"جماعة النسر" و"لعنات مشرقية" فى مخيم "الإبداع"

"جماعة النسر" و"لعنات مشرقية" فى مخيم "الإبداع"

منذ 11 سنة

"جماعة النسر" و"لعنات مشرقية" فى مخيم "الإبداع"

تواصلت الفعاليات والندوات والامسيات التي تهتم بالابداع والمبدعين في برنامج انشطه مخيم الابداع، حيث عقد صباح امس لقاء ادبياً موسعاً ضمن محور الجماعات والروابط الادبيه.. استضاف خلاله المخيم "جماعه النسر الادبيه"\nفي بدايه اللقاء اشار الشاعر محمد الشحات محمد رئيس مجلس اداره الجمعيه الي دور الجمعيه تفعيل الانشطه الثقافيه والادبيه عبر مجموعه من الاليات كالندوات والامسيات والنشرات خاصه وان نطاق عملها الجغرافي ممتد علي مستوي الجمهوريه وهي جمعيه مشهره بالشئون الاجتماعية وتشمل انشطه ثقافيه وعلميه ودينيه وحمايه البيئه ورعايه الاسره والامومه والطفوله كما تقدم الجمعيه خدمات ومساعدات اجتماعيه وللجمعيه صفحه علي اداه التواصل الاجتماعي «فيس بوك».\nشارك في اللقاء مجموعه كبيره من الشعراء منهم د. خالد البوهي والشاعر محمد سيد العقاد والشاعر ماجد احمد والشاعر جمال سالم والشاعره نهله محمد والشاعر د. احمد الشرقاوي الي جانب مشاركه مجموعه من الاطفال الموهوبين منهم مارجريت ناشد و الطاهر محمد وعيد فؤاد واسراء فتحي وامل سركيس حيث القوا العديد من القصائد التي لاقت تجاوباً كبيراً من جموع الحاضرين.\nايضاً قدمت الجمعيه فقره غنائيه للاطفال منال سعيد ومارجريت ناشد وعيد فؤاد كما قدم عازف الناي سيد عمر مقطوعه موسيقيه لاقت استحساناً كبيراً من الحاضرين.\nوحرص القائمون علي الجمعيه علي تقديم مجموعه من القصص القصيره الساخره والفكاهيه تنتقد الاوضاع السلبيه في المجتمع، وفي نهايه اللقاء قدم مجموعه من شعراء الجمعيه عده قصائد تراوحت بين الفصحى والعاميه وتناولت الاحداث الجاريه والاوضاع التي يمر بها المجتمع في الوقت الحالي حيث قدم الشاعر محمد الشحات محمد قصيده من شعر الفصحي تفاعل معها جمهور المخيم وكشفت عن شاعر جيد يمتلك ادواته جاء فيها:\nاما الشاعر سيد العقاد فقدم قصيده من شعر العاميه بعنوان قوات «الخبز المركزي» تجاوب معها جمهور الحاضرين لاسيما وانها تتماشي مع الاحداث التي تمر بها مصر.\nبعد ذلك عقدت ندوه لمناقشه ديوان شعر بعنوان «لعنات مشرقيه» للشاعر محمود قرني شارك فيها عدد كبير من الادباء والشعراء والنقاد.\nوفي بدايه الندوه اكد الكاتب أحمد إبراهيم الذي ادار الندوه ان ديوان لعنات مشرقيه يعتبر ديواناً استثنائياً في مضمار قصيده النثر فالديوان يتكون من قصيده واحده طويله تتضمن ثلاثه واربعين مقطعاً مكتوبه بلغه شيقه واسلوب سهل معتمداً علي بنائها علي دراما المشهد الشعري بطريقه اكدت وبجلاء علي موهبه الشاعر وحددت له خريطه شعريه خاصه به.\nوذكر الكاتب احمد ابراهيم ان الشاعر محمود قرني صدرت له من قبل عده مجموعات شعريه منها «خيول علي قطيفه الليل» و«طرق طيبه للحفاه» و«اوقات مثاليه لمحبه الاعداء» و«الشيطان في حفل التوت» كل ذلك من خلال لغه عذبه وبناء شعري رصين ومحكم ومتماسك وجماليات قادره علي اثاره الدهشه.\nوفي ورقته النقديه حول الديوان قدم الشاعر والناقد جمال القصاص رؤيه متعمقه وكاشفه حيث اكد ان الشاعر محمود قرني يلعب في هذا الديوان علي ظلال الحكايه والتي يستلها من عباءه الميثولوجيا في اعلي مراتبها الفني ونزقها الانساني وذلك من خلال كتاب «ألف ليلة وليلة» ولان منطقه الظلال بطبيعتها منطقه رخوه غير مكتفيه بذاتها فوجودها دائماً معلق بالاخر بحركه العناصر والاشياء وتنوع طرائق تشكلها وتغير مدارات ثباتها وفعالياتها.