إعلام المشير المستنير

إعلام المشير المستنير

منذ ما يقرب من 13 سنة

إعلام المشير المستنير

 المشير محمد حسين طنطاوى رئىس المجلس العسكرى الحاكم قال لندوة المجلس حول الإعلام‮: ‬نريد إعلاماً‮ ‬مستنيراً‮ ‬يدرك قيمة الريادة ويواجه التحديات‮.. ‬تصريح المشير أكثر من مهم خلال هذه المرحلة،‮ ‬فالإعلام المصرى خلال حقبة السنوات الماضية،‮ ‬كان‮ ‬يعتمد على الاجتهادات الشخصية سواء كان الإعلام مسموعاً،‮ ‬أو مرئياً‮ ‬أو مقروءاً،‮ ‬واحتكر النظام السابق معظم وسائل الإعلام،‮ ‬وكان دورها‮ ‬ينحصر فقط فى التسبيح بحمد الحاكم المخلوع مبارك وسدنة حكمه‮.. ‬وكان هذا الإعلام‮ ‬يقلب الحقائق جميعاً‮ ‬رأساً‮ ‬على عقب،‮ ‬ويصور الحق باطلاً‮ ‬والباطل حقاً،‮ ‬وفقد الإعلام مصداقيته،‮ ‬باستثناء بعض الصحف المعارضة التى واجهت مشاكل كثيرة لخروجها على النظام،‮ ‬وتعرض صحفيون كثيرون للاضطهاد وجلبوا على أنفسهم وجع الدماغ،‮ ‬والاضطهاد فى أرزاقهم،‮ ‬ويضطر معظمهم إلى إذاعة أو نشر معلومات باجتهادات شخصية تُوقع أغلبهم فى المحظور،‮ ‬ويبدأ المسئولون فى التحرك بعد الإذاعة أو النشر وغالباً‮ ‬ما‮ ‬يكون بالنفى،‮ ‬ووجدنا عبارة متداولة وهى‮ »‬هذا الموضوع أو هذا الخبر مكذوب جملة وتفصيلاً‮«.. ‬إنها عبارة سهلة التداول لدى معظم مسئولى الحكومة سواءً‮ ‬السابقين أو الحاليين‮..‬حرية الحصول على المعلومات باتت عملية عسيرة لكل العاملين فى الإعلام،‮ ‬وتتم كما قلت سابقاً‮ ‬باجتهادات شخصية ومدى علاقة المخبر الصحفى بالمسئول‮..‬فمن أين‮ ‬يتم تطبيق رأى المشير فى إعلام مستنير‮ ‬يقود الى الريادة وهناك نقص شديد وصعوبة بالغة فى الحصول على المعلومات‮.. ‬فمثلاً‮ ‬جميع الأخبار التى تذبعها أو تنشرها وسائل الإعلام حالياً‮ ‬فيما‮ ‬يخص الرئيس المخلوع حسنى مبارك ودخول السجون والمعتقلات متضاربة ومتناقضة ولا تعبر عن الواقع الحقيقى‮.‬تصريح المشير جاء فى حينه عندما‮ ‬يقول إنه‮ ‬يريد إعلاماً‮ ‬مستنيراً،‮ ‬فالإعلام الجاهل المنقاد وراء النظام،‮ ‬ليس فقط‮ ‬يضلل الرأى العام وإنما‮ ‬يقود الأمة الى الهاوية،‮ ‬وهذا ما حدث طوال أيام الرئىس المخلوع حسنى مبارك،‮ ‬لم‮ ‬يفقد هذا الإعلام مصداقيته فحسب وانما أضاع أمة بأسرها حتى تمكن النظام من الفتك بهذه الأمة‮.. ‬الآن ونحن فى ظل الثورة المصرية،‮ ‬يجب أن‮ ‬يكون الإعلام رائداً‮ ‬فى ثورته فى كل شىء‮.‬وبهذه المناسبة إننى أجزم أن النظام بعد الثورة،‮ ‬فيما‮ ‬يتعلق تحديداً‮ ‬بالإعلام،‮ ‬لايزال مغلقاً‮ ‬على نفسه ويواجه أى إعلامى صعوبة بالغة فى الحصول على المعلومات تعتمد على اجتهادات شخصية من كل مؤسسة إعلامية سواء صحفية أو إذاعية أو تليفزيونية،‮ ‬واجتهادات شخصية أخرى بين أفراد المؤسسة الإعلامية الواحدة‮.. ‬أصبحنا نرى خبراً‮ ‬وضده فى آن واحد،‮ ‬لوجود تعتيم شديد،‮ ‬وعدم إيمان النظام بمنح وسائل الإعلام المعلومات الكافية‮...‬إننى أطالب المشير طنطاوى وهو صاحب فكرة الإعلام المستنير الذى‮ ‬يقود الى الريادة،‮ ‬بضرورة تفعيل هذا الاقتراح،‮ ‬وهى فرصة عظيمة وهو‮ ‬يتولى رئاسة المجلس العسكرى حتى‮ ‬ينتقل الإعلام نقلة جديدة تتماشى مع روح الثورة المباركة‮.. ‬الدولة هي‮ ‬التى تصنع الإعلام المستنير،‮ ‬بتوفير فرص الحصول على المعلومات أولاً‮.. ‬والمطلوب تغيير ثقافة وفكر كل مسئولى النظام الذين لا‮ ‬يأبهون بالإعلام‮.‬ 

الخبر من المصدر