فاتن فاروق تكتب عن نصرة الإسلام وخديعة "مدنية الدولة"

فاتن فاروق تكتب عن نصرة الإسلام وخديعة "مدنية الدولة"

منذ 11 سنة

فاتن فاروق تكتب عن نصرة الإسلام وخديعة "مدنية الدولة"

حقيقه تالمت وغضبت كغيري ولكن بشيء من الرويه نجد ان مايحدث خير كله خير فالمسلمون دول ومؤسسات توقفوا عن التبليغ والدعوه وهم المامورون بذلك وليس ذلك فحسب بل ان معظم كتاب وادباء الدول الإسلامية رفعوا من قيم الاخر اي اخر وروجوا ان خلاص المسلم بين يدي الاخر وليس في الاسلام وفي المقابل احطوا من شان الاسلام والمنتسبين اليه بشكل مستتر واحيانا فج صريح في مواد شتي مابين الشعر والقصه والروايه فان اعترض احدهم كان جاهل وظلامي لان الفن كله مجاز وهذه هي حريه الابداع والفكر بينما لوتناولت احد اصنامهم التي يعبدونها بديلا عن خالقهم هبوا علي قلب رجل واحد واقيمت الندوات والمناظرات وطافوا في الفضائيات للحديث عن الفكر الوهابي السلفي الذي يغزو مصر الان والظلام الذي ستغرق فيه مصر من هؤلاء الذين يتمنون لهم ان يعودا الي السجون كما كانوا فلا يسمعون لهم صوتا\nولاغرو فالاستاذ عبد الحليم قنديل يقول ان الشريعه الاسلاميه وضعيه كغيرها وضعها تجار الدين والاستاذ عادل حموده يقول ان الرسول ليس بمصري فلماذ تتدخل السفاره المصريه ولو فتحنا الباب لاقوالهم لسمعنا العجب العجاب\nفضلا عن ناشط حقوقي  يقول ان الدول المسماه اسلاميه لايوجد فيها دوله واحده متقدمه في اي شيء\nوانا اجيبك بان الدول التي تتحدث عنها الان هي نتاج الحروب الصليبية بانواعها وجهود المستشرقين وتلاميذهم لدينا والاستعمار الغربي والمحتلين بالوكاله (الحكام القوميون)\nفانصحك بقراءه سير هذه الاسماء في زمن الحكم الإسلامي فعلا لتعرف كيف كنا عندما عملنا بقوانين هذا الدين هذا ان كنت لاتعرف  وان كنت اشك في هذا\nهؤلاء هم علماء زمن الامجاد\nابن النفيس والبيروني الخوارزمي وابن خلدون وابن سينا  وابن الهيثم والادريسي اول من رسم خريطه للعالم معتمدهوالبوزجاني والرازي والزهراويوالقزويني الذي اثبت كرويه الارض ودوراهنا حول نفسها والكندي الذي يقول فيه باكون " ان الكندي وابن الهيثم في الصف الاول مع بطليموس "\nوعذرا يا استاذنا فلن تسمع عن هؤلاء في اعلامنا اللاسلامي فقط هم مشغولون بسير اهل الفن\nوالهجوم علي الاسلام والذي بدا مع جهر الرسول بدعوته بيد ان الهجوم الممنهج بدا منذ الحروب الصليبيه (1099—1254 م) التي استمرت مائتي عاما ولما لم تؤتي ثمارها المرجوه قامت الكنيسه باطلاق حركه الاستشراق ترعاه وتوجهه حتي بعد ان احتضنته الجامعه وتحول الي علم اكاديمي يدرس ظل وما زال معبرا عن راي الكنيسه في الاسلام وهو الذي لعب دورا فكريا خطيرا في التمهيد للاستعمار السياسي والثقافي والعسكري وقام بحركات مريبه تهدف الي زعزعه ثقه الشعوب المستعمره بدينها وثقافتها وحضارتها وهو مايعرف بيننا بالهزيمه النفسيه وهي اخطر انواع الهزائم التي منينا بها وتترجمها سلوكيات شتي بيننا منها علي سبيل المثال لاالحصر ردود الفعل المسيئه اكثر من الفيلم نفسه\nولما لم تؤتي حركه الاستشراق