الهزيمة في السلم والحرب.بقلم:أسعد العزوني | دنيا الرأي

الهزيمة في السلم والحرب.بقلم:أسعد العزوني | دنيا الرأي

منذ 12 سنة

الهزيمة في السلم والحرب.بقلم:أسعد العزوني | دنيا الرأي

الهزيمة..في السلم والحرب أسعد العزوني هي هكذا ،ثابت ومتناقضين متحركين ،لكن مصيرهما مرتبط بها شاء من شاء ،وأبى من أبى.لأن حيثيات ومعطيات المتناقضين ان لم تكن وفق الصراط المستقيم ،ستؤدي الى الهزيمة ..والهزيمة المنكرة في أغلب الأحيان ،كما يحدث في الوطن العربي الذي لم يشهد نصرا ولو صوريا منذ القرن المنصرم .ولا أرغب بفتح ملق حرب رمضان المجيدة التي اختطفها السادات وحولها الى حرب النصر الهزيمة. تعمدت وضع النتيجة أولا ،وأن تحتل المكانة قبل المتناقضين ،ولعلي أفلح في الربط بين اطراف المعادلة ،خاصة وأننا في أوضاع عربية غير مريحة بالمطلق تؤهلنا للنقاش العلمي الهاديء الهادف . من يريد السفر عليه بالتزود بمستلزمات السفر ،وأنا هنا لا أتحدث عن سفر هذه الأيام حيث نصل اليابان في ظرف مداه 15 ساعة ،فهذا النوع من السفر لا يحتاج للتزود بالغذاء والماء لأن المطارات والطائرات حلت المشكلة. لكن عند الحديث عن سفر برلك مثلا وما أشبه مثل رحلات الحج على ظهور الجمال التي كانت تستغرق ستة اشهر فان الأمر كان يتطلب تحضير الغذاء والماء وما تيسر من الدواء فالمسافة طويلة والعناء كبير . ما قصدت قوله من هذه المقدمة أن كلتا الحالتين الحرب والسلم ،تتطلبان جهدا ما بعده جهد وتحضيرا يعتمد التنوع من أجل المواجهة ،ولست مبالغا ان قلت أن مرحلة السلام تتطلب جهودا أكبر من الجهود اللازمة لخوض الحرب . السلام على جبهتين ،الأولى مرحلة المفاوضات مع العدو ،وما يتخللها من خدع وحيل ومعرفة بالواقع ودقة في المناورة من أجل الصمود في وجه العدو وطول نفس لأن العملية تشبه لعبة العض على الأصابع فمن يصرخ أولا يكون قد رفع الراية البيضاء وسلم . أما المرحلة الثانية فهي مرحلة الحفاظ على العهود والمواثيق الموقعة مع العدو والتي ربما يكون قد وقعها مكرها او مبيتا لنية التقاط الأنفاس ،بمعنى أن الحدود يجب أن تحرس جيدا، ناهيك عن ضرورة التجسس على العدو رغم السلام لمعرفة نواياه وما يدور في ساحته من تطورات وتحولات . كل ذلك يتطلب حنكة وبعد نظر وجرأة في التحليل والا ضاع الوطن ومعه المقدرات كما هو الحال في الوطن العربي حيث وقع البعض معاهدات واتفاقيات سلام مع اسرائيل دون أن تتراجع هذه الاسرائيل قيد أنملة عن نواياها العدوانية تجاه العرب قبل الفلسطينيين، لأنها لا تريد سلاما مع العرب، بل ترغب في تحقيق الاستسلام الذي يفرضها القوة المطلقة في المنطقة رغم ما نملكه من امكانيات لو جربنا استغلال جزء يسير منها لأصبح لنا شأن كبير في هذا العالم الذي لا يحترم الضعيف. الحرب تتطلب استعدادا ليس سهلا وأول الغيث معرفة كنه العدو ومكامن قوته وضعفه ،ورسم خارطة احتمالات لكل الحالات ،وهذا يتطلب أولا اعتماد الشفافية والنزاهة عند اختيار القادة والمسؤولين الاستراتيجيين وحتى عند اعتماد الاعلاميين محللين سياسيين ،من منطلق أن المستشار مؤتمن . التسليح وكل ما يتعلق بالاستراتيجيات ،يجب أن يكون محليا بالكامل فاستيراد الأسلحة والمستلزمات الاستراتيجة من الخارج وتحديد من الدول الداعمة للعدو هو المؤشر الأول للهزيمة . ومع ذلك فان السليم هو الاعتماد على الذات ،وأقصد بذلك الحالة العربية التي من الممكن أن نعدل من أوضاعنا لو رسمنا المعادلة بالشكل الصحيح وخاصة ما يتعلق بمن هم الأعداء ومن هم الأصدقاء ،وقمنا بعملية فرز شفافة قائمة على الندية والمصالح ،وأجزم أننا لو أشعرنا العالم بهذا التحول لانقلبت المعادلة ولزحف الينا حلفاء اسرائيل قبل اعدائها،لأنهم يكونون قد خافوا على مصالحهم وما أكثرها في الاقليم العربي المستباح . بطل الحرب هو القائد الميداني الذي يعمل من أجل وطنه وحماية أبناء شعبه ،وهو المنتصر بالنهاية لأنه مؤمن بالنصر وموقن به .وبطل السلم هو الذي ينتصر في الحرب ويفرض شروطه ويقود عمليات ما قبل السلام باقتدار ووعي .

الخبر من المصدر