تدويل الأزمة السورية

تدويل الأزمة السورية

منذ ما يقرب من 13 سنة

تدويل الأزمة السورية

بقلم: بسمة قضماني 12 يونيو 2011 09:43:49 ص بتوقيت القاهرة تعليقات: 0 var addthis_pub = "mohamedtanna"; تدويل الأزمة السورية  دخل النظام السورى فى حرب منظمة ضد الشعب خلال الأسبوع الأخير واستخدم الجيش يوم الجمعة الماضى مروحيات حربية ضد المتظاهرين، والفظائع مستمرة ومتصاعدة. المعارك كلها مسجلة يبثها الناشطون على موقع يوتيوب ثم تبثها كل مواقع الصحف الدولية. الرأى العام العالمى أصبح مهتما بالشأن السورى ومتعاطفا مع الشعب. محاولات النظام للحفاظ على الصمت أثناء القتل أصبحت أمرا صعبا.والآن نرى آلاف النازحين يلجأون إلى تركيا هاربين من مدنهم وقراهم التى تحولت إلى جحيم. شاء السوريون ــ نظاما ومعارضة ــ أم أبوا فإن الأزمة السورية خرجت عن حدود البلد وأصبحت إدارتها شأنا يتدخل فيه الكبير والصغير. مع المبادرة التى تقوم بها فرنسا ومجموعة من البلدان الاوروبية والدولية لتقديم مشروع قرار إلى مجلس الأمن فى الأمم المتحدة يدين القمع فى سوريا انفتح النقاش الدولى حول دور القوى الخارجية. روسيا معترضة وهى تؤكد نيتها استخدام حقها فى نقض القرار، وكذلك تفعل الصين. حجتهما أن الوضع رغم خطورته لا يهدد الأمن الدولى وبالتالى لا مبرر للأمم المتحدة لكى تتدخل. يبدو أن الرئيس السورى يستند إلى الموقفين الروسى والصينى لكى يرفض حتى أخذ مكالمات هاتفية من أمين عام الأمم المتحدة بان كى مون.فقررت مجموعة من الدول معظمها غربية أن تختبر نهجا آخر هدفه الربط بين الأزمة الداخلية والأمن الدولى فأصدرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية قرارا تدين فيه عدم تعاون النظام السورى مع الوكالة للسماح لها بزيارة منطقة دير الزور حيث يقع مركز يقال إنه مقر مفاعل نووى ضربته إسرائيل فى عام 2007 وطلبت الوكالة من مجلس الأمن للأمم المتحدة أن يبت فى الموضوع ويستنتج «كل العواقب السياسية» المطلوبة كما جاء فى التصريح. ايران تلوح فى الأفق والحديث عن مشاركة عناصر من الحرس الثورى فى عمليات القمع داخل سوريا انتشرت منذ فترة وأصبحت أيضا موضع نقاش دولى حول وجود إيرانيين على حدود إسرائيل. الثوار السوريون يشيرون إلى ضرورة تجنب النموذج الليبى والتدخل العسكرى الأجنبى لكن حسب ما يجرى على الأرض وفى النقاشات الدولية فإن النموذج السورى سيختلف، فيه ما يذكر بتعامل الدول الكبرى مع ايران وما يشبه التصعيد مع عراق صدام حسين قبل الحرب عليه وكلاهما مرعب.فى ظل هذا الدوى السياسى العالمى ودوى الاسلحة المستخدمة ضد الشعب هناك الموقف التركى. فبعد التصريح الشديد اللهجة لأردوغان عن الفظائع التى يرتكبها النظام السورى صرح الرئيس التركى عبدلله جول بدوره أن الوضع فى سوريا يؤثر على الاستقرار فى المنطقة ودول الجوار. وأوضح أن موقف تركيا هو أن تحل المسائل داخل سوريا عن طريق الحوار ولكن إذا استمر الوضع كما هو الآن فإن التدخل الخارجى أمر وارد.بهذا أصبحت سوريا تواجه احتمال تدخل خارجى قد يأخذ شكلا جديدا لكن المنطق الذى يسود فى اليمن وفى ليبيا هو نفسه فالشعب أصبح مضطرا إلى البحث عن منقذ لوقف إراقة دمه.

الخبر من المصدر