كرزاي والحوار الأميركي الطالباني

كرزاي والحوار الأميركي الطالباني

منذ ما يقرب من 13 سنة

كرزاي والحوار الأميركي الطالباني

كرزاي تحدث عن محادثات سرية بين طالبان وواشنطن (الفرنسية-أرشيف) سامر علاوي-كابل  فاجأ الرئيس الأفغاني حامد كرزاي المراقبين بكشفه عن حوار سري تجريه الولايات المتحدة مع حركة طالبان، وذلك أثناء حديثه لتجمع شبابي أفغاني أمس السبت. وتكمن المفاجأة في أن الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة دأبتا على التأكيد على أن عملية المصالحة الوطنية الأفغانية والحوار مع طالبان هو شأن الحكومة، بل إن واشنطن كانت تنأى بنفسها عن الحوار حينا وترفض فكرة المصالحة حينا آخر قبل التحول الأشهر الماضية إلى تأييد المصالحة مع طالبان وتشكيل لجنة ثلاثية باكستانية أفغانية أميركية لدعمها.  أما حركة طالبان فدأبت على رفض أي شكل من أشكال الحوار مع الحكومة الأفغانية والولايات المتحدة دون الاستجابة لشرطيها الرئيسيين وهما: خروج القوات الأميركية وتغيير الدستور.   وبينما أبقت طالبان والولايات المتحدة على صمتهما تجاه تصريحات كرزاي، رأى محللون سياسيون أن الإعلان عن بدء حوار بين طالبان والولايات المتحدة يبدو منطقيا ما دام أن الأخيرة هي وحدها القادرة على تنفيذ مطالب طالبان مثل خروج القوات الأجنبية وإطلاق سراح المعتقلين في سجني غوانتانامو وبغرام.   منلّي: تصريحات كرزاي ليست إلا تكرارا لسيمفونية لا تحمل جديدا (الجزيرة نت) سيمفونية مكررة من جهته شكك الخبير بالشؤون السياسية الأفغانية نجيب منلّي في حديثه للجزيرة نت بصدقية تصريحات كرزاي بقوله إنها ليست إلا تكرارا لسيمفونية لا تحمل جديدا، مذكرا بالضجة الكبيرة التي أثيرت العام الماضي عندما أعلن قائد القوات الأمريكية والأطلسية بأفغانستان الجنرال ديفد بترايوس عن حوار أجرته الحكومة الأفغانية والقوات الأميركية مع الملا منصور أختر المقرب من زعيم طالبان الملا محمد عمر، وما لبث أن تبين بعد ذلك أن من قام بدور الملا منصور كان رجلا محتالا يعمل تاجرا صغيرا بمنطقة تشمن على الحدود الأفغانية الباكستانية.   واعتبر منلّي أن الحوار الأميركي مع طالبان -إذا ما حدث- قد يعني تجاوزا للحكومة الأفغانية وتهميشا لها لن يصب في مصلحتها، وهذا بحد ذاته كان مصدر قلق للرئيس الأفغاني في السابق، أما دخول طالبان مع الحكومة فإن ذلك لا يجدي إذا لم يكن بموافقة أميركية، ومن هنا فإن شكل الحوار في أفغانستان لم يتبلور بعد على الرغم من مرور نحو تسعة أشهر على تشكيل المجلس الأعلى للسلام برئاسة برهان الدين رباني.   حركة طالبانأما الملا عبد السلام ضعيف -سفير طالبان السابق في باكستان- فاعتبر تصريحات كرزاي انتصارا لإستراتيجية الحركة الرافضة للتعامل مع دعوات الحوار مع الحكومة نظرا لأن كلمة الفصل بيد الولايات المتحدة.   ضعيف: تصريحات كرزاي انتصار لإستراتيجية حركة طالبان الرافضة للتعامل مع دعوات الحوار (الجزيرة نت) وقال ضعيف في حديثه للجزيرة نت إن المسألة ذات شقين الأول مع الولايات المتحدة حيث إنها هي قوة احتلال بأفغانستان وإن قتال طالبان الحالي ليس ضد الحكومة بالدرجة الأولى وإنما ضد القوات الأجنبية، أما الشق الثاني فهو الصراع الداخلي بين الفصائل الأفغانية وهو ما يمكن الحوار بشأنه داخليا في حال خروج القوات الأجنبية أو إعلانها الخروج ضمن جدول زمني.  واعتبر ضعيف أن حوار الولايات المتحدة مع طالبان منطقي ويشكل فرصة للحركة، ويأتي بعد إخفاق الولايات المتحدة في تحقيق اختراق بصفوف طالبان والفشل في احتوائها.  وشدد السفير الأفغاني السابق على أن قبول طالبان للحوار مع الولايات المتحدة لن يكون تنازلا وإنما ثقة في النفس، وهو تعبير عن اعتراف رسمي بها، وأن لجوء الولايات المتحدة للحوار مع طالبان يأتي نتيجة ضغوط غربية وأوروبية على وجه التحديد للخروج من المأزق الأفغاني.  ويرى خبراء بالشأن الأفغاني أن واشنطن تسعى لضمان بقاء غير مكلف في أفغانستان من خلال الإبقاء على قواعد عسكرية دائمة وسحب معظم قواتها بما يقلل خسائرها في الأرواح والأموال والابتزاز الذي تتعرض له برحلة الإمداد الطويلة من الولايات المتحدة عبر باكستان أو روسيا ودول وسط آسيا.  ويضيف هؤلاء أنه من غير الممكن تحقيق هذا الهدف دون توافق أفغاني ستعمل واشنطن على إيجاده في غضون السنوات الثلاث المتبقية من مهلة 2014 التي أقرها مؤتمر كابل الدولي في يوليو/ تموز من العام الماضي لانسحاب القوات الأجنبية من أفغانستان.

الخبر من المصدر