المحتوى الرئيسى

الوطن قبل القبيلة

03/15 01:23

عندما قرأت خبر تجاهل الرئيس مرسى دعوة قبائل الهوارة والأشراف لاجتماع زعماء القبائل العربية فى مصر مؤخرا، لبحث مشاكلها والتعرف على رؤيتها للاوضاع الحالية وكيفية الخروج من المأزق الحالى، توقعت غضب قبائل الهوارة والاشراف على ذلك التجاهل، وهو ماحدث فعلا، والحقيقة ان أى تفسير لذلك الاقصاء غير مقبول، سواء تم ذلك جهلا أو عمدا، ففى الحالة الاولى يعتبر الأمر مصيبة وفى الثانية المصيبة أعظم.

مؤسسة الرئاسة تتخبط فى إصدار العديد من القرارات، حيث يصدر القرار وعكسه أو يتم الالتفاف حوله، وهذا كله يعكس تعدد الجهات والاشخاص التى تساهم فى صناعة القرار من مكتب الإرشاد إلى حزب الحرية والعدالة الى جماعة الإخوان المسلمين الى مؤسسة الرئاسة، وهو ما تجلى واضحا ليس فى تجاهل دعوة قبائل الهوارة والاشراف لاجتماع زعماء القبائل العربية مؤخرا فحسب، بل فى قرارات اخرى لاتقل اهمية مثل رفع الأسعار والإعلان الدستورى المكمل وفرض حالة الطوارئ فى مدن القناة لمدة شهر.

الحقيقة  التى لا جدال فيها ان دعوة قبائل الهوارة والأشراف لاجتماع الرئاسة يضيف اليها وتجاهلها لا يمكن ان ينتقص منها، بل هو ينتقص من مؤسسة الرئاسة ، لان معنى ذلك احتمالان، الأول هو جهل مستشارى الرئيس باسم قبيلتى الهوارة والأشراف اللتين تمتد جذورهما وفروعهما فى مصر وشتى أقطار العالم العربى وهما أشهر من نار على علم فعلا وقولا وليس مجازا، وان كان هذا الاحتمال صحيحا فهذا يتطلب محاسبة المستشارين الذين حددوا أسماء القبائل المشاركة فى اجتماع الرئيس.

والاحتمال الثانى وهو أسوأ من الأول ويتلخص فى تعمد تجاهل قبيلتى الهوارة والأشراف ردا على رفضهما تعيين قبطى محافظا لقنا خلفا للمحافظ السابق القبطى اللواء مجدى أيوب، وهو ماسبب أزمة كبيرة فى مصر بعد ثورة يناير باعتباره أول خروج على الدولة المدنية فى مصر منذ أنشأها محمد على فى العام 1805، وإذا كان الامر كذلك فإنه يعتبر مكايدة سياسية ونحن نربأ بمؤسسة الرئاسة ان تلجأ إلى هذه الأساليب لتصفية الحسابات مع الآخرين، كما كان يجب عليها ان تضع مصلحة الوطن قبل القبيلة.

وعلى كل حال نحن نذكر ان محافظة قنا تقطنها  العديد من القبائل أشهرها وأكبرها الاشراف والعرب والهوارة، وبالنسبة لقبيلة الهوارة فهى من أكبر وأعرق القبائل المنتشره فى محافظة قنا وهى تنتشر فى مراكز المحافظة من «دشنا» جنوبا حتى «أبو تشت» شمالا. وقد اختلف المؤرخون حول اسم الهوارة وأصلهم، فنسب البعض تسمية الهوارة بهذا الاسم لانتسابهم إلى «هوار بن المثنى»  من حمير باليمن، ونسبهم البعض إلى «دحية الكلبى من بنى كلب» من قبيلة قضاعة. وهم فى النهاية من شبه الجزيرة العربية. ونزل الهوارة أرض مصر عام 779 هـ/ 1377م وكانت منازلهم فى منطقة البحيرة وكانت لهم الإمرة على عربانها (سكانها) واستمر الأمر كذلك حتى قام زعيم الهوارة «بدر بن سلام» بثورة كبيرة عام 782 هـ/ 1380م ولكن أخمدها الأمير «برقوق» ونقل على إثرها معظم الهوارة إلى الصعيد.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل