دبلجة الصورة بقلم:علا مونس

دبلجة الصورة بقلم:علا مونس

منذ ما يقرب من 13 سنة

دبلجة الصورة بقلم:علا مونس

دبلجة الصورة ولدت رغمآ عني وسأموت رغما عني ولكن سأعيش كما أريد عبارة نرددها كثيرا وفي نفس الوقت كثير من العبارات جميعها تنم عن حماسة وشجاعة ورباطة جأش والأمل في داخلنا يعتصرنا والموت البطيء حليفنا نعم كم من المرات رددنا لن ننكسر وكم من الأيام ذقنا طعم الأسى وكم بكينا وبكينا وكم وكم؟ في الزمن البعيد كانت الصورة أسود وأبيض نفرح وقت التقاطها لتكون على الحائط ربما أو في ذاكرة القلب ربما أو في ذاك الصندوق ربما كثرت الاحتمالات ولكن الفحوى كما هي الذكرى ثم الذكرى تلك التي تدق في ذاكرة النسيان . في حياتنا تعلمنا لكل شيء في حياتنا أساس فالبيت له أساس ولبنة بناء والجملة العربية لها بناء والكلام المنمق أو العامي من بناء وهو الحروف ونحن أيضا تكملنا أشياء صغيرة وحياتنا طويلة يسودها الشقاء والعناء يؤلمني أن أكتشف بأني مجرد لبنة صغيرة لبناء مؤسسة كبيرة أو لأكون سلما لشخص آخر يكون الآمر والناهي يحد يخطط يبني وأنا أقول نعم وحاضر ,هذا مايحصل في المجتمع نعطي الأصوات نهتف ونهتف ودموع الأمل في عيوننا نحمل تلك الأحلام بين ضلوعنا والأمل يرافقنا ذاك الوزير سوف يعمل ويعمل وتلك الوزيرة وعدت ووعدت وذاك وذاك القافلة طويلة وقائمة الانتظار في تفاقم عجبا لنا جعلنا من عظامنا جسورا لتلك الحكومات وبنينا من أوراح أولادنا تاريخا لتلك الوزارات وما أسهل دبجلة الصورة لنرجع قليلا إلى السطور الأولى قلنا الصورة كانت أسود وأبيض لنتقدم بالخطوات قليلا إلى الأمام الصورة أصبحت أجمل عيون ملونة ووجه صافي وكل ماتحلم به بكبسة زر فقط هذا هو دبجلة الصورة عالم الديجيتال هذا هو وجه التطابق بين عالم المطبوعات وعالم البشر من الوزراء والرؤساء والحكام وأصحاب المقام الرفيع ومن لهم الكلمة النافذة كالسيف القاطع على رؤوس الناس من المهشين هؤلاء الذين كانو بالأمس يقبلون الأيدي ليحصلو على صوت واحد منا خدعونا ودبلجو الصورة غيرو وغيرو فلان ابن فلان سوف يعمل ويعمل وله جدول سيكون صوت الحق أي حق فحقونا سلبت أي حقوق تقصد والله أضحكتني تلك الكلمات وأدمعت عيني فنحن من سمحنا لهم بخداعنا وبهرنا بدبلجة الصورة وسوف يستمر اختراع هؤلاء لتقنية جدية يخدعون بها أمثالنا من البشر الذين هم حجر الأساس ولا غنى عنهم لبناء بيوتهم وعمل المزيد من الثروة هذه صورة بسيطة من صور دبجلة الصورة في عالمنا المرير الذي نعيشه بقسوته ومرارته

الخبر من المصدر