المحتوى الرئيسى

> مصرللحرية أم للإسلام؟

03/26 21:16

كتب: شاؤول منسهالثورة ضد النظام المصري غيرت بشكل تام النظام السياسي الداخلي والتوازن بين التيارات السياسية. فمنذ محاولة الإخوان المسلمين إغتيال الرئيس المصري الأسبق جمال عبدالناصر عام 1954 حرمت الأحزاب الدينية من المشاركة في الإنتخابات المصرية، وتم إعتبار الإخوان المسلمين وباقي الجماعات الدينية الأخري محظورة خارجةعن القانون. المنظر الحقيقي للإخوان المسلمين "سيد قطب" أعلن في سنوات الستينات من القرن الماضي أن "الطريق الوحيد لإقامة الدولة الإسلامية هو إستخدام العنف. فكل الحكومات في الدول الإسلامية ليست شرعية، والإصلاح الوحيد لتغيير القاعدة بإستخدام القوة لإغتيال تلك الأنظمة، أي الدعوة للجهاد". فعلي الرغم من أن "سيد قطب" حوكم وصدر بحقه حكم الإعدام شنقا بواسطة نظام عبدالناصر إلا أن جماعات متطرفة في مصر أتخذوا تعاليمه وذهبوا في طريقه. ففي الإنتخابات التي شهدتها مصر عام 2005 نجح أعضاء الإخوان المسلمين في المشاركة في الإنتخابات كمرشحين مستقلين وإستطاعوا الحصول علي 88 مقعد بما يعادل 19% من الأصوات. وهذا نظرا لمطالب الرئيس الأمريكي وقتها جورج بوش الإبن بإجراء إنتخابات حرة. وقد تحسن موقف الإخوان المسلمين في أعقاب الإنتفاضة التي شهدتها مصر مؤخرا، وأعلنوا عن عزمهم علي تشكيل حزب بإسم "الحرية والعدالة"، كذلك أعلنت باقي التيارات الإسلامية ذ مثل السلفيين والجهاديين ذ عن عزمهم علي إقامة إئتلاف إسلامي. عبود الزمر، أحد المتورطين في إغتيال السادات، والذي أخلي سراحه مؤخرا بعد فترة إعتقال دامت 29 عاما، أعلن أن الجماعة الإسلامية تنبذ العنف وتسلك درب السلام، بدليل رغبتهم في تأسيس حزب سياسي. إن الإخوان المسلمين هو هيئة سياسية تعمل بشكل منظم من تأسيسها عام 1928 وفي العقود الأربعة الأخيرة توفقت الحركة عن إستخدام العنف، من خلال الرؤية أن نشاطهم الديني والإجتماعي لديه القدرة علي جذب الجماهير. وأهدافهم واضحة ومعلنه: السعي لإقامة دولة علي أساس الشريعة ذ مثل حركة حماس التي تعارض وجود دولة إسرائيل. لكن يجب علينا أن نأخذ في الإعتبار، أنه في بداية الثورة المصرية حاول الإخوان المسلمين تحطيم التماثيل الموجودة في المتحف المصري أو إضرام النار به، لتسير بذلك خلف نهج "حركة طالبان" التي دمرت تماثيل بوذا في أفغانستان، فهناك مسلمين متشددين أعتبروها أنها رموزا للوثنية، ومن قام بحماية المتحف في تلك الليلة هم شباب مصري كانوا معتصمين في ميدان التحرير ضد مبارك. وحادثة إنقاذ المتحف من الحرق تثبت قوة المعارضة ضد الإخوان. ووفقا لذلك، فعلي المدي القريب لا يبدو أن الإخوان سينجحوا في الوصول للسلطة. فالإخوان لم يقوموا بالمبادرة للثورة ضد النظام في مصر، هم أيضا تفاجؤا بها. والشعارات التي رددها المتظاهرون في التحرير لم يأتي بها "الموت لإسرائيل وأمريكا"، ولم يتم حرق الأعلام الإسرائيلية أو الأمريكية، وهو الأمر الذي أثار دهشة بين أوساط كتاب كثيرين، وظلت دوافع الثورة هي الرغبة في تحسين ظروف المعيشة ومحاربة الفساد ووضع قيم ديموقراطية. وهناك العديد من المعارضين للجماعات الإسلامية في مصر، والذين يتألفوا من العلمانيين والأقباط - الذين يشكلوا 11% من السكان - والجيش. والأخير ذ الجيش - يري المصلحة العليا في العلاقات مع الولايات المتحدة ، والسلام ذ كخيار إستراتيجي. فرجال الجيش يرون أن السلام هو الضمان الحقيقي للكيان الإقتصادي المصري، وبدونه ستنهار أعمدة الإقتصاد المصري: قناة السويس والسياحة والبترول والمساعدةة الأمريكية. وسيكون طبيعة النظام المصري الجديد، يبدو أنه في المدي القصير، سيكون أساس تركيزه علي المسائل الداخلية وليس إسرائيل، وهذا إستجابة لمطالب الثورة التي تطالب بتغييرات إقتصادية وإجتماعية. ويصعب التكهن علي المدي البعيد بتطورات الأمور، حتي إذا لم تكن هناك فرصة للإخوان المسلمين أن يسيطروا في مصر أو أن يفوزوا بالرئاسة، ففي العصر الجديد في مصر ستزيد قوتهم، وسيزيدوا من نفوذهم لممارسة سياسة الإنفتاح كما فعلت حكومة حماس في قطاع غزة. أمام كل هذا يجب علي إسرائيل أن تضع في حسبانها الإعتبارات والتوقعات الخطيرة والإستعداد لها، سواء علي المستوي العسكري أو السياسي، حتي تستطيع أن تضمن أمن دولتها. نقلا عن نيوز وان ترجمة - اسلام عبد الكريم

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل