الناتو بين القدرة على إسقاط القذافي وتعمد تدمير ليببا للفوز بكعكة إعادة الإعمار

الناتو بين القدرة على إسقاط القذافي وتعمد تدمير ليببا للفوز بكعكة إعادة الإعمار

منذ ما يقرب من 13 سنة

الناتو بين القدرة على إسقاط القذافي وتعمد تدمير ليببا للفوز بكعكة إعادة الإعمار

- باريس - أ ش أ Share var addthis_pub = "mohamedtanna"; اطبع الصفحة var addthis_localize = { share_caption: "شارك", email_caption: "أرسل إلى صديق", email: "أرسل إلى صديق", favorites: "المفضلة", more: "المزيد..." }; var addthis_options = 'email, favorites, digg, delicious, google, facebook, myspace, live';  هل أصبحت أيام العقيد الليبي معمر القذافى معدودة فى الحكم، كما يقول معظم المسئولين فى حلف شمال الأطلنطى "الناتو" ؟ .. وما مدى قدرة الإمكانيات العسكرية التى وفرها الناتو حتى الآن لدفعه للتخلى عن السلطة التى يحتكرها منذ 42 عاما؟.وهل الحلف يفتقر بالفعل للإرادة السياسية فضلا عن الوسائل الضرورية لإسقاط القذافى بسبب الأزمة الإقتصادية التى تمر بها العديد من دوله..أم أنه يتعمد ذلك حتى يتم تدمير ليببا تدميرا كاملا للفوز بـ "كعكة" إعادة الإعمار؟. هذه التساؤلات مطروحة بقوة هذه الأيام على الساحة السياسية الدولية عقب التصريحات المتضاربة للدول الأعضاء في حلف الناتو بشأن مستقبل العمليات العسكرية ضد قوات القذافي وما إذا كانت ستؤدى في نهاية المطاف إلى إسقاط النظام الليبي.فقد شهدت الأسابيع الأخيرة سلسلة تصريحات صدرت عن مسئولين فى دول "الناتو" صبت جميعها فى إتجاه إقتراب القذافي من التخلى عن السلطة، ومنها تصريح وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون التى أكدت فيه أن أيام القذافى فى السلطة أصبحت معدودة..وكذلك اعلان نظيرها الإيطالى فرانكو فراتينى أن النظام الليبى يقترب من نهايته، في حين اتفق وزراء دفاع الناتو على أن الوقت يلعب ضد القذافى. وخلافا لهذه التصريحات المتفائلة التى تبشر بإقتراب سقوط القذافى بدأت تظهر علامات الإرهاق على حلف الناتو وهى علامات تقوض بكل تأكيد مصداقية التصريحات السابقة خاصة وأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال فصل الصعوبات الإقتصادية التى تعانى منها الدول الأوروبية عن فعالية "الناتو" فى تنفيذ مخططه بإسقاط القذافى. بدورها، حاولت أونا لونجيسكو المتحدثة بإسم الناتو تبديد المخاوف الخاصة بإفتقار الحلف للقدرات العسكرية اللازمة لتحقيق هدفه فى ليبيا.. مؤكدة أن الحلف يمتلك الوسائل الضرورية لمواصلة الضغوط على العقيد القذافى للتخلى عن السلطة. وقالت فى مؤتمر صحفى عقدته مساء (الثلاثاء) فى بروكسل أن الأمين العام للناتو أندرس فوج راسموسين واثق من أن الحلفاء سينتهون إلى تحقيق هدفهم بإسقاط القذافى رغم إعترافها بأن تحقيق هذا الهدف يتطلب قدرا من الوقت. وتعكس تصريحات وزير الدفاع الأمريكى روبرت جيتس التى حذر فيها حلفاء أمريكا خاصة الأوروبيون من مغبة نقص القدرات العسكرية التى تم حشدها لإسقاط القذافي وخطورة غياب الإرادة السياسية اللازمة لتحقيق هذا الهدف مدى معاناة "الناتو" فى تحقيق هدفه بإسقاط القذافي. وكان جيتس قد إعتبر أيضا أن هذه الفجوات ونقاط الضعف يمكن أن تقوض من فعالية مهام "الناتو" فى ليبيا، معربا فى الوقت نفسه عن أسفه حيال مطالبة بعض الحلفاء بتدخل الولايات المتحدة لتعويض ما يواجهونه من نقص فى الذخائر والعتاد. وتأتى تصريحات الوزير الأمريكي عقب تحذير قائد القوات البحرية البريطانية الأدميرال مارك ستانهوب من أن بلاده يمكن أن تعيد النظر فى أولوياتها فيما يتعلق بالعمليات العسكرية فى ليبيبا لو طال أمدها أكثر من 6 أشهر..كما حذر القائد الأعلى لقيادة التحول فى الناتو الجنرال الفرنسى ستيفان أبريال من أنه فى حال إستمرت العمليات العسكرية وقتا طويلا فإن ذلك سيطرح بكل تأكيد مسألة نقص الموارد المالية. وكانت النرويج التى وضعت 6 طائرات مقاتلة من طراز "أف 16" تحت تصرف "الناتو" قد أعلنت يوم الجمعة الماضية أنها ستنهى مشاركتها فى العمليات العسكرية فى ليبيا إعتبارا من أول أغسطس القادم..وبرر وزير الدفاع النرويجى جريت فاريمو القرار بأنه من الصعب على بلاده التى تمتلك قدرات جوية محدودة أن تساهم بهذا العدد الكبير من الطائرات لفترة طويلة من الزمن. ولا تقل تصريحات قائد البحرية الفرنسية الأدميرال بيير فرنسوا فوريسيه تشاؤما عن تصريحات الوزير النرويجى، فقد أعلن أن قواته تعانى من نقص فى العنصر البشرى وأنه فى حال ظلت حاملة الطائرات النووية شارل ديجول الوحيدة التى تمتلكها فرنسا تعمل دون توقف أمام سواحل ليبيا حتى نهاية 2011 ، فإنها لن تقوم فى هذه الحالة بأي مهام عسكرية طوال عام 2012 بسبب ضرورة خضوعها لأعمال الصيانة اللازمة .ويرى جوزيف هنروتين الخبير العسكرى بالمركز الفرنسى لتحليل المخاطر الدولية بباريس أن المسألة لا تتعلق بالقدرات العسكرية لدول الناتو بقدر ما تتعلق بتوافر هذه القدرات..مؤكدا أن الحلف يعانى بالفعل من نقص فى قطع الغيار والذخائر بسبب ضعف الموارد المالية التى تم حشدها للعملية. وتقدر فرنسا على سبيل المثال تكاليف كل يوم تشارك فيه قواتها فى ليبيا بنحو 1.2 مليون يورو.ويقول هنروتين إن السؤال المطروح أمام المسئولين الفرنسيين قبل أقل من عام من الإنتخابات الرئاسية والتشريعية هو هل يجب إستغلال هذه الأموال فى تخفيض العجز العام ورفع مستوى معيشة الفرنسيين أم فى تمويل العمليات العسكرية فى ليبيا؟. وترفض مجلة "لونوفال أوبسرفاتور" الفرنسية الإتهامات الموجهة لأعضاء الناتو بعدم حشد الوسائل اللازمة لإسقاط القذافى..مؤكدة أن تصميم هذه الدول يظهر بوضوح من خلال إستخدام فرنسا وإنجلترا للطائرات المروحية فى ليبيا للمرة الأولى بعد مرور شهرين ونصف على بدء العمليات العسكرية بمقتضى القرار رقم 1973 الصادر عن مجلس الأمن والذى ينص على إقامة منطقة حظر جوى فوق الأجواء الليبية. وإعتبرت المجلة أن إستخدام هذا النوع من الطائرات القادر على تدمير قوات القذافى بدقة أكبر من الطائرات المقاتلة يؤكد أن دول الناتو مصممة على الإطاحة بالقذافى لا سيما بعد أن قررت تمديد فترة عمل الناتو فى ليبيا لمدة 3 أشهر جديدة..مشيرة إلى أن دخول المروحيات حيز العمليات فى ليبيا يؤكد فى الوقت نفسه أن الناتو مستعد لتمهيد الطريق للثوار على حكم القذافى للزحف بإتجاه طرابلس عندما تتوافر الظروف لذلك. وإستشهدت المجلة لتأكيد صحة وجهة نظرها بشأن فعالية العمليات العسكرية للناتو خلال الفترة الماضية بتراجع الحماسة القتالية للقوات الموالية للقذافى على أرض الواقع مقارنة بالأسابيع الأولى للقتال. ويؤكد ذلك أيضا لويس جوتييه المستشار العسكرى السابق لرئيس وزراء فرنسا السابق ليونيل جوسبان ، مشيرا إلى أن قوات القذافى تعانى بشدة بقدر معاناة السكان الليبيين .وترى المجلة الفرنسية أنه لا يمكن أيضا تناسى التغيير الذى أحدثه تصميم دول الناتو على الإطاحة بالقذافى فى موقف الدول التى كانت تعارض فى بداية الأمر إستخدام القوة ضد النظام في ليبيا لا سيما روسيا والصين، فموسكو وبكين توقفتا عن إدانة العمليات العسكرية التى يشنها الناتو على معاقل قوات القذافى بعد أن وصفاها فى بداية الأمر بأنها" غير شرعية ". وفى الوقت نفسه بدأ العقيد القذافى يفقد التأييد الأفريقى الذى كان يحظى به فى بداية العلميات العسكرية ويظهر ذلك بوضوح من الزيارة الأخيرة التى قام بها مؤخرا الرئيس السنغالى عبد الله واد لبنغازى معقل المعارضة وتقديمه النصح للقذافى بأنه من الأفضل له التخلى عن السلطة سريعا قبل فوات الأوان .ويرى فرنسوا هيسبورج المحلل السياسى بالمركز الفرنسى للأبحاث الإستراتيجية أن صمود القذافى حتى الآن رغم ما يتعرض له من ضغوط هائلة بما فيها تخلى العديد من القيادات التابعة له عنه يعود إلى عدم نجاح الناتو حتى الآن فى إحكام العزلة الإقتصادية اللازمة عليه.مرجعا ذلك إلى الحدود الجزائرية التى تمثل للقذافى نفحة أوكسجين فى ظل سيطرة الثوار على الشرق وتعاطف الشعب التونسى مع ثورة الشعب الليبى فى الغرب..كما أرجع أيضا صمود القذافى حتى الآن إلى الإحتياطى النقدى الكبير الذى كان يحتفظ به فى خزائنه لمواجهة مثل هذه الظروف .ولا يستبعد هيسبورج أن يكون لعامل الفساد داخل التحالف الدولى دور مهم فى صمود القذافى حتى الآن مثلما هو الحال فى جميع الحروب . مشيرا إلى أنه لا يستطيع أن يمنع نفسه من تصديق الشائعات التى تتحدث عن حصول القذافى على وعود من مبعوثين فى بعض دول التحالف الدولى بالسماح له بالبقاء فى السلطة مقابل عائد مادى سواء فى صورة أموال سائلة أو فى صورة بترول .أما المحلل السياسى الفرنسى بيير بيريجوفوا فيتهم الناتو بتعمد تأخير إسقاط نظام القذافى حتى يتم تدمير البنية التحتية المدنية والعسكرية لليبيا تدميرا كاملا لكى تتمكن دول الناتو من إسترجاع كل ما أنفقته فى الحرب مصحوبا بمكاسب هائلة من خلال تقسيم كعكة إعادة إعمار ليببا .

الخبر من المصدر