هوليوود تفترس السينما المصرية

هوليوود تفترس السينما المصرية

منذ 11 سنة

هوليوود تفترس السينما المصرية

ما زال بعض القائمين علي صناعه السينما في مصر يلهثون وراء المكسب السهل، حتي لو ساهمت طرقهم الملتويه للحصول علي حفنه من الجنيهات في القضاء علي البقيه الباقيه من صناعه السينما التي تحتضر، لا بسبب الثوره التي يلقي عليها كل متخاذل خطاياه ولكن بسبب جشع صناعها والفوضي غير الخلاقه التي ابتدعوها لتكون وسيلتهم في تخريب الفن السابع بحجه الجمهور عاوز كده.\nورغم مطالبتنا بالانفتاح علي سينمات اخري لتخليص المشاهد المصري من براثن الافلام الأمريكية التجاريه النزعه، والتي يعتبرها العقلاء نفايات السينما العالميه الا ان جهات التوزيع السينمائي ووزاره الثقافه لم يحركا ساكناً حتي توحشت هوليوود واوشكت علي القضاء علي السينما المصرية، مع ما تعانيه من قله الانتاج وضعف الايرادات وندره التوزيع الخارجي الذي يقتصر علي دويلات الخليج والتي لم يعد المسئولون عن التوزيع فيها بالسذاجه التي تدفعهم لقبول كل الهراء الذي تنتجه السينما المصريه، مما دفعهم لاستغلال العشوائيه والفرقه بين جهات الانتاج المصريه وتخفيض اسعار الافلام قبل ان تزداد سطوه الموزع الخليجي، ليشترط ابطال وموضوعات معينه ويضع كثيراً من المحاذير في مقابل وعود بشراء الافلام. في الوقت نفسه استحوذ الفيلم الامريكي علي السوق الخليجي وزاحم الفيلم المصري الذي لم يعد بالقوه التي كان عليها، حتي ان اسماء مثل عادل إمام الذي كان يباع فيلمه بالحصول علي صوره من توقيعه علي عقد الفيلم فقد نفوذه، حتي ان بعض الموزعين لم يدفعوا باقي مستحقات الجهه الانتاجيه بحجه ان الفيلم لم يحقق عائداً لانه ضعيف فنياً.\nولان السينما رافد مهم من روافد الثقافه، كما انها صناعه تتبع اتحاد الصناعات الفنيه كان علي غرفه السينما ووزاره الثقافه البحث في ازماتها ومحاوله حلها، بدلاً من تجاهل وزاره الثقافه لما تمر به السينما وتواطؤ الغرفه مع بعض المنتجين الذين يجلسون علي مقاعد مجلس ادارتها لتحقيق مصالح شخصيه، ليساهم الطرفان في المذبحه التي اتضحت معالمها خلال موسم عيد الفطر بعد ان شهد عرض عدد قليل من الافلام المصريه في مقابل عدد اكبر من الافلام الامريكيه التي نافست علي الايرادات وتسببت في خساره «فاضحه» لصناع السينما.\nففي الوقت الذي تمخضت السينما المصريه عن اربعه افلام في موسم عيد الفطر تغزو هوليوود دور العرض المصريه بسته افلام تمتلك عناصر الجذب، وهو ما جعل الافلام الامريكيه تناطح افلام العيد مع تقديم الموزعين لتنويعه مدروسه بين الاكشن والكوميدي والتاريخي والرومانسي علي العكس مما تحمله افلام الموسم، رغم ان معظم الافلام الامريكيه التي اقتسمت مع الافلام المصريه عيديه الجمهور تقدم تيمات معاده وتعمل علي استغلال نجاح افلام سابقه مثل SnowWhite and the Huntsman او «سنوايت والقناص» لروبرت ساندرز في تجربته الاولي والذي استعان فيها بتشارلز ثيرون وكريستين ستيورات او تقديم اجزاء جديده لعمل سابق، كما في فيلم الرسوم المتحركة Madagascar 3: Europe's Most Wanted والذي سبقه جزان حققا نجاحا عالمياً من سلسله «مدغشقر» لمخرجيها توم ماكجراث وايرك دارنيل وThe Amazing Spider-Man او «الرجل العنكبوت المذهل» وهي الشخصيه الشهيره التي تعود بمخرج ونجوم جدد في نسخته الاخيره التي اخرجها مارك ويب في تجربته الثانيه ويقوم ببطولتها اندرو جارفيلد وايما ستون، والامر نفسه يتكرر مع شخصيه «باتمان» التي يعاد استغلالها في فيلم The Dark Knight Rises او «صحوه فارس الظلام» التي يخرج نسختها الاخيره كريستوفر نولان ويجسدها كريستيان بال مع الفرنسيه ماريون كوتيارد كما يصر عجائز هوليوود علي الاستمرار في تقديم جزء ثانٍ منThe Expendables  او «فريق الدمار 2» الذي كتبه وشارك في بطولته سليفستر ستالون واسند المخرج سايمون ويست بطوله الجزء الثاني لجان كلود فان دام مع باقي نجوم الجزء الاول.\nوالي جانب هذه الافلام يدخل الفيلم التاريخي Brave او «الشجاعه» للمخرج مارك اندروز وبطوله ايما طومسون وكاريج فيرجسون السباق الي جانب فيلم Step Up Revolution او «ثوره الخطوات الساخنه» للمخرج سكوت سبير وبطوله ادم سيفاني وكاثرين ماكورميك وفيلم The Dictator او «الديكتاتور» اخراج لاري شارليز وبطوله ميجان فوكس وبن كنجسلي.\nوقد تكون هذه التنويعه هي السبب الحقيقي وراء ثوره منتج وموزع مثل محمد حسن رمزي ومطالبته باستبعاد الافلام الاجنبيه من المنافسه علي ايرادات موسم العيد انقاذاً للصناعه -علي حد قوله- ولكن المؤسف ان رمزي الذي يخاطب غرفه صناعه السينما للموافقه علي اقتراحه هو احد اعضاء مجلسها، والاغرب انه وغيره من المنتجين يتحملون مسئوليه هذه الازمه التي وضعوا انفسهم والسينما المصريه فيها بعد مطالبتهم برفع عدد نسخ الفيلم الاجنبي من 5 نسخ لـ 8 ثم لـ 10 نسخ للفيلم الواحد وموافقه وزير الثقافة الاسبق فاروق حسني علي هذا القرار بعد الحاح من اعضاء غرفه صناعه السينما لمواجهه تداعيات الأزمة المالية العالمية ومع ضعف الانتاج المصري ظهرت سلبيات هذا القرار الذي يمثل تهديداً للفيلم المصري، رغم ان هذا التهديد ليس وليد اللحظه ولكنه مر بمراحل تطور لم يلتفت اليها اي من الساخطين علي غزو السينما الامريكيه لانهم كانوا منتفعين وقتها.\nفالرسم البياني للافلام الاجنبيه في مصر يوضح ارتفاع عددها وارتفاع ايراداتها بشكل مضاعف حتي تجاوزت حاجز المائه فيلم وحققت ايرادات قيمتها خمسه وثلاثين مليون جنيه في 2007، حينما كانت تعرض بخمسه نسخ للفيلم الواحد بينما ارتفع عدد الافلام في 2008 لمائه وسته وثلاثين فيلما وحققت ضعف الايرادات، حيث وصلت لسبعين مليون جنيه مع حصولها علي استثناءات من وزير الثقافه لتعرض بثمانيه نسخ وهو ما ادي لارتفاع نسبه الايرادات من 10% في 2007 لـ 20% في 2008 وليس من الغريب ان تصل النسبه في 2010 و 2011 الي 35% ويجب الا نتعجب بعد ان اوضحت مؤشرات موسم العيد حصول الافلام الاجنبيه علي نسبه وصلت لـ 50 % من اجمالي ايرادات هذا الموسم.\nورغم حاله الشيزوفرينيا التي تتملك البعض من منتجي وموزعي السينما الذين ينصبون الفخاخ ويقعون فيه الا ان مبادره محمد حسن رمزي بوقف عرض الافلام الاجنبيه في ايام العيد تستحق الدراسه في هذا الوقت لمواجهه الاغراق الذي تقوم به السينما الامريكيه ولكن الاهم ان هذا القرار صدر لتحقيق مصالح فئه من محتكري السينما الذين يملكون جهات انتاجيه ودور عرض الي جانب عملهم كموزعين، وعليه يجب ان تسعي وزاره الثقافه بصفتها المعنيه بصناعه السينما الي استصدار قانون يحرم الهيمنه علي السينما بالتشاور مع غرفه صناعه السينما فالمنتجون الافراد والكيانات الصغيره هي التي تعطي السينما المصريه قبله الحياه في الوقت الذي يتصارع فيه الكبار علي كل ما يرفع ارصدتهم المصرفيه وهو ما يجعل حلم العوده الي انتاج مائه فيلم سينمائي مصري بعيد المنال، لاننا مازلنا نتعامل مع السينما باعتبارها سبوبه وليست صناعه تستطيع تحريك اقتصاد دوله كما في الهند التي اصبحت تنافس هوليوود بمدينتها الانتاجيه الكبيره وعدد افلامها الذي تجاوز الالف فيلم في العام فقط، لان هناك قانوناً وهناك دوله تحمي الصناعه وتدفعها للامام.

الخبر من المصدر