الرد على سخافات الكونجرس الأمريكي بقلم زياد صيدم

الرد على سخافات الكونجرس الأمريكي بقلم زياد صيدم

منذ ما يقرب من 13 سنة

الرد على سخافات الكونجرس الأمريكي بقلم زياد صيدم

لا اخفي حقيقة بأني كنت اعتبر أن أعضاء الكونجرس الأمريكي من عباقرة التاريخ والجغرافيا السياسية والاقتصادية وأنهم على معرفة بكل علوم الدنيا بصفتهم الاعتبارية والرقابية والاستشارية والتقريرية لدولة كبرى تتفرد بالعالم الآن بعد سقوط الأحلاف وانتهاء الحرب الباردة..إلا أنى ذهلت وصدمت بفجاجة وسخافة المصفقين " لنتن ياهو" اليوم عندما ألقى خطابه السخيف ورؤيته لحل القضية الفلسطينية بعد أن بلع "أوباما "خطابه الأول والذي سبقه بيوم واحد فقط ! وقام بإعادة تفسيره لقيام دولة فلسطينية على حدود عام 67 تفسيرا يروق "لنتن ياهو" ودولة الاحتلال حتى وصفوه في إعلامهم بأنه الغيور والأكثر تعصبا من الصهاينة أنفسهم..وهذا ما يسعى إليه دوما كل رئيس أمريكي لم يجد أمامه تهديدا اقتصاديا لمصالح دولته نتيجة انحياز وإنكار لحقوق الغير ... هذه السخافات التي انطلقت على مدار يومين متتاليين تعبر عن صلف القوة واستحقار العرب وتطنيش الفلسطيني الذي لم يجد الدعم الحقيقى القوى وأعنى هنا التهديد بالورقة الاقتصادية العربية على الأقل في زمن هبوب رياح التغيير للشعوب العربية.. فلو سبق تلك الخطابات شيء من هذا القبيل حبا بالقدس وكرامة لشعوبها المحبطة لتغيرت الخطابات التي استهترت بنا كأمة عربية قدمت الكثير من التنازلات ولم يتبق غير أراضى أل 67 من فلسطين والتي تمثل 22% فقط من مساحة فلسطين التاريخية هذا من جانب ومن جانب آخر لتقبلتها شعوبهم كأنها صحوة وإصلاح و لكانت فرصة تاريخية سانحة أمام تململ وهبات الشعوب العربية..لتعزيز وتقوية زعاماتهم ومشايخهم وأنظمتها الهشة شعبيا.. لكنه يبدو بان زمن المعجزات قد انتهى. على اى حال حدثت المهازل في الكونجرس وكاد المصفقون وقوفا من أعضاء الكونجرس "لنتن ياهو" أن يصم ضجيجهم الأذان وهو يدلى بلاء آته الثلاث كمن يريد أن يذكرنا باللاءات العربية الثلاث الشهيرة إبان مجد العرب في زمن الزعيم الراحل عبد الناصر وقمة الخرطوم الشهيرة.. وعليه لابد من لحظة نتساءل من خلالها: إلى متى تبقى ورقة البترول معطلة؟؟ وهى الأقوى من الذرة في زمننا هذا ... والى متى يبقى الدولار سيد التعاملات الاقتصادية والتبادل التجاري؟؟ على الرغم من وجود أكثر من بدليل قوى له... والى متى لا ندرى عن آلاف التريليونات المكدسة في بنوك واستثمارات امريكا وآلية تشغيلها وكيفية الاستفادة من فوائدها؟؟ التي لا تؤخذ عملا وتطبيقا للشريعة الإسلامية ! فان كان قدر الشعوب الفقيرة هي التي ستتحمل على كاهلها إرجاع القدس دون حراك للشعوب الغنية فهذا لا يعتبر عدلا ولا يعتبر توازنا صحيحا للمعادلة الجديدة والتي تقوم على عناصر الشعوب العربية والفلسطينية المنتفضة عبر الحدود لإرجاع المقدسات وإحقاق الحقوق والكرامة العربية والتي يجب أن تنطلق كرد أولى على سخافات متلاحقة تأتى من أمريكا تباعا بكل فجاجة واستخفاف بأمتنا وحقوقنا العربية.. أما الرد الآخر فيكون بتعزيز المصالحة الداخلية وعدم السماح بابتزاز اى فصيل أو حركة لا تعترف بالاحتلال و اقصد هنا حركة حماس لأنها فعلا كما نحن في فتح لا نعترف بدولة الاحتلال حتى زوال الاحتلال وحينها فقط لكل حادث حديث..وأمر آخر هو تشجيع الحراك الشعبي العربي بالرغم من معرفتنا بضعف تلك الدول اقتصاديا ولم يتسنى لها أن تلعق جراحاتها بعد فساد طال كل مكونات الدولة سابقا وأعنى هنا مصر العروبة ..إلا انه يجب تشجيع الحراك الجماهيري الشبابي لنصرة فلسطين والقدس لخلخلة المعادلة ولو قليلا لإعادة توزينها بشكل مقبول ولا نخفى أمالنا وأحلامنا بان يتبلور حراك شعبي من الدول التي تمتلك البترول وهو المحيد حتى الآن من معادلة الصراع العربي الصهيوني والذي آن الأوان بان يكون حاضرا قويا غير مغيب .. لأنه لم يعد بوسعنا كعرب أن نحتمل سخافات الصهاينة والأمريكان أكثر من هذا ونحن نملك في الأمة ما نجعلهم يعيدون صياغة خطاباتهم لتكون أكثر جدية وحفظا لحقوقنا وكرامتنا التي تم إهدارها .

الخبر من المصدر