المحتوى الرئيسى

آخر عمود‮ ‬سيف الإعدام القذافي

02/23 00:54

تصورنا أن سيف الإسلام القذافي كان‮ ‬يناور عندما سمعناه‮ ‬يهدد باستخدام القوة العسكرية،‮ ‬قاصداً‮ ‬إخافة الجماهير وإنهاء التظاهرات الغاضبة التي بدأت متواضعة،‮ ‬ثم تضخّمت،‮ ‬وانتقلت من مدينة إلي أخري،‮ ‬ومن قبيلة إلي قبيلة تالية‮.. ‬لكن سرعان ما تبين أن‮ »‬سيف القذافي‮« ‬كان جاداً‮ ‬في تهديداته،‮ ‬وأن قواته المدرعة،‮ ‬والمشاة،‮ ‬والقاذفات،‮ ‬بدأت بالفعل عملياتها ضد المتظاهرين المدنيين،‮ ‬وهو ما لا‮ ‬يحدث إلاّ‮ ‬من الأنظمة المفرطة في ديكتاتوريتها،‮ ‬وغير الآدمية في قمع وتصفية شعوبها إذا تجرأ واحد منها وأبدي تذمراً،أو طالب بأبسط الحقوق التي حُرم منها‮!‬المطالبة بإسقاط النظام الحاكم الليبي تكراراً‮ ‬لما حدث في مصر وقبلها في تونس وبعدهما في اليمن والبحرين بدأ في طرابلس،‮ ‬يوم الثلاثاء الماضي‮. ‬ومن أول لحظة استخدم النظام العنف في قمع التظاهرات وإرهاب المتظاهرين،‮ ‬فسقط المئات قتلي،‮ ‬والآلاف جرحي‮. ‬ودافع الليبيون عن أنفسهم بسواعدهم و دمائهم والأسلحة القليلة في أيدي بعضهم في حرب حقيقية شنتها القوات المسلحة ضد المتظاهرين والمسالمين بوحشية أفزعت وأذهلت المجتمع الدولي الذي بادر بالتنديد بها والمطالبة بوقفها فوراً‮ ‬في حين واصل النظام انتقامه حتي آخر قذيفة،‮ ‬أو إبادة الشعب‮..‬أيهما أقرب‮!‬مصير العقيد معمر القذافي لم‮ ‬يتحدد بعد‮. ‬أنصاره والمرتزقة من حوله‮ ‬يؤكدون أن القوة الساحقة ستنهي هذه‮ »‬التجمعات‮« ‬خلال دقائق‮ ‬،أو ساعات قليلة‮. ‬وأصوات المتظاهرين تتوقع وتصرّ‮ ‬علي إسقاط رأس النظام إن لم‮ ‬يكن اليوم فغداً‮. ‬والعالم كله‮ ‬يؤيد الثورة الشعبية الحالية ويتابع ما جري ويجري في الجماهيرية العظمي أولاً‮ ‬بأول‮..‬كما سبق وتابع باهتمام وإعجاب شديدين انتفاضة الشعوب في تونس ومصر والجزائر والبحرين واليمن‮. ‬نتائج استفتاءات الرأي العام في معظم دول العالم تتوقع اسقاط النظام الليبي الذي سيمارس العنف ضد الجماهير حتي آخر لحظة‮.‬مع هذه التطورات،‮ ‬الدامية،‮ ‬المتلاحقة اهتم العديد من المحللين والمؤرخين والصحفيين‮  ‬بتذكيرالرأي العام في بلادهم بالسيرة الذاتية للقذافي الذي قفز إلي السلطة بإنقلاب عسكري عام‮ ‬1969 وألغي النظام الملكي وأقام نظاماً‮ ‬جمهورياً‮ ‬أصبح الأوحد،‮ ‬والأغرب،‮ ‬بالمقارنة بكل الجمهوريات الديمقراطية منها