أكثر من 30 ألف طبيب فى ألمانيا ينحدرون من أصول أجنبية

أكثر من 30 ألف طبيب فى ألمانيا ينحدرون من أصول أجنبية

منذ 11 سنة

أكثر من 30 ألف طبيب فى ألمانيا ينحدرون من أصول أجنبية

علت الكثير من النبرات الأجنبية للغة الألمانية فى الغرفة الصغيرة البيضاء للمستشفى، إنها ساعة مرور الأطباء بمستشفى سانت أنا هوسبيتال بمدينة هيرنه بولاية شمال الراين فيستفاليا غرب ألمانيا.\nأكثر من نصف الأطباء من أصول أجنبية وعلى رأسهم مدير المستشفى، جيورجيوس جودولياس، اليونانى الأصل، والذى أقر فى الفيلم الذى صورته قناة "فى دى آر" الألمانية بأن "المشكلة هى أننا ليس لدينا أطباء يجيدون الألمانية بشكل جيد جدا وهو ما يسبب مشاكل فيما يتعلق بالتواصل مع المرضى".\nوارتفع عدد الأطباء الأجانب فى ألمانيا خلال عام واحد بأكثر من 4 آلاف طبيب ليصبح نحو 32 ألفا، والكثير من الأطباء يبدأون عملهم بدون معلومات لغوية كافية.\nويقول رئيس نقابة ماربورجر بوند للأطباء الألمان، رودولف هينكه إن الوسطاء التجاريين يصورون للأطباء الأجانب أن ظروف العمل فى ألمانيا وردية "ولكن المناخ فى المستشفيات الألمانية صعب غالبا".\nوأشار هينكه إلى أن بعض الأطباء الأجانب يدفعون أحيانا عدة آلاف من اليورو مقابل العمل فى مستشفى ألمانى وأنهم كثيرا ما يصدمون بحقيقة أنهم غير مؤهلين للعمل فى ألمانيا بسبب عدم إلمامهم باللغة وبسبب عدم كفاءتهم التخصصية.\nورغم ذلك فقلما كان الأطباء الأجانب أقل كفاءة من المستوى المطلوب، إلا أن مشاكل هؤلاء الأطباء فى الحياة اليومية بالمستشفيات الألمانية فى طريقها لأن تصبح مشكلة أمنية حسبما حذر اتحاد مديرى المستشفيات الألمانية.\nوأكثر المستشفيات المتضررة هى المستشفيات الصغيرة فى مناطق شرق ألمانيا "فبعض هذه المستشفيات لا يستطيع تشغيل أقسام المستشفى بدون هؤلاء الأطباء الأجانب لأن هذه المستشفيات لا تجد أطباء من ألمانيا" حسبما أوضح يان شولتسه، رئيس غرفة الأطباء فى ولاية سكسونيا شرق ألمانيا.\nويرحب اتحاد الأطباء الألمان بالدعم الذى يقدمه لهم زملاؤهم الأجانب. ويأتى أكثر من نصف هؤلاء من دول الاتحاد الأوروبى يليها نحو الخمس من دول أوروبية أخرى والخمس من دول آسيا ونحو 5% فقط من أفريقيا.\nولكن رئيس الغرفة الاتحادية للأطباء، فرانك أولريش مونتجوميرى يحذر من هذا الأمر منذ عدة أشهر، حيث قال إن هناك مستشفيات لم يعد فيها طبيب يتكلم الألمانية بشكل سليم وإن صناع القرار السياسى يجدون صعوبة فى تغيير هذه الحقيقة.\nوكثيرا ما يقوم الأطباء الأجانب بدورة مكثفة لتعلم اللغة الألمانية عندما يمضى عليهم وقت طويل فى مستشفياتهم دون تحسن مستواهم اللغوى.\nويرافق الأطباء الأجانب بمستشفى سانت أنا بمدينة هيرنه بشكل منتظم مدرسون فى اللغة الألمانية وذلك أثناء توقيع هؤلاء الأطباء الكشف على المرضى، وهناك أطباء أجانب يشاركون أيضا فى دورات تعلم اللغة الألمانية بالمدرسة المسائية فى ديوسبورج وتحاول جهات أخرى لتعليم الألمانية الارتقاء بمستوى الأطباء الأجانب من خلال دورات فى عطلة نهاية الأسبوع.\nولعل أهم مطالب نقابة الأطباء الألمان هى إخضاع الأطباء الأجانب لاختبار لغوى رفيع المستوى قبل منحهم ترخيص مزاولة المهنة، بالإضافة إلى امتحان هؤلاء الأطباء فى المصطلحات الطبية الألمانية وأن تكون هذه الامتحانات موحدة على مستوى ألمانيا.\nوتطلب بعض الولايات الألمانية من الأطباء الأجانب الراغبين فى مزاولة المهنة الحصول على شهادة من معهد جوته للغة الألمانية، فى حين تطالب ولايات أخرى مثل ولاية سكسونيا وميكلنبورج فوربومرن وشليسفيج هولشتاين وتورينجن بتقديم شهادات لغوية من مدارس لغة مختلفة داخل ألمانيا وخارجها، بالإضافة إلى خوض مقابلة شخصية.

الخبر من المصدر