المحتوى الرئيسى

مرونة في التصحيح ..رأفة بأبنائنا طلاب الثانوية العامة ، القسم العلمي ؟؟ بقلم: محمد سليمان طبش

07/01 22:05

مرونة في التصحيح ..رأفة بأبنائنا طلاب الثانوية العامة ، القسم العلمي ؟؟


حتى اللحظة ، أظهرت ، وعلى غير ما هو مألوف ، امتحانات الثانوية العامة ، القسم العلمي صعوبات حادة في طبيعة الأسئلة التي تتخطى بكثير مستوى الطلاب الذين يمكن تصنيفهم بالمتقدمين والمتميزين وبرزت تعقيدات وصعوبات الأسئلة بشكل خاص في مادة الرياضيات حيث تضمنت الورقة الأولى من الامتحان أسئلة في غاية الصعوبة ربما يتعامل معها الطالب الموهوب فقط وكانت هناك آمال للطلاب بأن الورقة الثانية من نفس المادة ستكون أكثر يسرا وأكثر اقترابا من مستوى الطلاب وكانت المفاجأة أن هذه الورقة جاءت أكثر صعوبة من سابقتها وهو الأمر الذي أشاع حالة من الذعر والإحباط والانهيار وهو الأمر الذي ترك أثاره على معنويات الطلاب لمواجهة امتحانات المواد القادمة .. هذا الانهيار والذعر والارتباك لم يكن فقط على مستوى الطلاب بل انتقل إلى عائلاتهم وذويهم حيث بدأت تظهر حالة من الجدل والقلق في إطار الرأي العام حول مستقبل الطلاب .

الآلاف من الطلاب اظهروا عدم ارتياح واشتكوا من أن الكثير من الأسئلة ، سواء في مادة الرياضيات أو الكيمياء جاءت من خارج المنهاج الدراسي تماما وعبروا عن شعورهم بأن واضعي الأسئلة إنما يستهدفون من وراء هذه التعقيدات إعادة النظر بالكامل في نتائج امتحانات الثانوية العامة خاصة ما يتعلق بتقليص عدد الطلاب الذين يظفرون بالمعدلات العالية .... من جانبهم الخبراء والمختصين وبعض مدرسي مادة الرياضيات على وجه التحديد ، عقبوا بعد امتحان الرياضيات بالقول : " أن هذه الأسئلة غير مسبوقة وبعضها لا نستطيع نحن انجازها ، هذا بجانب أنها تحتاج إلى وقت أطول من المتاح وكذا تحتاج إلى المزيد من التفكير العميق "

وأكد هؤلاء الخبراء والمختصين أن أسئلة الامتحانات وعلى وجه الخصوص أسئلة الرياضيات والكيمياء جاءت على درجة بالغة من الصعوبة وهي الأصعب على الإطلاق منذ زمن طويل .

من جانبه ، يحاول وكيل وزارة التربية والتعليم د. محمد أبو زيد خلق التبريرات والذرائع التي تقف خلف هذا الجدل الخاص بتعقيدات الأسئلة ويحمل الطلاب المسؤولية حيث يرجع ذلك إلى أن الطلاب يلجأون للدراسة من خلال الكتب المساعدة ذات الطابع التلخيصي ولا يعتمدون على المنهاج الدراسي وكذا اعتمادهم على تكهنات أساتذة الدروس الخصوصية المتعلقة بالأسئلة المتوقعة .... ما أورده وكيل الوزارة من ذرائع قد يكون صحيحا عندما يتعلق الأمر ببعض الطلاب متوسطي المستوى لكن كيف يمكن لنا أن نسلم بان الطلاب المتميزين - الذين اشتكوا من صعوبة الأسئلة – سيعتمدون فقط على المذكرات الموجزة الملخصة ويديرون ظهورهم للمنهاج الدراسي الرسمي ؟ إن شريحة الطلاب المتميزين الذي يطمحون للحصول على المعدلات العالية لا يمكن أن يكتفوا بالإحاطة واستيعاب المنهاج الرسمي بل يعملون للإحاطة بكل صغيرة وكبيرة وردت في المذكرات والمراجع والأسئلة الخارجية وبالرغم من هذا فإن الكثير من هؤلاء الطلاب المتميزين تحدثوا عبر وسائل الإعلام عن صعوبات غير مألوفة ؟!

من ناحية أخرى كيف يمكن أن نوفق ونطابق بين أقوال وكيل الوزارة أنفة الذكر والتي يحمل فيها الطلاب مسؤولية القصور وعدم الاستعداد وبين أقوال وردت من جانب مصدر مطلع في وزارة التربية والتعليم – لم يذكر اسمه – والتي قال فيها : ( إن شكوى الطلاب خاصة في مادة الرياضيات في محلها حيث أن هناك سياسة مقصودة والهدف هو تخفيض معدلات أل 95% فما فوق ؟ )

والاهم من كل ما سبق، ثمة استفهام ملح في هذا المجال : هل تم الأخذ بعين الاعتبار ظروف أبنائنا الطلاب ، خاصة في قطاع غزة ، الذين يراجعون دروسهم - في ظل انقطاع التيار الكهربائي المتواصل - على ضوء الشموع والمصابيح التقليدية وتحت تأثير ضجيج المولدات الكهربائية التي تحيل المكان إلى ورشة حدادة ؟

نحن مع الجهود المبذولة من جانب وزارة التربية والتعليم للارتقاء بمستوى التعليم في فلسطين إلى المستوى المطلوب ونحن أهل فلسطين أهل لذلك ونحن مع علاج كل الثغرات التي أسهمت في تراجع المستوى التعليمي ونحن مع سياسة تعليمية رشيدة توفر ما يحتاجه الوطن من مؤهلات وكفاءات وقدرات تسهم في الارتقاء بمؤسسات المجتمع المدني وهذا يجب أن يأتي في إطار سياسة تعليمية طموحة متدرجة ، بعيدا عن سياسة القفزات الحادة التي تحدث نتائج سلبية نحن في غنى عنها في إطار هذه الظروف الخطيرة التي يعيشها الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعاني من ويلات الاحتلال الاستيطاني وكذا ويلات الانقسام والتشرذم وبعثرة الأوراق الداخلية .

ثمة آمال يعلقها طلاب الثانوية العامة على وزارة التربية والتعليم أثناء عمليات التصحيح وبخاصة تصحيح مادة الرياضيات بما يسهم برفع نسبة النجاح ليكون في إطار المستوى المعقول .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل