أغنية على الممر

أغنية على الممر

منذ ما يقرب من 13 سنة

أغنية على الممر

بقلم: معتز بالله عبد الفتاح 26 يونيو 2011 08:53:21 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; أغنية على الممر  هذا اسم فيلم أنتج سنة 1972 ليعبر عن واحدة من قيم مصر والمصريين. هو يعبر عن مواقف نتخذها قد تبدو غير عقلانية، ولكنها فى إطار «الوطنية» أو العقلانية الجمعية التى تعبر عن التزام الإنسان تجاه الوطن يكون لها معنى كبير ونبيل، يتخطى حسابات العقلانية الذاتية. القصة باختصار أن خمسة جنود مصريين محتجزون فى ممر بسيناء بعد أن يستشهد جميع زملائهم أثناء حرب 67، وينقطعون عن العالم بعد أن يتلف جهاز اللاسلكى. الشاويش محمد أكبرهم سنّا فلاح يترك أرضه ليزرعها أولاده ليشارك من قبل فى حرب 56. حمدى الفنان الذى يحلم بالارتقاء بالأغنية بعيدا عن الابتذال، وشوقى الذى ينشد المثالية ومسعد العامل البسيط الذى يحلم بالاستقرار مع زوجة، أما منير فهو انتهازى الذى يرى أن الاستسلام للعدو له ما يبرره.العدو يحاول أن يقنعهم بأن يستسلموا؛ فالحرب قد انتهت، والهزيمة أصبحت معروفة للجميع، إلا أن الخمسة لم تصل لهم أوامر بالانسحاب. العدو يقول لهم، الذخيرة التى معكم لن تكفيكم، الماء والطعام الذى معكم قد نفد. استسلموا وسنطعمكم ونسقيكم. تذكروا أنكم تختارون بين الموت من أجل قضية خاسرة أو الحياة حتى مع الأسر.يقول أحد الجنود للشاويش محمد: «علينا الانسحاب لأنهم سينسفون الموقع» يقول الشاويش محمد: «لم تصل لى أوامر بالانسحاب». يقولون له: «وكيف تصل الأوامر واللاسلكى عطلان» فيقول له: «لا آخذ أوامر من العدو». هذه مسألة مبدأ عند كل ضمير يقظ.إن أرادوا احتلال سيناء، فلن يحتلوها من الممر الذى نقف عليه. يحتلوها من أى موقع آخر، لكن ليس من الثغر الذى نحميه. العدو يهدد، والجنود يغنون: «وتعيشى يا ضحكة مصر». القصة فى جملتها تقول لنا: إن أراد العدو أن يغرق السفينة، فليحاول؛ ولكن ليس من الثغر الذى أذود عنه. إن أراد العدو أن يسرق الوطن، فليحاول، ولكن ليس من المكتب الذى أجلس عليه. إن أراد العدو أن يحتل الأرض، فليحاول، ولكن ليس من الممر الذى أحميه. أحدنا ليس على كل الثغور أو المكاتب أو الممرات. أحدنا على ثغر واحد، ومكتب واحد، وممر واحد. فليحمه بما أتاه الله من قوة وضمير. هذه القصة بدلالتها هى الرسالة لكل من يسأل: لماذا لا يقفز ربان السفينة منها قبل غرقها بوقت كافٍ ويختار أن يموت معها؟ وهذه هى الإجابة التى يجيبها من يتحمل المسئولية: سأكون آخر من يقفز. ويموت أحدنا فى موقعه وهو يغنى أغنية على الممر.كل منا بحاجة لأغنيته التى يغنيها على الممر. لا تسع لإصلاح «مصر»، اسع لإصلاح العمارة التى تسكنها، أو الشارع الذى تعيش فيه. لا تضع خطة خماسية تقتضى أن تكون رئيسا للجمهورية كى تنفذها. ضع خطة يومية تقتضى أن تخرج من بيتك متبرعا بساعة من وقتك لخدمة ما ومن يقعون فى دائرة تأثيرك. هؤلاء لم يكونوا مسئولين عن كل الأرض، كانوا مسئولين عن الممر. نجحوا أو أخفقوا فقد أدوا واجبهم فى حماية الممر وهم ينشدون: «وتعيشى يا ضحكة مصر».

الخبر من المصدر