حصاد الطاقة من البشر

حصاد الطاقة من البشر

منذ ما يقرب من 12 سنة

حصاد الطاقة من البشر

يقيس احد الباحثين الطاقه الكهربائيه التي يمكن توليدها من شخص يمارس رياضه الجري لدقائق بمقدار يقارب الالف وات، مما يعني امكانيه الاستفاده من تلك الكهرباء الناتجه في تطبيقات متنوعه، مثل تشغيل الهواتف المتحركه والحواسيب المحموله ومشغلات الموسيقي.\nومع دخول تقنيات النانو الي مراحلها التطبيقيه، يذهب اخرون الي التفكير في حذاء يولد الكهرباء بمقدار يصل الي عشرين وات اثناء المشي، ويدخل في تصميم هذا الابتكار مرور سائل محجوز في احدي غرفتين اسفل الحذاء، تقع الغرفه الاولي تحت مشط القدم والثانيه تحت الكعب.\nوعند الضغط علي مشط القدم يندفع هذا السائل ليمر عبر مولد كهربائي يمتص الطاقه ويحولها الي كهرباء، ليصل السائل بعدها الي الغرفه الواقعه اسفل كعب القدم، وعندما يطا الشخص بكعبه يتم طرد هذا السائل عائدًا الي الغرفه الاولي التي جاء منها مارًا بالمولد الكهربائي وهكذا لينتج تيار كهربائي اثناء المشي.\nحقق العالم انجازات رائده في مجال الطاقه المتجدده المستخلصه من الرياح وضوء الشمس وحركه الانهار والبحار\nواجهت اكثر ابتكارات استخلاص الطاقه الكهربائيه من حركه الجسم تحديات كثيره في اساليب التصميم المتبعه والتكلفه، ففي حالة الحذاء المذكور هناك اسئله كثيره مطروحه، اهمها مدي راحه المستخدم عند ارتداء هذا الحذاء عند المشي وكيفيه توصيله بالاجهزه الكهربائيه، ناهيك عن السعر وتكلفه الانتاج والصيانه. كما برزت ايضًا مساله التسويق والتوعيه لفكره تحمل الانسان مسؤوليه او مبادره توليد الطاقه الكهربائيه بنفسه ولاستخدامه الشخصي. ولاجل هذه الماخذ ذهبت بعض الافكار مؤخرًا الي الناي بالشخص عن لبس معدات او اجهزه بعينها لغرض توليد الطاقه الكهربائيه.\nفمن الابتكارات التي تبدو واعده في مجال حصد الكهرباء من حركه الانسان، تاتي فكره تعتمد علي اكتشاف لظاهره قديمه تدعي الكهرباء الانضغاطية، وهي نوعيه من الكهرباء يمكن رؤيتها تتجلي في تلك الشراره الزرقاء التي تنطلق عاده في بعض الانواع من ولاعات الغاز.\nتنتج الكهرباء الانضغاطيه من قدره بعض المواد الصلبه علي توليد جهد كهربائي (فولتيه) عند ضغطها او اخضاعها لاجهاد ميكانيكي، مثل الكريستال والسيراميك والكوارتز. وتصل الفولتيه المتحرره من سنتيمتر مكعب واحد من تلك المواد الي عده الاف من الفولتات مع شده تيار متواضعه، كما في حاله شراره الولاعه انفه الذكر. وبالاعتماد علي هذه الطريقه في توليد الكهرباء، عمدت بعض الشركات مؤخرًا الي تصنيع بلاط ارضيات لتوليد الطاقه الكهربائيه بمجرد وقوع اقدام الماره والمشاه عليه.\nهل يصبح استخلاص الطاقه الكهربائيه من حركه الجسم من مصادر الطاقه المتجدده\nوسنشهد هذه السنه تطبيقًا عمليًا واسع النطاق في توليد الكهرباء الانضغاطيه ضمن اولمبياد لندن في الصيف، اذ قررت المدينه اناره واجهات المباني الاولمبيه بالاعتماد علي حركه اقدام الزوار لدي عبورهم علي ارضيات الممرات المكسيه بالبلاط الكهربائي المذكور. لا يزال هذا النوع من المشاريع في مراحله التجريبيه، وهناك اسئله كثيره مطروحه تتعلق بديمومه هذا البلاط تحت تاثير حركه الاقدام اضافه الي التكلفه والعائد.\nواذا نجحت هذه الفكره وكان لها مردود بعيد المدي فاننا قد نري في المستقبل استخدام هذا البلاط الكهربائي في مناطق واسعه من المدن التي تشهد عبورا كثيفا للمشاه، حتي انه يمكن حصد الطاقه الكهربائيه من حركه المشجعين علي مدرجات ملاعب كره القدم اثناء قفزهم ورقصهم، للاستفاده من جزء من تلك الطاقه الزائده التي قد نراها تتجسد احيانًا في تصفيه للحسابات خارج الملاعب.\nالمصدر وحقوق النشر : الجزيره 2012 (ط.ا)

الخبر من المصدر