الاعتماد على إيران قد يفقد الأسد كثيرا من استقلاليته

الاعتماد على إيران قد يفقد الأسد كثيرا من استقلاليته

منذ ما يقرب من 11 سنة

الاعتماد على إيران قد يفقد الأسد كثيرا من استقلاليته

ربما اسهم الدعم العسكري من ايران وحليفها الشيعي حزب الله اللبناني في منح الرئيس السوري بشار الأسد قوه دفع جديده في حربه ضد المعارضه المسلحه التي تسعي للاطاحه به، لكن ذلك لم يات دون ثمن، ويقول خبراء عسكريون ودبلوماسيون في المنطقه، ان الاسد يخاطر الان بخساره استقلاليته لصالح طهران، وان يتحول الي مخلب في حرب طائفيه اوسع بين السنه والشيعه قد لا تنتهي حتي باجباره علي التنحي عن الحكم، وبعد خسارته للالاف من الجنود وافراد الميليشيات من طائفته العلويه الشيعيه، بينما تدخل الحرب عامها الثالث ومع رغبته في الحفاظ علي وحدات القوات الخاصه المؤيده له يعتمد الاسد الان علي حزب الله اللبناني وميليشيات شيعيه اخري مؤيده لايران لمساعدته في تحويل دفه الصراع.\nوتقوم وحدات الجيش العلويه بترسانتها الهائله من المدفعيه والصواريخ بدور ثانوي في الحرب، اذ تستخدم تلك الاسلحه بدعم من القوه الجويه في دك الاحياء المتمرده وفتح ثغرات في خطوط المعارضه المسلحه امام ميليشيات محليه حصلت علي تدريب من ايران وحزب الله، ويقول قاده للمعارضه المسلحه ومصادر اخري في المعارضه انه في بعض الحالات كان مقاتلو حزب الله يقومون بمعارك الشوارع، وفي اطار هذا التنسيق الجديد اصبح حزب الله وايران مشاركين مباشره في الهياكل القياديه لقوات الاسد، مما يعني تاكل سلطته وقاعده السلطه العلويه التي دعمت اربعه عقود من حكم عائله الاسد للبلاد، وعلي خلاف الشيعة في العراق وايران ولبنان يميل العلويون في سوريا الي الطابع العلماني ويفتقرون للحماسه الدينيه التي ساعدت في حفز الالاف من المقاتلين الشيعه للمجيء الي سوريا.\nوتقدر مصادر امنيه في المنطقه اعداد المقاتلين الشيعه من لبنان والعراق في سوريا بحوالي 15 الفا وقد ساهموا في تحقيق نجاحات في ميادين القتال واستعاده مكاسب كانت قوات المعارضه المسلحه قد حققتها خلال عامين من القتال، وقالت المصادر ان مقاتلي المعارضه وضعوا انفسهم في وضع غير موات بدرجه خطيره حين سيطروا علي مناطق حبيسه مثل بلده القصير علي الحدود اللبنانيه التي اجتاحها مقاتلو حزب الله ومؤيدون للاسد قبل شهرين، وتتعرض المناطق السنية المتمرده في حمص في الجنوب لقصف عنيف وتخضع ضواح دمشقيه تمثل نقطه تركز رئيسيه لمقاتلي الجيش السوري الحر المدعوم من دول غربيه وعربيه لحصار في حين تجاوز عدد قتلي الحرب 90 الف قتيل، لكن دبلوماسيين وخبراء عسكريين يعتقدون ان التفوق العسكري المستجد لقوات الاسد ربما لا يستمر طويلا رغم الضغط المتواصل علي المعارضه المسلحه.\nفقد دفع سقوط القصير والبيانات المنتشيه من حزب الله السعوديه ذات الثقل الاقليمي الي التحرك. ويقول دبلوماسيون ان المملكه تقوم بالمجهود الرئيسي في دعم المعارضه السوريه المسلحه بالتنسيق مع الولايات المتحده، وتتجلي المؤشرات علي تجدد الدعم للمعارضه في مدينة حلب في الشمال حيث تقول المعارضه ان هجوما مضادا للقوات الحكوميه بدعم من حزب الله الذي درب ميليشيا شيعيه في المنطقه قد اوقف، وحتي لو تمكن الاسد من استعاده السيطره علي حمص والاحتفاظ بدمشق واجتياح الاحياء التي سقطت في ايدي المعارضه مثل جوبر والبرزه والقابون فلن يكون رئيسا الا علي دوله اصغر كثيرا من سوريا التي عرفها.\nويعزز المقاتلون الاكراد قبضتهم علي منطقه شبه مستقله بحكم الأمر الواقع في محافظه الحسكه الشماليه الشرقيه المنتجه للنفط والحبوب.\nوتشكلت تلك المنطقه بعد انسحاب قوات الاسد من الحسكه للتركيز علي الدفاع عن مناطق في وسط سوريا، وتحكم كتائب اسلاميه متشدده مساحات كثيره من محافظتين الي الشرق من الحسكه، كما انهم موجودون بقوه في حلب.