المحتوى الرئيسى

لا لفلسطين مستقلة بقلم عبدالله جراح

04/20 20:48

خلال كتابة هذه الكلمات اعلم علم اليقين انني اسبح ضد طوفان جارف وليس ضد التيار فقط ولكن كلمة الحق صعبة دائما ولا توجع اليد الا اذا وضعة على الجرح. لا يختلف فلسطيني واحد ولا حتى عربي برغبته بدولة فلسطينية مستقلة رغم اختلافهم على حدودها وشكلها وطريقة انجازها وحتى مستقبلها قبل ان يتحقق هذا المني. ولكن اسف ان اقول لكل الطامحين انكم تدورون خارج عجلة الواقع والتاريخ. فتحرير فلسطين من الصهاينة هو حتمية وليس حلما ولا خلاف. اما ظهور دولة فلسطين المستقلة فهو ضرب من الاوهام الغير قابلة للتحقيق وان تحققت فهي غير قابلة للاستمرار والحياة. و سأبدأ هنا من التاريخ فابسط قُراء التاريخ يعلمون ان فلسطين لم ترى دولة مستقرة في حياتها الا في فترات قصيرة جدا تكاد تكون معدومة مقارنة بتاريخ بلد يصل لسبعة الاف عام تقريبا. اذكر من السنوات الابتدائية في التعليم كانوا يعلموننا ان بلاد الشام لم ترى وحدة سياسية وخصوصا فلسطين لأنها تقع في منطقة متوسطة بين قوى متجاذبة. فكل دولة اشتد عودها و فكرت في توسيع حدودها نظرت الى هذه البقعة. فالمتمركز في فلسطين كالجالس في مركز الدائرة في العالم القديم ومن هناك تستطيع اذرعه الوصول لكل مكان. ولننظر نظرة بسيطة لتاريخها فأول من سكنها الكنعانيين الذين لم يشكلوا وحدة سياسية فيها بل كانوا قبائل متفرقة وتلاهم اليهود بمئات السنوات او يزيد والذين لم يروا دولة الا في عهد النبيين داوود وسليمان وهذه فترة جد قصيرة و بعدها استملكها سكان الرافدين فالفرس فاليونان فالروم فالمسلمين وكل ما جاء في الفترة الاسلامية من حروب وصراعات مع الكثير من القوى المستعمرة واخيرا الكيان الغاصب الذي يعلم الجميع انه قاعدة عسكرية للقوى التي تمده بأسباب الحياة التي لا يملك أيا من مقوماتها. فلسطين هي المؤشر الحقيقي للقوة التي تحكم العالم فلا يمكن لأي قوة تتدعي انها الاقوى وهي لا تملك هذه المنطقة الهامة. واذا اردت ان تعلم من يحكم العالم في أي عصر فنظر من يحكم فلسطين في ذاك العصر. فلسطين الجميلة الغناء لا تملك شيء من مقومات دولة قوية قادرة على الحفاظ على نفسها في وسط دوامات القوى المتصارعة. فلا تضاريس حامية تجعلها معزوة كالصحراء المحيطة بمصر مثلا ولا مقومات اقتصادية كافية لتكوين دولة مدججة بالسلاح. وهذه الاسباب يجعلها فريسة ثمينة سهلة المنال لكل طامع او لكل قوي صاعد. وهذا ما فهمه جيدا القادة الفلسطينيين في العام 1929 في جلسة المؤتمر العربي الفلسطيني الاول في القدس عندما قرروا ان فلسطين هي جزء لا يتجزأ من سوريا الكبرى واطلقوا عليها سوريا الجنوبية. وهذا الدرس الذي لم يعيه الفلسطينيون عندما حاول البعض أخذ القضية كأنها تخص الفلسطينيين فقط. وكانت الحكومات العربية من اشد المؤيدين لهذا النهج الذي القى عن كاهلهم مسؤولية كبيرة كانت تحرجهم مع سيدهم الامريكي. ولكثير من الاسباب الاخرى فإن فلسطين الحبيبة لا يمكنها ان تعيش مستقلة وهذا كلام هراء خارج سياق المنطق والتاريخ. فلسطين لم تكن آمنه ولن تكن الا كجزء من وحدة في محيطها العربي والاسلامي يذودون عنها ويحملون همها. رغم البطولات التي رفعت رؤوسنا من اهلها ومقاومتهم فلا يمكنهم حسم الامور وحدهم فهم يحاربون قوى عالمية لا يردعها الا قوى عالمية اخرى نتمنى ان يكون اخوتنا هم تلك القوة. واخيرا انا لا اعلم لماذا نريد فلسطين مستقلة ومصر مستقلة وسوريا مستقلة. ماذا فعل المستقلين باستقلالهم سوى خلق طبقة حاكمة ظالمة مستبدة واوطان مهزومة هزيلة لا تستطيع الوقوف على قدميها ومستجديه للغرب. فلنحرر فلسطين كقطعة من مصر او سوريا او من أي كيان وحدوي عربي او اسلامي؟ بقلم عبدالله جراح

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل