المحتوى الرئيسى

> «المخلوع» مستنسخ من بيبي الثاني

05/03 21:07

رغم أن لتاريخ مصر الفرعونية سحره الذي أسر العديد من الباحثين والذي امتد في نسيج فنون العالم بالكثير من أفلام السينما العالمية وثائقية وروائية اتخذت من حياة الفراعنة مادة خصبة تثير بها خيال المشاهدين. إلا أن أحدًا لم يلتفت إلي الملك بيبي الثاني في ختام ملوك الأسرة السادسة قبل الميلاد وتحديدًا في 2500 ق.م والذي حكم مصر تسعين عامًا بدأت وهو في السادسة من عمره.. لأن الرئيس المخلوع حسني مبارك مستنسخ من هذا الملك وكما جاء في الجزء الأول من مصر الفرعونية في عصر ما قبل التاريخ إلي نهاية العصر الاهباسي لسليم حسن، حيث جاء في الصفحة 398 من الكتاب أن سلطة الفراعنة في الأسرة السادسة آخذة في التدهور شيئًا فشيئًا في عهد الفرعون بيبي الثاني الذي حكم البلاد أكثر من ثلاثة أجيال وقد انتهي الأمر بانحلال البلاد ويأتي ذلك إلي أمرين مهمين.. الأول إثارة الأجانب من البدو علي البلاد من جهة وثانيها الفوضي التي أدخلت مصر في العصر المظلم حيث حاق البلاد من ضنك وشدة وما عانت منه من ويلات وخراب.. والعهد الذي حدث فيه هذا الانحلال في نظام الحكم اختفت مصر عن الأعين فجأة وتراجع دورها وصارت في ظلمة.. وأهم كتاب وصل إلينا من هذا العصر هو تحذيرات «بيبي» وهو من الكتب الأدبية النادرة في حسن تركيبها وتأثيرها في النفس.. وتصف تحذيرات «بيبي» أول انقلاب اجتماعي في عهد الدولة القديمة الذي سببه الفوضي ويشبه في تصويره حالة البلشفية المتطرفة في تاريخ العالم.. وموضوع التحذيرات أنه حاقت بالبلاد مصيبة سيناء فثار عامة الناس وانحل الحكم - التنظيم في مصر وعاش الملك الطاعن في السن مطمئنا في قصره لأنه كان يتغذي بالأكاذيب والرئيس المخلوع «حسني مبارك» شديد الشبه ببيبي الثاني من حيث استمراره في الحكم أكثر من خمسة وأربعين عامًا سواء في منصب نائب رئيس الجمهورية أو في منصب رئيس الجمهورية.. حيث اختفي دور مصر المحوري في المنطقة العربية.. وحل البؤس العام الذي حل البلاد من سرقة وقتل وتخريب وقحط.. وتولي الفاسدون أمور الحكم.. وانتشرت الأمراض.. وألقيت في نهر النيل العظيم الماشية الميتة. وقد نبه كثيرًا أدباء عصر المخلوع والمستنسخ من بيبي الثاني إلي الفساد المالي والإداري حيث أصبح الغوغاء أثرياء لقربهم من الحاكم.. ولم يلتفت أحد إلي ذلك ويذكرنا بما حدث في مصر في عهد الرئيس المستنسخ ما كتبه الحكيم «أبور» في عصر الملك بيبي الثاني حيث حل البؤس الذي عم بالبلاد.. وتنبأ بما سيأتي بعد.. وحرض سامعيه علي أن يحاربوا أعداء البلاد. وجاء في دراسة كتبها المهندس دكتور سيد كريم في بداية الثمانينيات مع بداية حكم الرئيس المستنسخ من بيبي الثاني علي فترة حكم الأخير أن المصريين بسبب تراجع مصر في تلك الفترة هاجروا إلي الجزيرة العربية. وتوقف تاريخ مصر من نهاية الأسرة السادسة وحتي بداية الأسرة الحادية عشرة.. ولكن مصر الآن وفي حكم المخلوع لم يتوقف تاريخها بل استمر في دورها الطليعي ويعود دورها الرائد في المنطقة العربية وهذا هو الخلاف بين عصر بيبي الثاني وبين فترة حكم المخلوع في مصر. نخلص من ذلك أن في تاريخنا القديم أمثلة لحكام حكموا مصر وتسببوا في تراجع دورها ولكن عامة الناس لا يعرفون بذلك.. ولو أنهم قرأوا التاريخ البعيد لوضعوا يدهم علي السلبيات التي حدثت ويقومون بعلاجها.. وسبب ذلك غياب الوعي التاريخي والحضاري في مصر والمسئول عنه علماء الآثار.

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل