خبراء: الآثار السورية في خطر

خبراء: الآثار السورية في خطر

منذ 12 سنة

خبراء: الآثار السورية في خطر

طالب معارضون سوريون في الشهر الماضي منظمة اليونسكو بحماية الآثار التي قالوا إن قوات النظام السوري تستهدفها. وكان بيان لتيار التغيير الوطني السوري المعارض قد أشار في بيان له إلى أن "نظام الأسد الوحشي الذي يدمر الحياة الإنسانية، يدمر معها أيضا التراث الإنساني، من خلال قصفه لمساجد وكنائس وقلاع وخرائب وحتى منازل تاريخية، هي جزء لا يتجزأ من تراث حضاري يمتد عمره أكثر من ستة آلاف سنة".\nكما حذر خبراء الآثار من مخاطر التدمير والنهب المحدقة بالكنوز الأثرية في سوريا، بما فيها آثار مدينة تدمر والآثار اليونانية والرومانية. وأكثر الآثار تعرضا للخطر، هي تلك الواقعة في مناطق ساخنة خرجت من سيطرة القوات النظامية ونشطت فيها حركة سرقة القطع الأثرية من المتاحف ومواقع الحفريات. وفي حديث مع وكالة فرانس برس تقول مديرة المتاحف في سوريا هبة السخل "في الأشهر الثلاثة أو الأربعة المنصرمة، سجلت الكثير من عمليات النهب".\nوتضيف "في أفاميا، لدينا مقطع مصور يظهر لصوصا ينتزعون فسيفساء بواسطة آلة ثقب.. وفي تدمر تنشط حركة سرقة الآثار والتنقيب عنها بشكل غير شرعي". وتقول إنه على الرغم من أن سرقة الآثار أمر موجود في سوريا منذ سنوات، إلا أن وتيرتها ارتفعت بسبب الاضطرابات التي حرمت بعض المواقع التاريخية من الحماية اللازمة.\nتمثالان لملكين من سوريا يعودان إلى النصف الأول للألفية الثانية قبل الميلاد\nمن جهة أخرى، يقول الناشطون المعارضون مستندين إلى مقاطع فيديو مصورة، إن الجيش السوري قصف عدة مواقع أثرية من بينها قلعة المضيق في ريف حماة ودمر مسجد السرجاوي الأثري في حماة، خلال عملياته لاستعادة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام. وقد كان متحف مدينة حماة في وسط البلاد فريسة للصوص الآثار، بما في ذلك الأسلحة القديمة المعروضة فيه وتمثال يعود إلى العصر الآرامي.\nوتقول هبة السخل "أعتقد أن الذين ينهبون الآثار هم من السكان المحليين أنفسهم، يفعلون ذلك بدافع التكسب ولا يدركون أهمية هذه الآثار التي يعثرون عليها". وإلى شمال غرب مدينة حماة، أصيبت قلعة شيزر المطلة على نهر العاصي بأضرار، وسرق تمثال روماني من الرخام من متحف أفاميا، وعمل لصوص الآثار على التنقيب والحفر وسرقة الآثار في مواقع عدة في البلاد.\nكما تعرضت للنهب مدينة ايبلا الأثرية الواقعة في محافظة إدلب، التي تركزت فيها العمليات العسكرية والاشتباكات بين القوات النظامية والمنشقين عنها في الأسابيع الماضية. وتقول هبة السخل إن مسلحين احتلوا قلعة الحصن، التي بناها الصليبيون والتي كانت من أهم الوجهات السياحية في سوريا قبل الأزمة، وأخرجوا الحراس منها.\nويقول مدير الحفريات الأثرية في سوريا ميشال مقدسي إن أكثر المواقع عرضة للخطر هي المناطق الواقعة إلى شمال الهضبة الكلسية والتي تضم مئات الأديرة والكنائس القديمة، شمال غرب البلاد. ويقول "برأيي هذه المنطقة هي الأكثر عرضة للخطر الآن، لأنها ليست تحت الإشراف المباشر لدائرة الآثار".\nقوس النصر والقلعة في مدينة تدمر التاريخية\nوحضت منظمة اليونسكو الشهر الماضي الدول الأعضاء والهيئات الدولية إلى حماية التراث الثقافي الغني في سوريا وضمان عدم تعرضه للسرقة والتهريب من البلاد. وقالت اليونسكو في بيان "إن الإضرار بتراث بلد هو إضرار بروح الشعب وهويته".\nوكان معارضون سوريون طالبوا منظمة اليونسكو بـ "التحرك الفوري" من أجل وقف "تدمير المعالم الأثرية" في سوريا، متهمين النظام السوري بأنه "يستهدفها" أثناء عملياته العسكرية، ومطالبين بإضافة عمليات التدمير هذه إلى قائمة "جرائم النظام". وكانت اليونسكو أدرجت ستة مواقع على لائحة التراث العالمي، وهي أحياء دمشق\nالقديمة وحلب القديمة وقلعة المضيق وقلعة الحصن ومدينة بصرى القديمة ومدينة تدمر والقرى الأثرية شمال سوريا. ويرى رئيس قسم الآثار في المعهد الفرنسي للشرق الأدنى في بيروت مارك غريشماير أن الآثار السورية تكتسب أهمية استثنائية من حيث أنها شاهدة على التطور البشري. ويقول "الأمر الرائع في سوريا هو أنها تشهد على نشوء القرى الأولى في التاريخ".

الخبر من المصدر