والديكتاتورية بلا استثناء‮. ‬ما فعله الرئيس الليبي خلال الأربعين عاماً‮ ‬الماضية من عجائب وغرائب ليست خافية علي الذين عاصروها‮. ‬فكلها اخفاقات محلية،‮ ‬ومؤامرات خارجية،‮ ‬و محاولات لا تتوقف لتأليب الشعوب علي حكامها الذين علي خلاف مع القذافي ويتندرون علي‮ ‬خطبه وشعاراته ووعوده التي لم‮ ‬يتحقق وعد واحد منها‮. ‬النتيجة المنطقية لهذا كله وغيره الكثير‮.. ‬كانت خراباً‮ ‬وتخلفاً‮ ‬وفساداً‮ ‬وإهداراً‮ ‬لثروة ليبيا البترولية،‮ ‬بالتوازي مع ممارسة القمع والتنكيل والتعذيب لكل من جرؤ أو‮ ‬يجرؤ من المواطنين علي رفع شكواه راجياً‮ ‬التفضل ببحثها ورفع معاناتها عنه‮! ‬كوارث،‮ ‬وحروب،‮ ‬ومغامرات،‮ ‬وحماقات،‮ ‬الأخ العقيد صدرت عنها عشرات الكتب،‮ ‬وآلاف المقالات،‮ ‬كما‮ ‬يرددها الليبيون الذين‮ ‬غادروا بلادهم هرباً‮ ‬من وحشية القمع البوليسي،‮ ‬وتجمعوا في الدول التي لجأوا إليها،‮ ‬وتفرغوا لهدفهم الأول وهو إنقاذ شعبهم من براثن نظام حكم القذافي‮. ‬أحد هؤلاء هو الكاتب الصحفي الليبي‮ »‬فوزي عبدالحميد‮« ‬الذي لجأ منذ سنوات إلي سويسرا هرباً‮ ‬من مطاردات من صدرت إليهم الأوامر بتصفيته جسدياً‮. ‬وأنشأ‮ »‬فوزي عبدالحميد‮« ‬موقعاً‮ ‬علي النت لبث مقالاته وأخباره التي‮ ‬يقبل عليها الآلاف من الزوار الليبيين المكممين داخل وطنهم‮.‬آخر ما كتب الصحفي الليبي كان رسالة مفتوحة وجهها إلي سيف الإسلام القذافي تعليقاً‮ ‬علي تهديداته بنشوب حرب أهلية طاحنة‮. ‬تقول الرسالة‮ :‬‮  [ ‬إلي سيف الإعدام القذافي:خطابك مجرد تهديد وكلام فارغ‮. ‬فلا أنت ولا أبوك لكما صفة حكم ليبيا والحديث للشعب الليبي‮. ‬فمن‮ ‬يكون أبوك؟ ومن أنت؟ الشعب الليبي قبل أن‮ ‬يسرق أبوك حقوقه في الفاسد من سبتمبر1969 كان‮ ‬يعيش حراً‮ ‬كريماً‮ ‬في عهد الملك‮. ‬أنت تهددنا بالآلاف الذين‮ ‬يساندون أباك،‮ ‬وتجهل أن الآلاف هم أبناء الشعب الليبي الذين خرجوا علي أبيك المجرم السارق الجلاد‮.. ‬لكنكم لا ترون ولا تدركون‮. ‬نحن شعب واحد ونحافظ علي حقوقنا قبل ظهور البترول،‮ ‬و والدك هو عدونا الوحيد وما عليك إلا ان‮  ‬تأخذه مع أخوتك وتذهبوا إلي الجحيم‮. ‬الإصلاح الوحيد أن لا نري وجهك ولا وجه أبيك‮. ‬فيكفي‮ ‬42عاماً‮ ‬من الهلاك علي أيديكم‮]. ‬وأنهي فوزي عبدالحميد رسالته المفتوحة قائلاً‮: [‬النصر للشعب الليبي الموحد والهزيمة والعار لك ولأبيك‮ ]. ‬

أهم أخبار مصر

Comments

عاجل