سينما مقاومة .. بقلم : علاء داوود

سينما مقاومة .. بقلم : علاء داوود

منذ ما يقرب من 13 سنة

سينما مقاومة .. بقلم : علاء داوود

رغم ما يقال عن دفء العلاقة التي كانت تربط الدولة التركية بكيان العدو ، الا ان حادثة الاعتداء على اسطول الحرية القادم من سواحل تركيا وسقوط عدد من شهداء الحرية ، كان له الأثر في قلب الطاولة على هذه العلاقة ، فانتفض الاتراك لكرامتهم سياسيا واقليميا ودوليا واخيرا اعلاميا . دعونا نهتم قليلا بالناحية الاعلامية لانتفاضة الاتراك في وجه غطرسة الكيان الصهيوني ، هذه الخطوة الجريئة الى حد بعيد من خلال انتاج فيلم سينمائي يحمل عنوان وادي الذئاب ، والذي لاقى من النجاح دراميا قبل ذلك الكثير ، سواء كان هذا النجاح على الارض التركية او العربية وحتى العالمية ، وبعد هذا النجاح حاول المخرج راجي شاشماز تسليط الضوء على ما يجول في جنبات العراق من احتلال امريكي متعدد الطغيان ، فثارت حفيظة بعض ساسة الكيان الصهيوني ، خاصة بعض تعرض الفيلم انذاك لنقطة البؤرالصهيونية بين تفاصيل الاحتلال الامريكي للعراق . ولعل هذه الجراة الاعلامية تجلت في فيلمه السينمائي الاخير وادي الذئاب / فلسطين ، يتعرض الفيلم للرد الطبيعي على الطغيان الصهيوني من قبل بطل الفيلم القومي نجاتي شاشماز ومجموعته المقاومة من خلال دخول هذه المجموعة للأراضي المحتلة ومحاولتها الناجحة قتل الرأس المدبر لعملية الاعتداء على الاسطول الانساني الدولي لقطاع غزة ، وطبعا لا نغفل هنا عن الأحداث الغير واقعية ان جاز لنا التعبير ، ولكن ما يجعل الفيلم سياسيا واعلاميا بجدارة هو تركيز فيلم سينمائي ولأول مرة على القضايا الغير انسانية التي يعيشها اهل هذه الارض المحتلة ، وتجاهل العدو الصهيوني لمباديء البشرية في التعامل مع الفلسطينيين داخل هذه الارض ، وايضا تركيز الفيلم على أنه في حال توافرت الامكانيات الملموسة ستصبح الساحة متكافئة . وهنا لا بد لنا من ترك العنان لمشاعرنا في غبطة هذا الاسلوب الجريء ، وإن كان البعض يرى فيه طرقا لأبواب المصلحة الاقليمية لتركيا في مجتمعنا العربي بعد الرفض الاوروبي لهذا الجسم الاقليمي ، ولكن لا بأس فنحن هنا نتحدث عن الاعلام كمستويات ، فالدولة الصهيونية حتى يومنا هذا تحاول دس سمها في دسم ثقافتنا عبر ايجاد مساحة مناسبة لمحرقة لا ادري متى حدثت اصلا ، وهنا ليس فقط المطلوب ان يكون مصطلح المحرقة والمشاعر الجياشة لضحاياها مفروضا في الثقافة فحسب ، بل ان البعض ذهب الى أبعد من ذلك ليدافع عن هكذا قضايا وكأنه صاحب أحداها . يجيز لنا ما حدث اختيار عنصر المقارنة بين اعلام وآخر ، ولا تنقصنا الموارد المادية التي يمتلك الكثير منها الكثير ، والمعيب اعلاميا هو تهافت بعض المنابر والاقلام على قضية ما ، بل وتؤلمها خطوطا عريضة ، وهذا فقط لان مؤذن من اولي الامر أذن في الناس ان يا ايها الناس ان هذه القضية وقعت في الخطئية بفعل ارادتها ، وعليها قد حل الرجم ، ثورات متتالية ، ويا لهول ما رأينا من ثورات ، قد امتلأت معدة منطقتنا العربية بالثورات المعلنة حد التخمة ، وفي الخفاء ما هو اعظم . تتكاثر الافاعي برؤوسها الممتدة علينا كفريسة تعاني الغباء ، ولا يحاولن احد فرض قناعة انه يمكن ان يكون على هذه الارض من أفعى طيبة ، الافاع كثر وكبيرتهن لها من الشراسة ما لو رمي على هذه الارض لكفاها ، ليست الهة لتعلمنا بغيبيات الامور ، وليست من الوداعة والشجاعة بمكان يوليها على خيرات هذه الارض بما رحبت ، بل أظنها تحترف الاصطياد ، فليس علينا هنا وفي هذا المقام أن نرتقي الى رفض كونها أمهر من اصطاد ، بل علينا ومنذ الان البدء في رفض كوننا الفريسة المريضة التي تستشيط وداعة أمام قاتلها

الخبر من المصدر