المشبوهون

المشبوهون

منذ ما يقرب من 13 سنة

المشبوهون

بقلم: عماد الدين حسين 20 يوليو 2011 08:34:15 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; المشبوهون  هناك قاعدة بديهية خلاصتها أنه كلما على صوت شخص وصرخ وزعق وانفعل و«بانت عروقه»، عليك أن تدرك أنه فارغ ولا يملك حجة أو منطق، والأهم عليك أن ترتاب بشأنه وتفكر مليون مرة قبل أن تصدقه؟قبل يومين وجهت من هذا المكان تحية واجبة إلى المعتصمين فى كل الميادين الذين تمكنوا عبر اعتصامهم من تحقيق ما عجز عنه كل السياسيين طوال شهور.اليوم وجب علينا أن نحذر المعتصمين الشرفاء من محاولات مستميتة تجرى بدأب شديد لتشويه سمعتهم وصورتهم عبر دفع و«زق» بعض المشبوهين وسط الثوار، وتنفيذ خطط محددة تقول نتيجتها النهائية تكفير الناس بالثورة وإظهارها بأنها ضد مصالح الناس والوطن. على ذمة كثير من الثوار بميدان التحرير فإن الذين أغلقوا المجمع فى الأيام الأولى لاعتصام 8 يوليو كانوا «غرباء»، وأنهم أصروا على موقفهم، وأن الثوار قبلوا بالأمر فى البداية خوفا من اندساس هؤلاء داخل المجمع وتخريبه.هناك مجموعة أخرى بالميدان لا همّ لها إلا افتعال معركة مع الجيش والمجلس الأعلى، وتشعر وكأن مبارك شخصيا أو حتى الإسرائيليين هم الذين كلفوا هؤلاء بالصراخ والزعيق الذى يبدو للعامة «وطنيا جدا» لكنه للأسف لا يضر إلا الوطن.بميدان الأربعين فإن الذين أطلقوا دعوة تعطيل المجرى الملاحى لقناة السويس لم يكونوا من المعتصمين أو أقارب الشهداء ولم نعرف من هى الجهة التى أطلقت هذه الدعوة.أيضا فإن الذى أطلق دعوات إغلاق طريق الكورنيش أو مهاجمة مكتبة الإسكندرية لم يكونوا من المعروفين للمتظاهرين أمام مسجد القائد إبراهيم أو المعتصمين بحديقة سعد زغلول.إذن كيف نحل هذا اللغز؟! قبل أيام قرأنا خبرا لم يشغل الكثيرين يقول إن أنصار عضو مجلس شعب سابق من الحزب الوطنى المنحل ــ وهو بالمصادفة البحتة يعمل وكيلا لشركات ملاحة إسرائيلية ــ هم الذين حرضوا على قطع طريق الكورنيش ولا يملك المرء إلا التساؤل غير البرىء: ما علاقة هؤلاء ــ أنصار العضو ــ بالثورة؟ ولماذا يطلقون هذه الدعوات الغريبة؟!أعرف أن من بين الثوار الشرفاء بعض المتحمسين وبينهم مجموعة اعتقدوا أن المشكلة كلها تتمثل فى المجلس الأعلى وقد يكونون محقين لأن هذه وجهة نظر، لكن مشكلتنا ينبغى أن تكون مع هؤلاء الذين لا يتوقفون عن الصراخ ويقولون إنهم لن يفضوا الاعتصام حتى لو جاء التشكيل الوزارى مرضيا وكل قضيتهم هى الوقيعة بين الشعب والجيش بأى سبيل أو إشعال حريق يلهى الجميع عن محاكمة الفاسدين ويمنع ولادة نظام جديد.هؤلاء الزاعقون الصارخون يعملون لمصلحة أجندة يستفيد منها فقط أعداء الوطن، قد لا يكونون يدركون ما يفعلون لكن ذلك لا يعفيهم من المسئولية.على ميدان التحرير وكل ميدان شريف آخر أن يحترس من أمثال هؤلاء، وعلى القوى الوطنية التى يفترض أن لها مطالب رئيسية توافقت عليها أن تحدد مواقفها بوضوح وتكشف عن علاقتها بهؤلاء الزاعقين حتى نعرف بالضبط من هؤلاء ولمن يعملون.هل سأل أحدكم نفسه سؤالا بريئا هو: من المستفيد بالنهاية للمطالب الغريبة لهؤلاء الغرباء؟!الحقيقة المؤكدة أن الثورة تتضرر من أمثال هؤلاء ولو أمعنا التفكير فى الطرف المستفيد من أفعالهم فسنعرف بالضبط حقيقة اللعبة المشبوهة التى تحاول تشويه صورة الثورة.ehussein@shorouknews.com

الخبر من المصدر