المامول منها خلقوا فصيل من بيننا يعتنق ذات الفكر وهم مايسمون بيننا الان بالمستغربين والذين سيطروا علي قطاعي الثقافه والاعلام داخل الدول الاسلاميه لينشروا ثقافه الهزيمه بيننا وتزييف الوعي الجمعي وعلي احسن تقدير احداث بلبله فكريه فلا يعرف النفيس من الرديء مما خلق لدينا نخبه استعلائيه يحتقرون مادونهم في الثقافه ولم يعد يهمهم الفجوه الذي نشات بينهم وبين عامه الناس المهم ان يقال عنهم في الخارج انهم مستنيرون وحداثيون\nهؤلاء من يطلقون بيننا صيحات الدوله المدنيه رغم ان الاسلام لم ياتي الا لترسيخ الدوله المدنيه ولكن مدنيتنا تختلف عن مدنيتهم فمدنيتنا بمرجعيه اسلاميه اما مدنيتهم فهي في حل من اي شريعه ولنعد الي الوراء قليلا لنعرف اصل مدنيتهم\nهاهو المستشرق الالماني جوزيف شاخت الذي اتي بما لم ياتي به الاوائل يقول "لايوجد شيء اسمه الشريعه الاسلاميه ولايوجد دليل واحد يدل علي نسب الاحاديث للرسول صلي الله عليه وسلم فلا يحق للشعوب الاسلاميه او الحكام المطالبه بتطبيق الشريعه لان الشريعه خارج نطاق الدين وكذلك الفقه الإسلامي لاوجود له لانه ماخوذ من شرائع اليهود وتعاليم الكنيسه\nولاغرو ان احضر لقاء مع احد اكبر اقطاب العلمانيه في مصر ولم يكن يوجد اي حضور اعلامي يقول" هذه الشريعه لم تعد تصلح لنا الان .... زمان لم يكن يوجد سجون والان يوجد سجون "\nكل من يقول مدنيه يؤمن بذات الفكر ولكنهم يلعبون بالالفاظ ليجتذبوا العامه والبسطاء ويخففون من حدتها حتي لايبتعد عنهم العامه فهو شعار في ظاهره الرحمه وفي باطنه العذاب\nهؤلاء هم تلاميذ نجباء لشاخت ومرجليوث وشبرنجر ودوزي وكيتاني ومارسين\nيقول لوريس براون في كتاب اصدره عام 1944 " ليست الحروب الصليبيه وحدها ولكنه الاسلام نفسه فالخطر الحقيقي يكمن في نظامه وفي قدرته علي التوسع والاخضاع وفي حيويته انه الجدار الوحيد في وجه الاستعمار الاوروبي "\nان جهود غير المسلمين التي بذلت للاساءه لهذا الدين لاتقارن باساءات المسلمين انفسهم فنحن الذين رفعنا سلمان رشدي باياته الشيطانيه حتي بلغ عنان السماء ووزاره ثقافاتنا المجيده هي التي نشرت وليمه لاعشاب البحر لحيدر حيدر والذي وصف الله ورسوله والقران بابشع الصفات والتي يخجل امامه المستشرقون انفسهم وبالطبع كل من اعترض كان جاهل ومتخلف وارهابي ولايفهم ادب الي اخره من تيمه زائفه فقدت معناها\nومن بيننا اقلام ماجوره كثر تسب الصحابه وامهات المؤمنين علي صفحات جرائد صفراء او حمراء الامر سواء\nاما عن السينما فحدث ولاحرج فلدينا اكثر من مائه سنه سينما فماذ قدمت لهذا الدين\nعندما تظاهر المسلمون عند السفاره الامريكيه نقل الاعلام الغربي هذه التظاهرات علي انها احتفال المسلمين باحداث 11 سبتمبر وهذا ان دل علي شيء فانه يدل علي ان اعلامنا في الخارج لاوجود له وان هذه الاحاديث التي بيننا ليست الا حوار الطرشان فاللهم استعملنا ولا تستبدلنا\nالقليلون هم من استطاعوا ان يتحرروا من موروثاتهم ويتحدثوا بحياديه عن هذا الدين ولكن لاتسلط عليهم الاضواء لا في الداخل ولافي الخارج ومنهم علي سبيل المثال لاالحصر\nيقول