خالد عبيد حسين يكتب: اطمئنوا.. لا خطر من التنين!!

خالد عبيد حسين يكتب: اطمئنوا.. لا خطر من التنين!!

منذ ما يقرب من 13 سنة

خالد عبيد حسين يكتب: اطمئنوا.. لا خطر من التنين!!

فى أجواء الثورات.. يكثر الجدل.. وتزداد المناقشات.. وترى الجميع كأنهم خطباء مفوهون.. لكن المشكلة الأكبر.. فى أن عدد الخبراء يتبدى وكأنه فاق عدد الشعب نفسه! لو كنت من متابعى فتاوى خبرائنا الأجلاء هذه الأيام لرأيت العجب.. فتاوى فى كل المجالات.. فهذا لديه حل عبقرى للاكتفاء الذاتى من القمح.. وذاك يدعى أن لديه ابتكاراً بزراعة النباتات بالماء المالح ثم يأتى مسئول بالجهة العلمية المختصة ليؤكد استحالة ذلك. أما عن التضارب البَين لآراء الخبراء فلا يدل إلا على أن فوضى الفتاوى احتلت مكان البحث العلمى بمنهجه المعروف فى العالم كله.. ولم لا طالما الأمر يجد صدى رائعا عند عامة الشعب الذى لا يجد مبررًا لعدم تنفيذ تلك الاختراعات إلا بفساد النظام البائد وفشله! وسأعطى مثالين اثنين عما يحدث الأول هو أنه عندما بدأ اقتراح الدكتور فاروق الباز والخاص بممر التنمية وجدنا بعض خبرائنا يهلل ويؤكد أن المشروع ممتاز.. بينما رأينا البعض الآخر يؤكد أن الهضبة عالية وأن الحجر جيرى وأنه لا يصلح للزراعة أصلاً.. بينما الدكتور فاروق نفسه نفى أن يكون الغرض من المشروع هو الزراعة.. فضلاً عن رفضه الإشراف المباشر على المشروع! المثال الثانى الذى أضحكنى حتى البكاء هو موضوع سد الألفية الأثيوبى.. فعشرات الخبراء يرون أنه ضار بمصر.. وعشرات منهم أيضًا يرون أنه لن يؤثر.. أما الأغرب فهو أن البعض يرى أنه ضار لأثيوبيا مفيد لمصر!! الرأى الأخير نشر فى إحدى الجرائد اليومية وتبناه أحد الإعلاميين وهو مرشح أيضاً للرئاسة بالمناسبة. فى الصباح نشر الخبر.. وفى المساء قفز الإعلامى يشرح – كخبير متمكن على الخرائط التى ذكرتنى على الفور بالخريطة الشهيرة التى كان الرئيس السابق يشرح عليها خطة الضربة الجوية الأولى- كيف أن هذا السد إنما سيقلص من المساحة القابلة للزراعة فى أثيوبيا نتيجة البحيرة الهائلة المساحة المكونة خلف السد وكيف وكيف. لكن ما جعلنى أكاد أسقط من الإغماء.. أن الإعلامى الشهير بدأ يشرح كيف أنه يمكننا أن نوضح مشاكل هذا السد للأثيوبيين أنفسهم كى يضغطوا على حكومتهم لإلغاء المشروع.. وهنا تساءلت: إذا كان المشروع مفيداً لنا لماذا إذن نتكبد عناء إقناع الرأى العام الإثيوبى بمساوئه لإلغائه؟ هنا لابد أن أشير إلى برنامج طريف على إحدى القنوات الفضائية إسمه أرجوك لا تفت وفيه تسأل المذيعة أشخاصاً فى الشارع عن معلومات غير حقيقية فيبدأ الجميع فى الحديث عما لا يعلمون بكل براعة. وفى إحدى الحلقات سألت المذيعة الناس عن التنين الذى يخرج من فمه النار وكيف هرب من حديقة الحيوان؟ وشرح الجميع قصة هروبه المثيرة وكيف كانت المطاردات.. وعندما سألت أحدهم هل سمع بهذا أم شاهده بعينه أكد لها بأنه كان موجودا وشاهده بأم عينه فسألته وهل هناك خطر منه إذن فأجاب بالنفى ولكنها عندما سألته لماذا ليس هناك خطر والنار تخرج من فمه؟ أجاب بكل ثقة: لأن دى مصر!!

الخبر من المصدر