الملاكم: قصة مصورة حول المحرقة النازية أو الهولوكوست

الملاكم: قصة مصورة حول المحرقة النازية أو الهولوكوست

منذ 11 سنة

الملاكم: قصة مصورة حول المحرقة النازية أو الهولوكوست

لم يتجاوز عمر هيرتزكو السادسه عشره حين ارسله النازيون الي معسكر الاعتقال بعيداً عن وطنه بيلشاتوف في بولندا مجبراً علي التخلي عن حبيبته ليا وعائلته. و بالرغم من حالته الاجتماعيه المتواضعه ـ اذ كان الاب مجرد تاجر خضروات- ، فقد اثبت الشاب اليافع رباطه جاشه و قدرته علي اثبات ذاته بنفسه. وهو الامر الذي لفت انتباه احد رجال الشوتس شتافل ليوليه رعايته في المعسكر. بالطبع لم يكن ليفعل ذلك لطيبه قلبه، بل من اجل الملاكمه التي انتهجتها جماعته كطريقه للتسليه. ملاكمه اقرب ما تكون من الحرب حيث الخلاص فيها يعني اما الموت او الحياه.\nو تكررت انتصارات هيرتزكو وهزائم خصومه لينتهي بهم الامر في كل مره بتسليم ارواحهم في غرف الغاز. وبهذا اصبح هيرتزكو ليس فقط ضحيه اضطهاد النازيين، بل ايضاً معتديا علي حياة الآخرين لينجو هو بروحه. وهذا ما جعل هذه القصه فريده من نوعها، اذ يقول رسام هذه المجله كلايست:" صعوبه انتاج مثل هذه القصه يكمن في هذه التناقضات التي اجبرت هيرتزكو علي تملكها".\nقصه راينهردت كلايست المصوره المدعوه "دير بوكسر" او الملاكم.\nاول قصه مصوره حول الهولوكوست؟\nفي قصته الالمانيه المدعوه "يوماً ما ساروي القصه كامله"، حكي الان سكوت هافت قصه والده هيرتزكو. ومنذ الوهله الاولي راي راينهردت كلايست في تلك القصه مشاهدها المصوره وامكانيه اصدار قصه مصوره. فبدا بتصميم السيناريو والمشاهد بخطوط حبر عريضه ليرسم السجناء الهزال بطريقه الفن التعبيري. اما معضله ان كاتب الماني يروي قصه الهولوكوست عبر قصه صوريه حول يهودي هو ضحيه ومعتدٍ في ان واحد، فهو امر صعب لا حل له سوي محاوله اقصاء كلايست لذاته و نظرته للقصه و مجرياتها. فيوضح قائلاً:" تخيل هيرتزكو في المحرقه ومعسكر اوسشفيتز تبقي مجرد محاوله يصعب تشخيصها لتجبر المرء علي التنحي جانباً. والا فان الامر سيثير مشاعر حساسه لا اتمني اثارتها اطلاقاً".\nاما صلاحيه تحويل الهولوكوست لقصص مصورة، فهو امر اثبته الرسام الامريكي ارت شبيغلمان منذ وقت طويل. اذ استبدل شبيغلمان النازيين بالقطط ومعتقلي المعسكرات بالفئران في قصته المصوره "ماوس"، و ذلك بشكل لا يدعو اطلاقاً الي الضحك، بل بذلك حولها الي حكايه رمزيه ككليله ودمنه. و لذا فقد استحقت قصته المصوره جائزة بوليتزر عام 1992، لتكون بذلك اول قصه مصوره تتلقي هذه الجائزه. كلايست علي خلاف ذلك اختار الابقاء علي واقعيه القصه باشخاصها لاضفاء مزيد من التشويق، مبيناً:" كراوٍ للقصه احاول جلب القارئ و عواطفه لمجرياتها قدر الامكان حتي يدخل اجواءها ويستشعر عمقها".\nاثبت الشاب اليافع هيرتزكو رباطه جاشه و قدرته علي اثبات ذاته بنفسه.\nلا شك ان القصه ممتعه وغير مستفزه، اذ لا تشكك في اي حال من الاحوال باي امر مريب. لكن القصه الحقيقيه لهيرتزكو هافت هي بحد ذاتها مثيره للقلق، اذ تظهر الي اي حد يسهل تلامس الخير مع الشر. و يكمل كلايست حديثه عن مجريات القصه، فيقول:" يهرب هيرتزكو من المعتقل ويهاجر الي الولايات المتحده، حيث يحاول العمل كمصارع متمرس الي ان يخسر ذات يوم في مواجهه بطل الوزن الثقيل المشهور روكي ماركيانو لينتهي به الامر بائعاً للخضروات في بروكلين. اما عائلته، فتتحول الي الخوف منه بسبب نوبات غضبه.\nو بعد مرور 62 عاماً علي فراقهما، يلتقي هيرتزكو في سن 78 عاماً مجدداً بحبيبه شبابه ليا ليكسر صمته للمره الاولي و يخبرها بحبه. و قبيل موته في عام 2007، يعطي الوالد ابنه الان الضوء الاخضر ليدون قصته التي شكلت حجر الاساس في قصه راينهردت كلايست المصوره. يذكر ان قصه راينهردت كلايست المصوره المدعوه "دير بوكسر" او الملاكم قد صدرت باللغة الألمانية من مطبعه كارلسن وتضم 176 صفحه و تكلف ما يقارب السبع عشره يورو..

الخبر من المصدر