العنف في مواجهة الرأي!

العنف في مواجهة الرأي!

منذ 11 سنة

العنف في مواجهة الرأي!

حول ما يحدث في الكويت.. هناك اختلاف كبير بين الناس، هذا الاختلاف كان من الممكن ان يُستثمر وان يُنتج فكرا سياسيا جديدا، يقود الكويت الي مزيد من الديمقراطيه، لكنه -مع الاسف- يفعل غير ذلك، نظرا للعنف الذي يواجه به المختلفون بعضهم البعض.\nانا هنا لا اتحدث عن العنف الذي تمارسه قوات الأمن علي الناس، وانما عن شكل اخر انتشر بين المواطنين، وصار يتحكم في مشاعرهم ويطغي علي كل حواراتهم.\nلا يمكن ان تتطابق افكار الناس في كل شيء، لكن الحاصل في الكويت ان كل صاحب راي يريدك ان تحمل رايه او سوف يكون عدوا لك، "يجتويك وتجتويه" كما يقول الشاعر الجاهلي المثقب العبدي.\nهل انت مع المعارضه؟ ان قلت لا فانك تضع نفسك في خانه الاعداء، وستكون انبطاحيا وغير حر و.. و..\nوان كنت تري ان الحكومه مخطئه وان المراسيم الاخيره غير شعبيه، فانك ايضا ستكون في خانه الاعداء، وفي عداد المعارضين، وربما توصف بصفات اخري اقلها انك غير وطني!\nهذا العنف يمارسه الطرفان علي بعضهما البعض، وعلي الاخرين الذين لا ينحازون لاي منهما! وكلٌ منهما ايضا يدّعي بانه يحمي الديمقراطيه! اذا كانت الديمقراطيه هي السعي لالغاء الاخر، فما النتيجه؟\nلا بد ان يكون هناك تفهّم للطبيعه الانسانيه، لا يمكن ابدا ان اكون انا انت، ولا يمكن ان تكون انت انا، يجب ان نختلف، ومن المفيد ان نختلف كي يصحح بعضنا اخطاء بعض.\nما زال العنف في الكويت لفظيا، من ناحيه الناس علي الاقل، لكنه سوف يتطور ويتحول الي شكل اخر اذا استمرت نبره الخلاف في الارتفاع بهذا الشكل، قل: المعارضه اخطات في كذا وكذا، وانظر واسمع كم من الغضب الذي سوف تُرشق به من اعين الناس وافواههم! لا يمكنك ان تتبني رايا لا يريدونه!\nحاولت ان احلل هذا الواقع لاعرف اسبابه، فلم اجد سببا وجيها غير غياب الثقافه.\nنعم.. ان الامه التي يقسمها الاختلاف بهذا الشكل العنيف امه غير مثقفه؛ علي الدوله ان ترعي الثقافه، وان تنظر اليها علي انها ركيزه اساسيه من ركائز التنميه، وليست ترفا او نشاطا عارضا نشارك به في المحافل الدوليه.\nفي سنين مضت كان العاملون في السياسه علي اختلاف مواقعهم ومناصبهم، يتجهون الي الكتابه في الشعر والمسرح والقصه، وبعضهم يتجه الي الفن التشكيلي، الان صار المثقفون والكتّاب والشعراء والفنانون ينخرطون في السياسه، اصبح المجتمع كله سياسيا وصار الناس كلهم يتحدثون في السياسه.\nالي اين نحن ذاهبون؟ لا ادري.\nنشر في جريده الوطن الكويتيه

الخبر من المصدر