المحتوى الرئيسى

دكتاتورية الحكام وفزاعة الإرهاب بقلم : مريد الوحيدي

04/20 17:38

دكتاتورية الحكام وفزاعة الإرهاب بقلم : مريد الوحيدي غريب حقاً ما نراه من استماتة الحكام دفاعاً عن سلطان الحكم ، وتمترسهم خلف بريق السلطة وعروشهم الزائلة ، وإصرارهم الدائم على صوابية مواقفهم ووجهات نظرهم وإنكار ذلك على الآخرين ، وعلى وطنية قراراتهم وتبعية الآخرين ، وصدق نواياهم ومؤامرة المعارضين ، وعلى بعد النظر الثاقب لديهم وقصر نظر الآخرين ، هم حماة الوطن ومقدراته وخونة هم المتظاهرين ، تبريرات عديدة يسوقها لصوص السلطة ورواد الدكتاتورية في أنظمة الحكم الرجعية ، تبريرات واهية هدفها الرئيس البقاء على سدة الحكم دون الأخذ بعين الاعتبار ما تخلفه هذه العنجهية الدكتاتورية من ضحايا أو خسائر على كافة المستويات . هذا العشق السرمدي للسلطة من قبل مغتصبيها يجندهم للدفاع عنها بشتى الوسائل والغاية تبرر الوسيلة ، حتى امتهنوا الكذب والغش والخداع وتخدير الجماهير آملين أن تخمد شعلة الثورة الديمقراطية في بلدانهم ، وأن تبقى الزوبعة في الفنجان ، وهذا ما جعلهم يبتكرون أساليب شيطانية ووسائل دموية ، وقد أطلوا علينا أخيرا مستخدمين فزاعة الإرهاب لتبرير حجم القمع والقتل الذي تمارسه الأنظمة ضد شعوبها ، تارة باسم الإسلام وتارة القوى الظلامية وتارة القاعدة وتارة أخرى السلفيين ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هل كل المتظاهرين إرهابيين ؟ هل هم من القاعدة أو سلفيين أو غير ذلك ؟ بالقطع لا ، فالتظاهر الذي نراه تشترك فيه شرائح متعددة ومختلفة ، وإن كان ما يزعمون به صحيحاً فهم جزء بسيط من حجم هذا الحراك الشعبي الديمقراطي الحاصل هناك ، والمؤكد حتماً بأن جل هؤلاء من الشباب الذين يسعون للتغيير نحو مستقبل أفضل لهم ولبلادهم ، نحو إنهاء الفساد ومحاسبة الفاسدين ، نحو استعادة السلطة من لصوصها ، نحو إلغاء التوريث الذي يبتغيه حكامهم ، نحو لجم الطموح الجامح لأبناء هؤلاء الحكام في ميراث الحكم والمال ، ونيل الحصانة السياسية التي تحميهم من طائلة القانون ، نحو إنهاء أنظمة الحكم الدكتاتورية وإقامة دول مدنية دستورية خالية من الاستبداد المطلق بالسلطة . كان الأجدر بعقولهم أن تفكر وتبتكر حلولاً للمشاكل الاقتصادية التي تعاني منها بلدانهم ، كان الأجدر بهم إيجاد حلاً لمشكلة بطالة الشباب ، لإنهاء الفساد وسوء الإدارة والرشا والمحسوبية المستفحلة في أنظمتهم ، بل كان الأجدر بهم بناء أنظمة ديمقراطية يتم تداول السلطة فيها بشكل سلمي دون حاجة للجوء هذه المجتمعات للتظاهر من أجل نيل الحقوق المشروعة ، كان بإمكانهم أن يقدموا الكثير لأوطانهم وشعوبهم بدلاً من تعليق فشلهم على شماعة واهية هي فزاعة الإرهاب ، هذه الاسطوانة المشروخة التي لم يعد لها صدى لدى الجماهير، هي رسالة يخيفون من خلالها العالم ليشعرونهم بأن بديلهم هو الإرهاب ، يستخدمون هذه الفزاعة بطريقة رخيصة لا وطنية ، توسم شعوبهم بالإرهاب وتطفي على بطشهم وقمعهم للشعوب الشرعية . لقد أصبح غير مقبول على الإطلاق وليس مفهوماً ، حجم استبداد الحكام بالسلطة ، وإصرارهم على عدم تداولها بشكل سلمي ، ولم يعد مقبولاً أيضاً استخفافهم بعقول شعوبهم ، ومحاولة تضليل الرأي العام خلف أوهام ابتكرها خيالهم ، وكذب تفتريه ألسنتهم بأن من يقود هذا الحراك هم الإرهابيون ، لم ولن يصدق العالم هذه الترهات من الإدعاءات الواهية ، فالدكتاتورية لا تقل خطراً على مستقبل الشعوب من هؤلاء الذين يزعمون . كفاكم كذباً على أنفسكم واستخفافكم بالعقول ، كفاكم تسلطاً وقتلاً وعبثاً بمقدرات الشعوب والبلاد ، كفاكم قهراً وإذلالاً لمواطنيكم ،ارحلوا قبل فوات الأوان ،أوقفوا شلال الدم ودعوا الشعوب تقرر مصيرها بأنفسها وتختار حكامها بشكل ديمقراطي بعيداً عن البلطجة والتزوير والتوريث , أوقفوا كرة الثلج من التدحرج فإنها كلما تدحرجت اكثر كبرت أكثر، وستدوسكم لا محالة لتسحقكم ويذهب ريحكم .

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل