كورت ماسور- مايسترو عالمي وصاحب رسالة سلام

كورت ماسور- مايسترو عالمي وصاحب رسالة سلام

منذ ما يقرب من 12 سنة

كورت ماسور- مايسترو عالمي وصاحب رسالة سلام

دخلت المانيا مرحله تاريخيه جديده باعاده الوحده بين شطريها الشرقي والغربي، ومعها دخل ايضا قائد الاوركسترا كورت ماسور مرحله النجوميه العالميه اذ اصبح من اكثر الاسماء الموسيقيه الجذابه في قاعات العروض الكبري.\nفي عام 2010 حصل المايسترو كورت ماسور علي الجائزه الموسيقيه المرموقه "ايكو" تكريما له علي مجمل اعماله. وبالرغم من المتاعب الصحيه التي يعاني منها المايسترو فانه ما زال يخطط لجولاته الموسيقيه المقبله بحماس منقطع النظير. وبالرغم من عمره المتقدم فانه لا يفكر في التقاعد لان الموسيقي بالنسبه له كما يقول " مثل التنفس لذلك لا يمكن التوقف عنها". كما انه لم يخطط لتنظيم احتفال كبير بعيد ميلاده الـ 85 والذي وصفه بانه "مثل اي يوم عادي".\nماسور يستخدم الموسيقي لبث رسائل السلام\nولد ماسور في الـ 18 من تموز/يوليو عام 1927 في مدينه برتسيج البولنديه التي كانت معروفه انذاك باسم بريج، واكتشف منذ نعومه اظافره ولعه بالموسيقي وعلم نفسه طريقه في العزف علي البيانو. وانصياعا لرغبه والديه التحق ماسور بتدريب مهني للعمل كفني كهرباء قبل ان يبدا عام 1942 دراسه الموسيقي. وبعد نهايه الحرب العالمية الثانية انتقل ماسور الي مدينه لايبزغ الالمانيه لدراسه قياده الاوركسترا والتاليف الموسيقي.\nوفي عام 1970 تولي ماسور رئاسه اوركسترا لايبزغ في ألمانيا الشرقية السابقه وظل في هذا المنصب حوالي 30 عاما. ويقول ماسور ان هذه الفتره تمثل المنطلق الاساسي لحياته الفنيه اذ نجح الموسيقار الشهير في تحقيق شهره عالميه للاوركسترا التي قادها وبلور خصوصيه الميزه فنيه التي تمتعت بها.\nوتنهج اوركسترا لايبزغ منهجيه عريقه تتمثل في الاعداد المستمر للكوادر الموسيقيه الجديده، الامر الذي حرص ماسور علي مواصلته خلال فتره توليه لمنصبه هذا.\nالصاله الكبري للعروض الموسيقيه في لايبزغ\nوليس ماسور من الشخصيات التي تخشي الكشف عن مواقفها في القضايا الموسيقيه او السياسيه ايضا وقد ادي ذلك الي حدوث مواجهات مع سلطات المانيه الشرقيه سابقا. ففي عام 1970 قام ماسور بعزف بعض اعمال الموسيقار الشهير دميتري شوستاكوفيتش الذي لم يكن مرضيا عنه في الإتحاد السوفياتي السابق وفي دول الكتلة الشرقية كلها. وفي عام 1980 تظاهر ضد قرار للسلطات الثقافيه في برلين الشرقيه انذاك، كان يهدف الي بناء صاله للعروض الموسيقيه علي طراز هندسي حديث علي انقاض المقر الاصلي للاوركسترا الذي تدمر اثناء الحرب العالميه الثانيه.\nدور مؤثر قبيل اعاده الوحده\nولعب ماسور دورا واضحا مع بدايه خروج المظاهرات خريف عام 1989 واقتراب نهايه فتره تقسيم المانيا.وعندما هددت السلطات باستخدام ما يزيد علي ثمانيه الاف من رجإل ألشرطه والجيش ضد المتظاهرين السلميين كان ماسور صاحب مبادره "لا للعنف" الذي دعا اليه في اذاعه لايبزغ. وساهم ماسور من خلال هذا النداء في عدم تصعيد الموقف خلال ذلك اليوم. وكان نص النداء الذي تم بثه في التاسع من تشرين اول/اكتوبر 1989:"قادتنا مسؤوليتنا ومخاوفنا المشتركه لهذا اليوم. نحن مهتمون بالتطورات التي تشهدها مدينتنا ونبحث عن حل لها. اطالبكم بالعقلانيه حتي لا تضيع فرص الحوار".\nوبعد ذلك تراجعت قوات الشرطه والجيش واقامت اوركسترا لايبزغ حفلها كما تم التخطيط له من قبل. ووزع ماسور علي الموسيقيين النوته الخاصه بسيمفونيه "ارويكا" للموسيقار العبقري بيتهوفن اذ انه خطط لانهاء الحفل بهذه المقطوعه الحزينه في حال وقوع قتلي في الاحداث التي كانت المدينه تنتظرها تلك الليله.\nكورت ماسور اثناء قياده "فيلهارمونيكا نيويورك"\nوفي الايام التاليه فتح ماسور مقر عمله للمناقشات السياسيه ووضع مع مجموعه من النشطين مجموعه مبادئ اساسيه لتصحيح مسار جمهورية ألمانيا الديمقراطية السابقه. كما تم طرح اسم ماسور بعد ذلك لبعض المناصب السياسيه.\nويري ماسور ان الموسيقي كانت بالنسبه له اهم وسيله لنشر رسائله، كما يؤكد الموسيقار ان لغه الموسيقي هي لغه التفاهم ويقول:"الرساله التي ارغب في ايصالها للبشريه لم تتغير منذ بدايه عملي وهذه الرساله هي التفاهم والود والانسانيه".ويضيف ماسور:" باستخدام الموسيقي حاولت دائما ان اوضح للناس ان هناك ما هو اكبر من الخلافات اليوميه.ما يجمعنا هي كلمات شيلر وموسيقي بيتهوفن. السعاده هي التي يجب ان تجمع بين الناس وليس الكراهيه".\nبنايه الصاله الكبري للعروض الموسيقيه في لايبزغ\nبدات شهره ماسور علي المستوي العالمي مع سقوط جدار برلين واعاده الوحده بين شطري المانيا، حيث تهافتت عليه عروض القاعات الموسيقيه العالميه التي استقطبته بدايه التسعينات لقياده فرق موسيقية مرموقه في نيويورك ولندن وباريس. وعندما وقعت احداث الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 في الولايات المتحده كان ماسور يتولي قياده اوركسترا فيلهارمونيكا في نيويورك فغير وقتها برنامج عروض الاوركسترا واختار مقطوعه للموسيقار الالماني يوهانس براهمس لتابين الضحايا وتعزيه اسرهم.\nوعندما قرر ماسور ترك فيلهارمونيكا نيويورك عام 2002 منحته الاوركسترا اعلي لقب شرفي تمنحه، لم يحصل عليه منذ تاسيسها قبل 150 عاما الا الموسيقار الامريكي ليونارد بيرنستاين.

الخبر من المصدر