\nولم يبق للاسد اساسا سوي دمشق وممر يربط العاصمه عبر حمص بمعقل العلويين وقواعد للجيش علي ساحل البحر المتوسط وكذلك بقواعد حزب الله في لبنان، وقال اندرو تريل الاستاذ الباحث في شؤون الامن القومي في كليه الحرب الامريكيه ان المعارضه "ستصمد" لان الاسد خسر مناطق اكثر مما ينبغي.\nوقال تريل لرويترز "كسب المعارك مختلف جدا عن كسب الحروب لان الناس الذين يتعرضون للهجوم سيعوضون خسارتهم في مرحله ما. المعارضون ما زالوا مسلحين وما زالوا قادرين علي مهاجمته، "ربما يتمكن الاسد من الانتصار بمعني انه قد يبقي في السلطه ولا يطاح به فورا لكنني لا استطيع ان اتصوره وقد اعاد الهدوء الي البلاد لانني اعتقد ان هناك الكثير من المعارضين وهناك الكثير من المقاومة."، وقال تريل ان من المتوقع وصول اسلحه جديده من المملكة العربية السعودية لاحداث تغيير في ميزان القوي الي جانب اسلحه وعدت بها الولايات المتحده. ومن المقرر ان يزور سالم ادريس القائد العسكري للجيش السوري الحر الولايات المتحده هذا الاسبوع للمطالبه بالاسراع في شحن الاسلحه الامريكيه، وفي الوقت ذاته ما زالت ايران تقدم للاسد المساعده العسكريه والتمويل بما يقدر بنحو 500 مليون دولار شهريا طبقا لمصادر في المعارضه، وقال تريل "الايرانيون وحزب الله يدخلون ويدربون الناس واذا امكنهم ان يجعلوا هذه الميليشيات تقف علي قدميها يمكن للاسد حينئذ ان يعتمد عليها بشكل متزايد ويدخر جهد قواته الخاصه."\nواقر حزب الله صراحه بانخراطه في سوريا لكن الاسد وايران لم يعلقا، وقالت المصادر انه في مواجهه فقد مناطق واسعه من سوريا لصالح مقاتلي المعارضه واغلبهم من السنه عدل الاسد اساليبه في الاشهر القليله الماضيه لحفظ وحدات الحرس الرئاسي واغلبها من العلويين وهي الحرس الجمهوري والفرقه الرابعه والقوات الخاصه وبدا يعتمد علي حزب الله خاصه في استعاده منطقة حمص المركزيه، وقال محمد مروه عضو المجلس الوطني السوري ان حزب الله وايران يدربان الميليشيات التي يستعين بها الاسد في القتال بالشوارع في حمص واسسا بالتعاون مع مسئولين ايرانيين غرف عمليات في المدينه، وقال مروه انه عندما تكون هناك منطقه يواجه فيها الجيش والميليشيات مقاومه شديده يستدعون حزب الله للقيام بالقتال.\nوقال ابو عماد عبد الله وهو قائد لمقاتلي المعارضه في جنوب دمشق ان مقاتلي حزب الله وميليشيا شيعيه عراقيه قاموا بدور رئيسي في استعاده منطقتين علي الاطراف الجنوبيه الشرقيه للعاصمه وهما البحدليه وحي الشمالنه في الاسابيع القليله الماضيه، واضاف "دخلوا بعد ان قام النظام بحمله قصف. انهم منظمون ومدربون جيدا ويحاربون بوصفهم متعصبين دينيا لديهم قضيه. لو كان الجيش لما شعرنا بالقلق،"لكن الناشط المعارض المخضرم فواز تلو قال ان استخدام حزب الله مؤشر علي ضعف الاسد مشيرا الي عجزه عن الاعتماد علي السنه الذين يشكلون الجزء الأكبر من الجيش، واضاف ان الاسد بدا الصراع بنحو مليون فرد من المجندين والجيش والجهاز الامني واصبح الان يعتمد بشكل متزايد علي القوات الاجنبيه وبدونها سيخسر خاصه اذا بدا مقاتلو المعارضه يتلقون اسلحه متقدمه.\nوقال تلو ان الاسد يتحول الان الي وكيل ايراني بينما يري مامون ابو نوار وهو محلل عسكري اردني ان الرئيس السوري اضطر للاذعان لاراده طهران، واضاف ان الاسد لم يعد باستطاعته الاتصال بقائد فرقه وان يطلب منه قصف منطقه او اخري. وقال ان قيادته تاكلت واصبح هيكل القياده الان متعدد الجنسيات، وتحدث دبلوماسي في المنطقه عن الوضع بصراحه اكبر قائلا "سواء بقي الاسد او رحل فلم يعد ذا صله بالامور. الصراع الان اكبر منه وسيستمر بدونه. ايران هي التي تحرك الاحداث."

الخبر من المصدر