ماذا لو: نزل شحاتة إلى "التحرير" بدلاً من "مصطفى محمود"؟

ماذا لو: نزل شحاتة إلى "التحرير" بدلاً من "مصطفى محمود"؟

منذ ما يقرب من 13 سنة

ماذا لو: نزل شحاتة إلى "التحرير" بدلاً من "مصطفى محمود"؟

دبي - خاص (يوروسبورت عربية) جاءت ثورة 25 كانون الثاني/يناير في مصر ليس فقط للإطاحة بالنظام السابق ورئيسه محمد حسني مبارك، لكنها كشفت أيضاً عن انتماءات بعض الشخصيات العامة، وصُنِّف الفنانون والرياضيون على أساس الثورة: هل أنت مع أم ضد؟ مع النظام السابق ومناهضٌ للثورة، أم ضد الفساد والاستبداد ومع شباب ميدان التحرير؟ ومن بين هؤلاء الشخصيات حسن شحاتة المدير الفني "السابق" لمنتخب مصر، الذي نزل إلى ميدان مصطفى محمود بمنطقة المهندسين إبان الثورة، وهو المكان الذي ضم مؤيدي الرئيس المخلوع مبارك، وغير الراضين عن الثورة الشعبية في مصر، ومنذ هذا الوقت ضم الثوار شحاتة إلى ما أسموه "قائمة العار". لكن يبدو أن شحاتة كان مضطراً إلى فعل هذا، كنوعٍ من "رد الجميل" للرئيس السابق الذي كان اهتمامه بمنتخب مصر يفوق اهتمامه بأي جوانب أخرى حياتية في البلاد، وحفلات التكريم في أعقاب انتصارات المنتخب تُثبت ذلك، علاوةً على علاقة "المعلم" الطيبة بنجلي مبارك، علاء وجمال الحبيسين الآن على ذمة التحقيقات في قضايا كسبٍ غير مشروع والتضخم غير المبرر للثروات. دفاعٌ غير مقبول ورغم أن شحاتة أكد في أكثر من مناسبة بأن نزوله إلى ميدان مصطفى محمود لم يكن تأييداً لشخص مبارك وإنما كان "رغبته في ألا يُهان رمز الدولة" حسب تعبيره، فإن هذا تسبب بالفعل في انضمامه إلى القائمة السوداء من أعداء الثورة، ودق المسمار الأول في نعشه. ثم جاء موقفٌ آخر أظهر أن شحاتة يعيش في وادٍ بعيد عن الأحداث الجارية في مصر، عندما رفض تقليل راتبه في إطار بدء العمل في تحقيق مبدأ العدالة الاجتماعية وتقليل الفجوات بين رواتب العاملين بالحكومة، على اعتبار أن من يشغل منصب المدير الفني لمنتخب مصر يُعتبر موظفاً بالدولة. أعلن شحاتة صراحةً رفضه تخفيض راتبه الذي بلغ مائتي ألف جنيه مصري شهرياً، بحجة ارتباطه بعقد رسمي وحصوله عليه من المجلس القومي للرياضة، وهو ما قلل أكثر من شعبيته في الشارع المصري. هل كان سيبقى في منصبه؟ فماذا لو كان شحاتة أحد "ثوار مصر" خلال كانون الثاني/يناير الماضي؟ ماذا لو حوّل وجهته من ميدان مصطفى محمود إلى ميدان التحرير؟ ماذا لو أعلن موقفه صريحاً بأنه مع شباب الثورة؟ ماذا لو وافق على تقليل راتبه تضامناً وتعاطفاً مع أحوال البلد؟ من الصعوبة بمكان التنبؤ بنتائج ملموسة للمدير الفني السابق لمنتخب مصر إذا ما انضم للثورة منذ بدايتها، فمن المؤكد أن قرار الرحيل الذي جاء في أعقاب مباراة مصر وجنوب أفريقيا بتصفيات أمم أفريقيا 2012، والذي قطع آخر خيوط الأمل لتأهل بطل القارة إلى النسخة المقبلة، لم يكن مبنياً على موقفٍ سياسي، وإنما جاء بناءً على توديع بطولة قارية اعتاد المصريون على المشاركة فيها، بل والمنافسة عليها وحمل لقبها. ولكن على الجانب الآخر، فمن المؤكد أيضاً أن موقف شحاتة من مبارك ومن الثورة عجّل بقرار رحيله سواءً بالإقالة أو الاستقالة، وتسبب في استياء جماهير مصر منه وعدم تمسكهم به ولو لثانيةٍ واحدة بعد رحيله، بل إن الجماهير التي طالما تغنت باسمه وإنجازاته، هي التي طالبته بالرحيل بعد لقاء "الأولاد". رحل شحاتة غير مأسوف عليه، لكن لم يرحل بعد تعادل مصر مع جنوب أفريقيا وتلاشي فرص تأهلها إلى كأس الأمم الأفريقية، وإنما حدث ذلك عندما نزل "المعلم" إلى ميدان مصطفى محمود دفاعاً عن مبارك، ورفض مساندة المتظاهرين الثوار في ميدان التحرير. من مهند الشناوي

الخبر من المصدر