ستانلي بول وهو ممن شكك في مصاقيه هذا الدين ولكنه انصف الحضارة الاسلامية\n" كان بقرطبه تسعمائه حمام وللحمامات شان كبير في المدن الاسلاميه لان النظافه عند المسلمين ليست من الايمان فحسب بل هي شرط لازم لاداء الصلوات والعبادات بشكل عام وذلك في حين كان مسيحيو العصور الوسطي ينهون عن النظافه ويعدونها من عمل الوثنيين وكان الرهبان والراهبات يفخرون بقذارتهم حتي ان راهبه دونت ببعض مذكراتها في صلف وعجب انها الي سن الستين لم يمس الماء منها الا اناملها عندما كانت تغمسها في ماء الكنيسه المقدس وحينما عادت اسبانيا الي الحكم المسيحي امر المسيحيون المنتصرون بهدم كل الحمامات العامه في اسبانيا\nيقول الدكتور موريس بوكاي وهو طبيب فرنسي في دراسه علميه كتبها بعنوان " القرآن الكريم والتوراه والانجيل والعلم "\nلقد اثارت دهشتي هذه الجوانب العلميه التي يختص بها القران والتي كانت مطابقه للمعارف العلميه الحديثه ولقد درست هذه النصوص بروح متحرره من كل حكم سابق وبموضوعيه تامه بيد اني لاانكر تاثير التعاليم التي تلقيتها في شبابي حيث لم تكن الاغلبيه تتحدث عن الاسلام وانما عن المحمديين لتاكيد الاشاره الي ان هذا الدين اسسه رجل وبالتالي فهو ليس دين سماوي فلا قيمه له عند الله وكان يمكن ان اظل محتفظا كالكثيرين بتلك الافكار الخاطئه عن الاسلام وهي شديده الانتشار\nولما تحدثت مع بعض المستنيرين من غير المتخصصين عرفت اني كنت جاهلا قبل ان تعطي لي عن الاسلام صوره تختلف عن تلك التي تلقيتها في الغرب وكان هدفي الاول هو قراءة القرآن ودراسه نصه ايه ايه مستعينا بمختلف التعليقات اللازمه للدراسه النقديه وانتبهت بشكل خاص الي دقه بعض الاشارات الخاصه بالظواهر الطبيعيه ومطابقتها للمفاهيم التي نملكها اليوم عن هذه الظواهر نفسها والتي لم يكن لاي انسان في عصر محمد (ص) ان يكون عنها ادني فكره ثم قرات اثر ذلك مؤلفات كثيره خصصها كتاب مسلمون للجوانب العلميه في القران وعلي حين نجد في التوراه اخطاء علميه فادحه فانا لانجد في القران اي خطا وقد دفعني ذلك الي ان اتساءل لو كان مؤلف القران انسان فكيف استطاع في القرن السابع من العصر المسيحي ان يكتب ما اتضح انه يتفق اليوم مع العلوم الحديثه\nليس هناك اي مجال للشك فنص القران الذي نملك اليوم هو النص الاول نفسه ومن ذا الذي كان في عصر نزوله يستطيع ان يملك ثقافه علميه تسبق بحوالي عشره قرون ثقافتنا العلميه\nففي القضايا التي تخضع للملاحظه مثل تطور الجنين يمكن مقابله المراحل الموصوفه في القران مع معطيات علم الاجنه الحديثه لمعرفه مدي اتفاق الآيات القرانيه فيها مع العلم \nنحن الذين توقفنا عن تبليغ هذا الدين بالوسائط الحديثه بانواعها فلا نستحق غير هذا فالذي يتطاول علي الاسلام ورموزه يقصد اهانتنا نحن فالله جلا وعلا توعد بالحفاظ علي كتابه وكفي نبيه المستهزئين\n         صادر عن المنظمه العربيه للتربيه والعلوم بتونس\n          موسوعه التاريخ والحضاره الاسلاميه  الجزء الخامس\n         موسوعه عباقره الاسلام في العلم والفكر والادب والقياده

الخبر من المصدر