مأزق حكومة نتنياهو بلاءاتها والمراهنة على التغير الإقليمي بقلم المحامي علي ابوحبله

مأزق حكومة نتنياهو بلاءاتها والمراهنة على التغير الإقليمي بقلم المحامي علي ابوحبله

منذ ما يقرب من 13 سنة

مأزق حكومة نتنياهو بلاءاتها والمراهنة على التغير الإقليمي بقلم المحامي علي ابوحبله

مأزق حكومة نتنياهو .... بلاءاتها .... والمراهنة على التغير الإقليمي بقلم المحامي علي ابوحبله حكومة نتنياهو اليمينية الدينية المتطرفة هذه الحكومة التي يقوم برنامجها السياسي على رفض التخلي عن الأراضي الفلسطينية المحتلة وبعدم الإقرار بالحقوق الوطنية الفلسطينية وبعدم الإقرار بحق العودة والإصرار على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ، تعيش الحكومة الاسرائليه اليوم مأزق سياسي وهي تتخوف من عزلة دوليه ، فقد رفضت حكومة نتنياهو العودة لطاولة المفاوضات المباشرة مقابل تجميد الاستيطان لفترة محدودة وأصرت على البناء الاستيطاني وهي تستند في تعصبها وتعنتها لتأييد الاداره الامريكيه لمواقفها حيث اعتبرت موقف إدارة اوباما واستعمالها لحق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الذين يدين الاستيطان انتصار للحكومة اليمينية في إسرائيل وراهن البعض أن نتنياهو في زيارته الاخيره للولايات المتحدة الامريكيه سيعرض مشروع للتسوية لكن الجميع فوجئ بموقف متصلب ومتعصب في الخطاب الذي ألقاه أمام اللوبي الصهيوني الايباك وأمام الكونغرس ومجلس النواب الذي حظي بالتصفيق والوقوف من قبل أعضاء الكونغرس ، لقد رفض نتنياهو رؤيا اوباما بالعودة لطاولة المفاوضات على أساس العودة لحدود الرابع من حزيران وأطلق لنفسه العنان بإطلاق لاءات متمثلة في أولا :- عدم العودة لحدود الرابع من حزيران والتخلي عن الاستيطان وثانيا:- عدم الاعتراف بحق العودة للاجئين الفلسطينيين وثالثا :- القدس عاصمة إسرائيل وربط إقامة ألدوله الفلسطينية باعتراف الفلسطينيون بيهودية ألدوله هذه اللاءات التي أطلقها نتنياهو جعلته وحكومته بمأزق أمام هذا الحراك الدولي الذي تقوده مفوضية الدول الاوروبيه اشتون التي تعترف بالدولة الفلسطينية بحدود 67 وفرنسا التي تنادت لعقد مؤتمر دولي لإطلاق مسيرة المفاوضات وهذا الحراك الأمريكي لمحاولة إنقاذ نتنياهو من مأزق ما يعاني منه اليوم من جراء سياسته اليمينية المتعصبة ، ومأزق نتنياهو اليوم هو بالإصرار الفلسطيني على التمسك باستحقاق أيلول كموعد لإعلان ألدوله الفلسطينية واللجوء للهيئة ألعامه للأمم المتحدة لنيل الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود عام 67 والقدس عاصمة ألدوله الفلسطينية وعرض الموضوع بعد إقراره من الهيئة ألعامه على مجلس الأمن للإقرار بعضوية ألدوله الفلسطينية بالأمم المتحدة أمريكا المساندة والمؤيدة بمواقفها لإسرائيل تعارض اللجوء لمجلس الأمن والهيئة ألعامه للأمم المتحدة وتضغط باتجاه العودة لطاولة المفاوضات وقد أرسلت أمريكا مبعوثيها للمنطقة حيث يقوم ديفيد هيل وروتشيلد كمبعوثين عن الرئيس اوباما والخارجية الامريكيه بمحاولة لإقناع الفلسطينيون للرجوع عن موقفهم للجوء للأمم المتحدة مقابل العودة للتفاوض على أساس حدود عام 67 مع تعديل على الحدود وتبادل أراضي وإسرائيل تحاول أن تتكيف مع هذه المحاولات والخروج من مأزق لاءات نتنياهو لقد عبر شمعون بيرس عن امتعاضه من سياسة نتنياهو وعبر عن خشيته من عزل إسرائيل دوليا في حال لجوء الفلسطينيون للأمم المتحدة وعبرت تسيبي ليفني زعيمة كاد يما وزعيمة المعارضة في إسرائيل عن أن سياسة نتنياهو تضر بإسرائيل وبالرغم من كل ذلك ومن كل تلك التسريبات عن أن نتنياهو يقبل بالعودة للمفاوضات على أساس الاعتراف بالدولة الفلسطينية بحدود 67 مع تعديل على الحدود وتبادل أراضي مقابل عدم عودة اللاجئين والاعتراف بيهودية ألدوله إلا أن مصادر من مكتب نتنياهو نفت صحة تلك التسريبات ، نتنياهو وائتلاف حزبه يعيشون في متاهة ومأزق سياسي ويراهنون على التغير الإقليمي في المنطقة ومراهنتهم