خالد حبيب يكتب: كشف حساب 100 يوم ثورة: الرابحون و الخاسرون و النص نص!

خالد حبيب يكتب: كشف حساب 100 يوم ثورة: الرابحون و الخاسرون و النص نص!

منذ 13 سنة

خالد حبيب يكتب: كشف حساب 100 يوم ثورة: الرابحون و الخاسرون و النص نص!

لم يسبق لثورة على مر التاريخ أن شهدت مثل هذا الزخم من أحداث و انجازات و منعطفات و تحولات ، و كما يقيم العالم كل عمل من خلال المئة يوم الأولى، اسمحوا لي أن أقيم ثورتنا الجميلة ( و هو بالطبع تقييم غير موضوعي و مغرض لأن البشر يحكمون بمعايير التوجهات و الآراء الشخصية أكيد):الجيش : قدرة فائقة على ضبط النفس، بعض البطء المبرر بالنظر الى تعقيدات مهمة لم يسبق لهم القيام بها ، و ضغوطات مرعبة من حلفاء سابقين أضحوا أعداء للشعب ، و اختيارات معقدة لقيادات جديدة  من آلاف المرشحين الغامضين و الملوثين بقذارات عهد قديم. صرامة مطلوبة  ( و يا ريت تزيد ) مع البلطجة، و رعاية حميدة لتوجهات سياسية  خارجية تعيد لمصر هيبة مفتقدة ، أكيد كسبان الاعلام : فضيحة بكل المقاييس، سيرك كوميدي من تحول 180 درجة  في المواقف الى بكاء و شحتفة على الهواء الى ألعاب قذرة في البلبلة و الترهيب، و من ادعاء بطولة الى أساليب مبتذلة في بروزة فاسدين و جرجرة شرفاء الى مجالات ضبابية. مع توهان تام في استضافة الجميع من أقصى اليسار لأقصى اليمين حتى تتضح الرؤية. و يزداد الأمر سوءا بمستوى مخجل من عدم الاحترافية في الأداء و أخطاء في الكتابة و النطق و أسلوب ادارة الحوار، حاجة تكسف،  الحمد لله ان الشعب بطل يصدق أو يقرأ أو يشاهد  هؤلاء من زمان، طبعا خسران شرف: رجل يفعل ما يقول و يلتزم بالكلمة، لا يخجل من الاعتذار، لا يتراجع عن المواقف الصعبة، في هدوء يبدأ مشروعات قومية طال انتظارها ( محور التعمير و التعليم و سيناء)، يمد الجسور و يزيل العوائق المصطنعة بالحوار و اللقاء المباشر     (السودان و الخليج و أفريقيا)، يعي دور مصر و يقوم بتفعيل هذا الدور (مصالحة فتح و حماس )، لا يترك الشعب نهبا لاعلام الفتن و من خلال بيان أسبوعي يشركنا في المعرفة و المسؤولية و التوجه، حاجة تفرح، أكيد كسبان عمر سليمان: و عندما تقرأ عن اتفاق حماس و فتح تحت سماء قاهرة العرب ( و أنت تعلم أنه يوجد بينهم المترددين و المتعاونين و الفاسدين )، فانك تتساءل عما فعله عمر سليمان بكل الملفات التي أمسكها ، و بصراحة نفسي أعرف كان ماسكها ازاي،  أو مثلا كان ايه اللي جوه الملفات دي. هذا الرجل جاءته فرصة ذهبية ليقود و يطهر و يعيد كتابة التاريخ و في ظل دعم الجميع حتى الثوار، و لكنه أمسك بالفرصة بالظبط زي ما مسك الملفات ، نفس المسكة.. و خرج من التاريخ قبل أن يدخله. خسر كتير.. ائتلاف شباب الثورة: أبطال، شباب متحمس واعي ، رغم اختلاف الانتماءات و التوجهات جمعهم حب الوطن و بالفعل قبل الكلام. تخطيط فعال، تطبيق صارم، اصرار و صبر على تحقيق المطالب، مناورات ذكية و قدرات تفاوضية مكنتهم من تحقيق اعجاز في وقت كان الجميع يتراجعون و يقبلون بالمتاح. طبيعي أن يختلفوا بعد الانتصار و من الضروري أن يضعوا قواعد للاختلاف قبل الاتفاق و أن يوظفوا الطاقات في عمل سياسي حزبي بدعم من بعض الكبار الغير ملوثين. النبتة الطيبة من أرض مصر التي لم يفسدها 30 عاما من  الاظلام و التجهيل و الارهاب. هي دي مصر، كسبانين بلا جدال عصابة النظام القديم: مثل عصابة القناع الأسود في مجلة ميكي، فشل حتى في الجريمة، كلهم اشتروا نفس كتالوج سرقة الشعوب و غالبا كان مضروب. استغلال فاجر للنفوذ و بلطجة في السرقة في وضح النهار و فرض الاتاوات , نفس الأسلوب الساذج في تسجيل الممتلكات بأسماء الابناء و الزوجات و المحظيات و السائقين و الحلاقين و خلافه، ثم احتكار الأبناء لصناعات و مجالات عمل الآباء (شوف الصدف) . و أخيرا اجتمعوا على ثقة مفرطة في امكانية العودة ، مع تصريحات مستفزة و محاولات مفضوحة لاحلال الخراب و الفتنة . و بالتالي لم يغادروا الوطن حتى أظلمت بهم عنابر طرة..يمهل و لا يهمل..مش محتاج أقول : صفر كبير.الشعب : عظيم، كريم، أصيل، صبور، قل ما شئت و انتقد كما تريد و لكن قف أمام المصريين.  في سواد الليل الحالك خرج الشعب عن بكرة أبيه: أطفال و شيوخ و نساء و أمهات، كرنفال رائع ، بطولة بلا ادعاء، وعي بلا تكلف، و ذكاء فطرى لم يبتلع الأكاذيب و الترهيب. هم جند الله الذين نصروا الثورة و أنقذوا الشباب و احتضنوا الجيش و أبطلوا الفتن. خير أجناد الأرض، و متعطشون للعمل و الانتاج و الاجادة، تخيلوا تلك الطاقة الهائلة عندما تستثمر في الخير و التنمية و المشروعات.. منصور و كسبان و مرفوع الراية..رجال الأعمال: قلقان عليهم، من يوم الثورة مفيش حس و لا خبر، رغم أن 99 % منهم مازالوا خارج السجون،و الصوت الوحيد الذي سمعناه كان ساويرس و لم يتكلم في الأعمال بل في السياسة و الأحزاب. هو احنا ما كانش عندنا رجال أعمال ولا ايه، توقعنا أن يملأوا سماء الوطن بالمشروعات الوطنية و الصناعية المنتجة ، بعدما زال الفساد و الاحتكار. أم أنهم جميعا تركوا الصناعة و تفرغوا لتجارة و تسقيع الأراضي و الاندماج في مراكب فساد جمعيات رجال الأعمال حتى يحصلوا على نصيب من التكية.. مش فاهمكم خالص: و يا رب نسمع منكم أي خير.. حتى الآن خسرانين لكن فيه أمل..الفن و الفنانين و الرياضة و الرياضيين : من جنس الميدان لطلعت زكريا ، لبيدزا و ريش عفاف شعب، لزنا المحارم عند ايناس الدغيدي ، للبكاء المفعم بالشعر و الشعور لتامر حسني، لولعة سماح أنور، لتجويع وحصار الميدان لابراهيم حسن، ثم أغنية مش حيمشي انتو تمشوا للمبدعة غادة عبد الرازق ، و ذكاء حمادة هلال في الربط بين شهداء 25 يناير و كيف أنهم ماتوا برضه في يناير، و تقييم شيرين السياسي لعظمة الزعيم حسب غرفة نومه ( الخيمة أساس الحكم )، و  هناك الكثيرين من الذين استعرضوا ملكاتهم الخاصة من جهل و غياب للوعي و انعدام للكياسة و سذاجة في تغيير المواقف. نقول ايه..دول ما يدخلوش التقييم أساسا: اخص على كده..الجدعان: فهمي هويدي، حمدي قنديل، بلال فضل، البرادعي، سلامة أحمد سلامة، ابراهيم عيسى، خالد أبو النجا، بسمة، خالد الصاوي، محمد منير، عمرو واكد، محمد عبد المنصف، نادر السيد، هادي خشبة، و غيرهم كثيرون، تميزوا بكونهم وقفوا في وجه الطوفان ، وحدهم، و لم يغيروا المواقف، و بعد الانتصار احتفظوا بالوعي و التماسك و التواضع ، و واصلوا العمل الدؤوب ، كل في مجاله ، للتوعية و التنوير و التطوير، ليسوا ملائكة، و لكنهم تحملوا ما فوق طاقة البشر، و لم يطلبوا المقابل أو الثمن..جدعان بلدنا الولادة..و الجدعان حيبنوا البلد، و احنا معاهم..منصورين باذن الله..

الخبر من المصدر