التونسيون يحتفون بعودة "البورقيبة"

التونسيون يحتفون بعودة "البورقيبة"

منذ 12 سنة

التونسيون يحتفون بعودة "البورقيبة"

بمناسبة مرور 12 سنة على وفاة الرئيس التونسي السابق الحبيب بورقيبة، خصصت الصحافة التونسية في طبعاتها الصادرة اليوم الجمعة 6 أبريل/نيسان مساحات واسعة من صفحاتها للسيرة الذاتية لأول رئيس للجمهورية التونسية بعد الاستقلال.\nوبدا وكأن التونسيون يحنون إلى منجزات الفترة "البورقيبية"، التي ارتبطت بحركة تحديث واسعة في المجال الاجتماعي والثقافي، وإن بقت عرجاء في الجانب السياسي، حيث لم يسعَ الزعيم الراحل إلى بناء نظام سياسي ديمقراطي.\nوأشار بعض المحللين السياسيين إلى أن استدعاء "التراث البورقيبي" والاحتفاء "المبالغ" فيه يأتي في إطار حالة الاستقطاب السياسي والأيديولوجي التي تعرفها البلاد بعد الثورة، وبعد وصول الإسلاميين للحكم، وخاصة أنهم عرفوا بعدائهم لبورقيبة وللبورقيبية. إلا أن الإعلامي سفيان بن فرحات أكد لـ"العربية.نت" على "أن البورقيبية تتلاقى مع الإسلام ولا تقطع معه على خلاف ما هو مروج له من قبل بعض التيارات الإسلامية".\nومن أبرز العناوين التي تصدرت الصحف،"الحبيب بورقيبة.. رجل دولة حارب الجهل والفقر ووضع شعبه على طريق الحداثة"، و"بورقيبة..تحيا الحداثة"، "تونس ما بعد بورقيبة"، "الحبيب بورقيبة.. بحثا عن الرمز المفقود"، "البورقيبية تعود من جديد"، "هل ينفعنا بورقيبة اليوم". وتضمنت المطبوعات الصادرة شهادات عن بورقيبة من رجالات وسياسيين عملوا مع "المجاهد الأكبر" كما يحلوا للتونسيين تسميته.\nوفي تصريح له قال إدريس قيقة وزير الداخلية في زمن بورقيبية إن "بورقيبة أصبح رجل اليوم وليس رجل الماضي"، مضيفاً أن الرموز السياسية الموجودة الآن في الساحة تكونت في عهد بورقيبة، وأن كل التيارات السياسية تسير على خطاه وتنتهج التحديث.\nومن جهته رأى الطاهر بلخوجة الوزير السابق وأحد رموز حكم بورقيبة في تصريح لجريدة "المغرب" أن "أسلوب الحكم وكيفية التصرف ونوعية المجتمع في العهد البورقيبي ذهب معه ولا يمكن أن يتلاءم مع وضعية البلاد الحالية وتطلعات المواطنين... اليوم الوضع يستوجب الحكم الجماعي للحفاظ على مناعة البلاد أولا".\nوفي مقابلة مع "العربية.نت" فسر الباحث في علم الأنثروبولوجيا السياسية الدكتور محمد الحاج سالم ظاهرة عودة "البورقيبية"، بكونها "تعبر عن رغبة النخب التونسية في استئناف المشروع التحديثي البورقيبي، من خلال إعادة قراءة التجربة واستلهام العناصر الإيجابية فيها وخاصة في مستوي التحديث الثقافي والتربوي، والعمل على استكمال نواقصها في المجال السياسي (...) إن التراث التحديثي البورقيبي سوف يساعد تونس ما بعد الثورة على بناء أنموذج ديمقراطي".\nيذكر أن أغلب المهتمين بدراسة الحقبة البورقيبية أجمعوا على أن رؤية الحبيب بورقيبة الريادية في بناء مجتمع حديث، والإعلاء من شأن العلم والمعرفة، والمراهنة على الرأسمال البشري لتحقيق التقدم والنمو، لم تصاحبها لا إرادة ولا تصورات مماثلة في الحقل السياسي، من أجل الوصول إلى نظام ديمقراطي يقوم على الفصل بين السلطات، والتعددية الفكرية والسياسية.

الخبر من المصدر