\nوقال: الامر الذي وفر مساحه من المرونه والحيويه للنص وظفها الشاعر بحنكه واقتدار من حواريه سرديه شيقه لم تفقد جاذبيتها عبر صفحات الديوان المائه والخمس عشره صفحه بل ان ظلال الحكايه ذاتها اضفت علي الديوان مسحه مسرحيه فبدا النص خاصه في القسم الاخير منه وكانه خشبه مسرح غير مرئيه لصراع يتواري دوماً خلف الصوره الشعريه سواء في حكايات ووقائع الشخوص المسروده بوعي الحكايه في كليتها وشمولها، او في تقاطعات الازمنه والامكنه او في عين الذات الشاعره المشغوله دوماً بالتلصص والتخفي فيما وراء اقنعه ومرايا الظلال.\nواضاف: تظهر ايضا هذه المساحه المسرحيه علي نحو خاصه في لغه النص المكثفه بعنايه فائقه فهي سلسله خالصه لنفسها، تعرف مفارقات الفانتازيا ومتعه الخرافه وهي لغه مغسوله من الشوائب الغيريه تتماهي في احيان كثيره مع بنيه الفعل الدرامي حيث لا يسعي النص الي تثبيت الحكايه في المشهد بل يقتنصها من فم الزمن ويعيد بناء مشهديتها من جديد الي درجه التماس مع اللحظه الراهنه وهو ما يتبدي في قول الشاعر:\nقالوا: هنا سوف تشرع الاقلام\nهنا سيقف الجراحون امام المجهر\nاللافت ايضاً في هذا الديوان هذا التوحد بين يقين الحكايه ويقين الشاعر نفسه وكانهما عتبه ليقين واحد او صراعان من اجل اراده واحده ربما لذلك لا يغادر الشاعر نصه وانما يتخفي فيه بمنطق اللص والطفل معاً فحين ييصور الشاعر الاحساس بالوجد والفقد الذي تعيشه بطله الحكايه ورد الاكمام لحبيبها «انس الوجود» يقسم المشهد بين ضمير المتكلم المنادي علي لسان البطله وضمير الشاعر الراوي المضمر في الخلفيه فكاننا امام مشهد يناوش الداخل والخارج.\nايضاً يعتبر الايهام بالامتداد عبر الزمان والمكان بالتجاوز والتخطي بشكل احد عناصر الرؤيه المهمه في الديوان فالحكايه برغم عباءتها التراثيه العتيقه لا تزال صالحه لاثاره الدهشه قادراً علي اقتناص طزاجه الحلم والجوده معاً.\nاما الناقد د. يسري عبد الله فقد اكد من خلاله ورقته النقديه علي ان الخطاب الشعري للشاعر محمود قرني يمثل وعياً جديداً بالقصيده العربيه وسعيا جمالياً لصوغ مختلف لقصيده النثر بما تحويه من تنوع وفراده ومحاوله دءوب لمغادره السياقات القديمه كلها وبما يعني مغادره للجبن العقلي والاستسلام للجاهز والموروث والقبلي لذلك فان الخطاب الشعري لمحمود قرني يحوي نزوعاً معرفياً خالصاً يطوعه في خدمه الجمالي فيدعمه، غير انه في ديوانه بـ«لعنات مشرقيه» يمد الخيط علي استقامته ويصل بالتجربه الي عنفوانها وبالنص الي ذروته خاصه عندما يتواشج المعرفي مع الجمالي فيسعيان معاً لخلق صيغه جديده لقصيده النثر يتسع فيها مفهوم الذات الشاعره تجاه  التراث.\nوتابع: يتماس الشاعر مع التراث في اكثر من موضع بالديوان حيث يستحضر شخصيات مثل اسماعيل الطغرائي وابو عبدالله الصغير وطاغور وجوته وقتيبة بن مسلم الباهلي كذلك لم يمارس الشاعر عبر ديوانه اللعب في فضاء الحكايه الاسطوريه ولكنه يمارس اللعب مع الاسطوره ذاتها ومن ثم يخرج من خيرها المالوف الي افق انساني ارحب واوسع..\nهناك ايضاً ثمه منطق ديمقراطي في القصيده كذلك نري تحولات في صيغ الحكي الشعري ما بين توظيف متعدد للضمائر وهذا يعتبر تعبير عن وجهات نظر ولكن من زوايا مختلفه ايضاً لم يقتصر الديوان علي الجماليات الشكليه ولكن تبدت به وبجلاء رؤيه فلسفيه للكون وللمجتمع وللانسان.

الخبر من المصدر