المشير محمد حسين طنطاوى رئىس المجلس العسكرى الحاكم قال لندوة المجلس حول الإعلام: نريد إعلاماً مستنيراً يدرك قيمة الريادة ويواجه التحديات.. تصريح المشير أكثر من مهم خلال هذه المرحلة، فالإعلام المصرى خلال حقبة السنوات الماضية، كان يعتمد على الاجتهادات الشخصية سواء كان الإعلام مسموعاً، أو مرئياً أو مقروءاً، واحتكر النظام السابق معظم وسائل الإعلام، وكان دورها ينحصر فقط فى التسبيح بحمد الحاكم المخلوع مبارك وسدنة حكمه.. وكان هذا الإعلام يقلب الحقائق جميعاً رأساً على عقب، ويصور الحق باطلاً والباطل حقاً، وفقد الإعلام مصداقيته، باستثناء بعض الصحف المعارضة التى واجهت مشاكل كثيرة لخروجها على النظام، وتعرض صحفيون كثيرون للاضطهاد وجلبوا على أنفسهم وجع الدماغ، والاضطهاد فى أرزاقهم، ويضطر معظمهم إلى إذاعة أو نشر معلومات باجتهادات شخصية تُوقع أغلبهم فى المحظور، ويبدأ المسئولون فى التحرك بعد الإذاعة أو النشر وغالباً ما يكون بالنفى، ووجدنا عبارة متداولة وهى »هذا الموضوع أو هذا الخبر مكذوب جملة وتفصيلاً«.. إنها عبارة سهلة التداول لدى معظم مسئولى الحكومة سواءً السابقين أو الحاليين..حرية الحصول على المعلومات باتت عملية عسيرة لكل العاملين فى الإعلام، وتتم كما قلت سابقاً باجتهادات شخصية ومدى علاقة المخبر الصحفى بالمسئول..فمن أين يتم تطبيق رأى المشير فى إعلام مستنير يقود الى الريادة وهناك نقص شديد وصعوبة بالغة فى الحصول على المعلومات.. فمثلاً جميع الأخبار التى تذبعها أو تنشرها وسائل الإعلام حالياً فيما يخص الرئيس المخلوع حسنى مبارك ودخول السجون والمعتقلات متضاربة ومتناقضة ولا تعبر عن الواقع الحقيقى.تصريح المشير جاء فى حينه عندما يقول إنه يريد إعلاماً مستنيراً، فالإعلام الجاهل المنقاد وراء النظام، ليس فقط يضلل الرأى العام وإنما يقود الأمة الى الهاوية، وهذا ما حدث طوال أيام الرئىس المخلوع حسنى مبارك، لم يفقد هذا الإعلام مصداقيته فحسب وانما أضاع أمة بأسرها حتى تمكن النظام من الفتك بهذه الأمة.. الآن ونحن فى ظل الثورة المصرية، يجب أن يكون الإعلام رائداً فى ثورته فى كل شىء.وبهذه المناسبة إننى أجزم أن النظام بعد الثورة، فيما يتعلق تحديداً بالإعلام، لايزال مغلقاً على نفسه ويواجه أى إعلامى صعوبة بالغة فى الحصول على المعلومات تعتمد على اجتهادات شخصية من كل مؤسسة إعلامية سواء صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية، واجتهادات شخصية أخرى بين أفراد المؤسسة الإعلامية الواحدة.. أصبحنا نرى خبراً وضده فى آن واحد، لوجود تعتيم شديد، وعدم إيمان النظام بمنح وسائل الإعلام المعلومات الكافية...إننى أطالب المشير طنطاوى وهو صاحب فكرة الإعلام المستنير الذى يقود الى الريادة، بضرورة تفعيل هذا الاقتراح، وهى فرصة عظيمة وهو يتولى رئاسة المجلس العسكرى حتى ينتقل الإعلام نقلة جديدة تتماشى مع روح الثورة المباركة.. الدولة هي التى تصنع الإعلام المستنير، بتوفير فرص الحصول على المعلومات أولاً.. والمطلوب تغيير ثقافة وفكر كل مسئولى النظام الذين لا يأبهون بالإعلام.