صَمِيمِ الحُبّْ بقلم: حسين أحمد سليم

صَمِيمِ الحُبّْ بقلم: حسين أحمد سليم

منذ ما يقرب من 13 سنة

صَمِيمِ الحُبّْ بقلم: حسين أحمد سليم

صَمِيمِ الحُبّْ بِقَلَمْ: حُسَيِنْ أَحْمَدْ سَلِيمْ كُلُّ عِلاَقَةٍ بَيْنَ قُطْبَيْنِ, مَهْمَا كَانَتْ فِي التَّعْرِيفِ وَالتّقْيِيمِ, تخْلُو مِنَ الهَدَفِ الإِنْسَانِيِّ الأَسْمَى, وَالبُعْدِ الرُّوحِيِّ الأَشَفِّ أَثِيرِيّاً, تقُوْمُ حَتْماً عَلَى الغَايَاتِ المَادِّيَّةِ الآنِيَّةِ... وَالإِسْتِمْرَارِيَّةُ هُنَا, تَرْتَبِطُ قَدَراً, بِمُمَارَسَةِ مَاهِيَةِ التَّعَامُلِ, تَوْصِيفاً وَتَصْنِيفاً, وِفْقَ مُقْتَضَيَاتِ المَصَالِحِ... مِمَّا يُضْعِفُ الثِّقَةَ المُتَبَادَلَةَ, وَيُقَلِّلُ الصِّدْقَ فِي الوُعُودِ, وَيُقْلِقُ الإِطْمِئْنَانَ فِي العُهُودِ, وَيَسْتَنْزِفُ الأَمَانَ فِي التَّعَامُلِ, بَيْنَ طَرَفَيْنِ مُعَيَّنَيْنِ... فَتَنْهَارُ العِلاَقَةُ مِنَ الدَّاخِلِ الرَّوْحِي, وَتَضْعُفُ وَتَتَقَوَّضُ فِي الهَدْأَةِ النَّفْسِيَّةِ, فَتَغْدُو خَالِيَةً خَاوِيَةً مِنَ المُحْتَوَى الإِيجَابِيِّ الفَاعِلِ, حَتَّى وَإِنْ اسْتَمَرَّتْ ضَرُورَةً, لاَزِمَةً فِي الشَّكْلِ وَالمَظْهَرِ, تُصَارِعُ البَقَاءَ إِلَى أَجَلٍ مُرْتَقَبِ... الحُبُّ عِلاَقَةُ إِنْسَانِيَّةُ, مُقَدَّسَةٌ وَسَامِيَةٌ, طَاهِرَةٌ فِي صَمِيمِهَا وَأَبْعَادِهَا وَمَعَانِيهَا, لاَ تَقْوَى عَلَى حَمْلِ أَمَانَتِهَا, إِلاَّ الأَرْوَاحَ الأَثِيرِيَّةَ الشَّفِيفَةَ المُؤْمِنَةَ... وَلاَ يفْقَهُهَا إِلاَّ الوَعْيُ البَاطِنِيُّ بِمَا وَعَى, وَلاَ يَتَعَرَّفُ إِلَيْهَا إِلاَّ العَرَفَانُ الذَّاتِيُّ بِمَا عَرِفَ, وَلاَ تَتَلَمَّسُهَا إِلاَّ الإِسْتِنَارَةُ البَصِيرِيَّةُ بِمَا اسْتَنَارَتْ... تَسْتَشْعِرُهَا جَلاَءً مِنَ البُعْدِ, نَقَاءً وَصَفَاءً وَشَفَافِيَّةً, النُّفُوْسُ المُطْمَئِنَّةُ بِالإِيمَانِ, الهَائِمَةُ تَسْبِيحاً وَتَقْدِيساً فِي رِضَى الله... وَتُتَرْجِمُهَا الأَجْسَادُ البَشَرِيَّةُ المُطَهَّرَةُ بِالعِبَادَةِ لِلْحَقِّ, المُؤْتَمَنَةُ قَدَراً عَلَى المَوَدَّةِ وَالرَّحْمَةِ, الَّتِي أَوْدَعَهَا الله, حِكْمَةً فِي مَكْنُونِ البَوَاطِنِ العَارِفَةِ... الحُبُّ وَمَضٌ مِنْ نُوْرِ الله انْشَطَرَ, مَشِيئةُ حِكْمَةٍ وَعَدَالَةٍ, وَلَجَ النُّوْرُ لَطِيفاً, وَانْسَابَ فِي سَيَّلاَتِ الأَرْوَاحِ, فَانْتَعَشَتِ الأَرْوَاحُ, حُبّاً وَعِشْقاً, بِنُوْرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ... وَتَوَهَّجَتْ النُّفُوْسُ, بِضَوْءِ الخُيُوطِ الفِضِّيَّةِ, المُتَوَامِضَةِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرِضَ, مِعْرَاجاً شَاءَهُ القَدَرُ, لِخَاصَّتِهِ مِنَ المُخْلَصِينَ... الحُبُّ وَهَجٌ سَمَاوِيٌّ, مُكَوْكَبٌ بِالنُّوْرِ, مُنْعَتِقٌ لاَ يَرْتَبِطُ بِالمَكَانِ, مُتَحَرِّرٌ لا يَتَقَيَّدُ بِالزَّمَانِ, أَثِيرِيٌّ لاَ يَخْضَعُ لِمَقَايِيسِ... وَهَجٌ مُؤْتَمَنٌ فِي التَّكْلِيفِ, لِتَحْقِيقِ النُّضْجِ وَالْوَعْيِ, وَالعَرَفَانِ وَالإِسْتِنَارَةِ, تَوْكِيداً وَتَحْقِيقاً, لِقَدَاسَةِ الحُبِّ, وَطَهَارَةِ العِشْقِ... الحُبُّ قِوَامُ النَّفْسِ الإِنْسَانِيَّةِ, وَنَسِيجُ الرُّوحِ الأَثِيرِيَّةِ, وَوَمَضُ العُقُولِ المُتَفَكِّرَةِ, وَمَوْسَقَةُ القٌلٌوْبِ المُطْمَئِنَّةِ... وَالْعِشْقُ خُلاَصَةُ الوَعْيِ فِي البَاطِنِ, وَزُبْدَةُ العَرَفَانِ فِي الذَّاتِ, وَوَهَجُ الإِسْتِنَارَةِ فِي البَصِيرَةِ... وَمَنْ يَفْتَقِرُ فِي رُوْحِهِ, إِلَى الحُبِّ الفَاعِلِ, وَلاَ يَنْتَعِشُ حَيَاةً, بِالعِشْقِ المُتَنَأمِي, يَفْتَقِرُ حُكْماً إِلَى كُلِّ مَا هُوَ إِنْسَانِيٍّ فِي كَيْنُونَتِهِ... وَمَنْ لاَ يَسْعَى إِلَى تَحْقِيقِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, يَفْتَقِرُ إِلَى إِرَادَةِ الحَيَاةِ, وَإِرَادَةِ الوَعْيِ لِهَدَفِ الحَيَاةِ, المُوْدَعِ أَمَانَةً فِي كِيَانِهِ البَشَرِيِّ... الحُبُّ مِقْيَاسُ الإِنْسَانِيَّةِ, وَاطْمِئْنَانُ الرُّوحِ وَالنَّفْسِ, وَمَنْ لاَ يُهَيءُ رُوْحَهُ, صَفَاءً وَنَقَاءً, وَمَنْ لاَ يُعِدُّ نَفْسَهُ طَمْأَنَةً وَرِضىً, لإِسْتِقْبَالِ الحُبِّ وَالعِشْقِ... هُوَ البَعِيدُ عَنِ رُوْحِهِ, وَهُوَ النَّائِي عَنْ نَفْسِهِ, وَهُوَ الأَكْثَرُ مُعَانَاةً وَتَفَاعُلاً, بِعَذَابَاتِ الأَوْجَاعِ وَالآلاَمِ وَالعَوَارِضِ, وَهُوَ الأَكْثَرُ عُرْضَةً, لِلإِصَابَةِ بِالأَمْرَاضِ, الهَاجِعَةِ بُذُوْرَهَا فِي كَوَامِنِ النَّفْسِ... وَالَّتِي لاَ تَمْحُوهَا, وَلاَ تَقْتَلِعُهَا, وَلاَ تُلْغِيهَا, المَظَاهِرُ وَلاَ النَّجَاحَاتُ المَادِّيَّةُ, وَإِنْ تَحَقَّقَتْ عَلَى حِسَابِ الرُّوحِ... الأَهْدَافُ السَّامِيَةُ, تُؤَسِّسُ لِتَحْقِيقِ الحُبِّ, والرُّؤَى النَّبِيلَةُ, تَشْكِيلٌ لِحَلَقَاتٍ مُتَسَلْسِلَةٍ فِي العِشْقِ, تَتَكَامَلُ إِرْتِبَاطاً, بِوُجُودٍ إِنْسَانِيٍّ, يَجْمَعُ بَيْنَ عَاشِقَيْنِ... وَوَعْيُ الهَدَفِ الأَسْمَى, تَكَامُلٌ وَتَوَحُّدٌ, لِحَالاَتِ النَّفْسِ, المُتَفَاعِلَةِ مَعِ الحُبِّ, وَذَوَبَانٌ فِي وِحْدَانِيَّةٍ, دَقِيقَةِ التَّعْبِيرِ, مُنْسَابَةِ الشَّفَافِيَّةِ... فَتَتَجَلَّى المَشَاعِرُ, وَتَتَرَاءَى الأَحَاسِيْسُ, تَوْكِيداً وَإِصْرَاراً, لإِسْتِمْرَارِيَّةِ الحُبِّ... الحُبُّ نَسِيجُ الكَيْنُونَةِ العُظْمَى, وَالعِشْقُ نَسِيجُ الكَيْنُونَةِ الإِنْسَانِيَّةِ, تَتَجَلَّى الحَالاَتُ المَشَاعِرِيَّةِ, نَابِضَةً بِنَفَحَاتِ الحُبِّ... فَتَتَرَقَّى النَّفْسُ فِي عَطَاءٍ, لاَ يُحَدُّ بِمِقْيَاسٍ, وَتَتَفَاعَلُ الأَشْيَاءُ وَتَتَدَاخَلُ, لِتَحْرِيَرِ كِيَانَيْنِ عَاشِقَيْنِ, يَعِيَانِ مَعاً, وَيُفَكِّرَانِ مَعاً, وَيَشْعُرَانِ مَعاً, وَيَطْمَحَانِ مَعاً, لِتَحْقِيقِ الكِيَانِ الوَاحِدِ... ذَلِكَ الكِيَانُ المُتَوَحِّدُ, الهَاجِعُ فِي قَلْبِ النُّوْرِ, يَنْتَظِرُ الإِنْعِتَاقَ, عَلَى ذِمَّةِ الحُبِّ وَالعِشْقِ, يَسْتَشِفُّ الغِبْطَةَ العُظْمَى, تَتَعَابَقُ مِنْ الكِيَانِ الإِنْسَانِّيِ المُتَكَامِلِ, الْوَاضِحِ تَوْصِيفاً وَتَصْنِيفاً, المُتَوَحِّدِ رُوْحاً وَفِكْراً وَرُؤىً, المُزْدَوِجِ فِي حَبِيبَيْنِ عَاشِقَيْنِ...

الخبر من المصدر