامله بعض المصريين تجاه السوريين في مصر الي الاسوا لسببين "اولهما، وجود شعور عام بالضيق لوجود السوريين في مصر في ظل الوضع الاقتصادي الحالي". اما السبب الثاني برايه فهو "خطاب مرسي الشهير الذي اعلن فيه قطع العلاقات مع النظام السوري وحث علي الجهاد".\nويعتقد عبد ربه ان السوريون زج بهم في الوضع الذي وضعوا فيه بسبب مرسي ومن ثم منصه رابعه العدويه (الميدان الذي يعتصم فيه انصار مرسي). وطالب عبد ربه المصريين بتفهم ان السوريين في مصر معظمهم نازحين وليسوا سياحاً. كما حذر من اضطهادهم معتبرا ذلك خطا كبيرا ويسبب خطوره علي الامن القومي المصري "فالامن القومي المصري يبدا من سوريا وليس من فلسطين كما يعتقد البعض والوضع في سوريا سيحل ان اجلاً او عاجلاً واذا استمرت حملات التحريض تلك فلن يبقي بعد ذلك الا شعور بالكراهيه بين الشعبيين".

الخبر من المصدر