هو انشغال أوروبا بما يجري في ليبيا وانشغال أمريكا وأوروبا بالشأن السوري وكذلك اليمني وإستراتجية إسرائيل تقوم على وضع أولوياتها بمواجهة برنامج إيران النووي وضرب حزب الله وإسقاط النظام في سوريا الأمر الذي يحقق لإسرائيل غايتها فيما لو تم إسقاط النظام في سوريا تلك المراهنات الاسرائيليه تعيدنا لتلك الوعود في حرب أمريكا على العراف فيما سمي بتحرير الكويت وعقد مؤتمر مدريد وحرب أمريكا لإسقاط النظام في العراق عقب أحداث سبتمبر 2000 وفيما بعد إطلاق مبادرة بوش الابن لخارطة الطريق وها نحن اليوم أمام خارطة طريق اوباما للعودة لطاولة المفاوضات والسؤال إلى متى ستبقى حكومة نتنياهو وغيرها من الحكومات أن تراهن على المواقف الاقليميه والدولية ، إن المناورات التي تجريها إسرائيل والتي آخرها رقم خمسه والتي تقوم فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي لاختبار الاستعداد للجبهة الداخلية وقد دشنت تلك ألمناوره بمركز قياده للحكومة المصغرة تحت الأرض بعشرة الأمتار الاستعدادات جميعها تؤكد أن إسرائيل تجري استعداداتها للحرب فهل نحن حقا أمام حرب جديدة وفق ما أصبح يعرف بالمراهنة على التغيرات الاقليميه ، إسرائيل اليوم وفي غمرة استعداداتها وبحسب أولوياتها هو في كيفية توجيه الضربة لإيران وهي تسعى لإحباط الفلسطينيين من خلال استغلال الوضع العربي وما أصبح يسمى بربيع الثورات العربية وانعكاسه على الوضع الفلسطيني والقضية الفلسطينية لكن السؤال هل تعتقد إسرائيل أن بمقدورها أن تحدد أجندات التغيير الإقليمي وهل بمقدورها توجيه ضربه عسكريه ناجحة لإيران وهل باستطاعتها تجنب رد فعل حزب الله ، إذا كانت إسرائيل تملك ألاستراتجيه في تحديد الأهداف فهل تملك ألقدره على التنفيذ وهل تعتقد إسرائيل أن الخصم الممثل اليوم في قوى الممانعة يفتقد لاستراتجيه ومواجهة المخطط المرسوم للمنطقة تكون إسرائيل مخطئه إن هي ظنت ذلك ،إذ أن تهيؤ قوى الممانعة الممثلة اليوم في إيران وسوريا وحزب الله والقوى السياسية المؤتلفة معها وهي تعي للمخطط الأمريكي الإسرائيلي للمنطقة تهيؤ نفسها لكيفية إفشال المخطط الذي قد يقود إلى توتير الأجواء التي من شانها أن تقود المنطقة برمتها للاشتعال ما يعني أن إسرائيل التي تراهن على التغير الإقليمي في المنطقة وهي تملك المخطط وال استراتجيه لذلك هل يكون بمقدورها إشعال نار الحرب مع إيران أو حزب الله إن قرائه متانيه لتهديدات حزب الله وقرائه متانيه لما جاء في خطاب حسن نصر الله ما يؤكد أن المنطقة مقبله على تغيرات إقليميه وكما يبدو أن ساعة الحسم قد اقتربت والسؤال هل بإمكان إسرائيل أن تخرج من مأزقها وتبقي على تمسكها بلاءاتها ، تخطئ حكومة نتنياهو إن هي ظنت أن بمقدورها ذلك أو بمقدورها أن تغير في لعبة توازنات القوى سيما وان هناك تغيرات متسارعه في المنطقة جميعها تؤكد أن القضية الفلسطينية هي أولوية الصراع وان القضية الفلسطينية هي في أولويات الشعوب العربية والاسلاميه ومهما حاولت حكومة نتنياهو لن يكون بمقدورها الخروج من مأزقها طالما لم تنصاع للامتثال لمقررات الشرعية الدولية ولم تقر بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وستبقى حكومة نتنياهو وغيرها من الحكومات القادمة تعيش المأزق تلو المأزق طالما أنها لم تعترف بالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني ولم تعترف بالدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس ، إن نظرية الأمن الإسرائيلي ألقائمه على التمسك بالأرض نظريه ثبت خطئها في ظل هذا العالم المفتوح ونظرية الاستيلاء على الأراضي والاستيطان اثبت هي الأخرى عقمها طالما هناك من يتمسك بحقه بهذه الأرض وعلى إسرائيل اليوم أن تقر بفشل نظرياتها وفرضياتها ألقائمه على العدوان والتوسع والاعتراف بحقيقة الواقع الذي يقول بأنه لا يمكن لإسرائيل التعايش في المنطقة ما لم تقر بالحق الفلسطيني الذي هو محور الصراع وليس التغير الإقليمي الذي تراهن عليه حكومة نتنياهو

الخبر من المصدر