نهار
الناس أصابها الارتياح من قرار الحكومة الجديدة برفع العقوبه وتغليظها علي أعمال البلطجه، وبصورة قد تصل الي الاعدام في حالة التسبب في الوفاه.. قرار حاسم وضروري بعد انتشار البلطجية، وتصدرهم عناوين الاخبار، وأحاديث الناس اليومية، وخروجهم من الشوارع الخلفيه الي الشوارع الامامية .بالطبع الفراغ الامني الذي حدث بسبب غياب الشرطة، وراء هذا التواجد المتزايد للخارجين علي القانون.. وبالطبع ايضا أن ثمة قوي وجهودا منظمة، يعنيها صناعة الفوضي وعدم الاستقرار، وأيضا أفشال الثورة، وهي تستخدم البلطجية كأدوات ترويع وإرهاب وإثارة الفوضي.. قالت لي إحدي الشابات المتظاهرات في ميدان التحرير، إن معظم البلطجية الذين خرجوا عليهم بالتحرير، يحركهم الحزب الوطني، قادمين من منطقة السيدة زينب وعابدين.. الفكرة أنهم بلطجية مأجوريون، مدفوعون لحسابات اخريين.والبلطجي شخص لامشاعر له ،يستمد قناعته من آلام الآخرين وخوفهم،ويحتاج لتعزيز ثقته بنفسه الي إخضاع كل من أمامه، وهو أكثر الناس كراهيه في المجتمع..بعض الدول تسمي البلطجي (المتسلبط) أو (المتنمر اجتماعيا ).. في الشام يسمونهم (الزعران) وفي المغرب (الشماكرية)او (الشماكرة) وفي انجلترا يطلقون عليهم اسم (بللي) .. أما البلطجي والمعروف في مصر، فهي مفردة تركية وتعني حامل البلطة.. وهو شخص يفرض إرهابه الشخصي علي الآخرين، يبتزهم ويفرض الاتاوات علي المتاجر والمقاهي والباعة الجائلين ويوقف السيارات والمارة للحصول علي أموالهم .. البلطجة بهذا المعني اتسعت وانتشرت بالتأكيد، صارت منهجا وسلوكا في الحياة العامة، في الشرطة، وفي الوظائف، وفي كل دوائر العمل مع الجماهير ... نموذج البلطجي لم يعد مجرد الشخص العاطل علي العمل في الشوارع، من الممكن أن تجد راكب مرسيدس يجوب الشوارع، ويشارك في مجالس الادارات، ولا يدفع الضرائب.. موقف عدائي صريح وتدهور أخلاقي بحاجة الي تأهيل وإعادة هيكلة..مايشغلنا هذه الايام، وما تزايد بالصورة المخيفة والمهددة لأمن وطمأنينة المواطنين هم البلطجية كأفراد والذين يستحقون بالفعل أقصي العقوبة والردع.
Comments