كنت قد بدأت سلسلة مقالات لقراءة أولية لوقائع ثورة الغضب. كنت أتوقع أن يظل العناد قائما والوضع ملتهبا لعدة أسابيع أخري، وربما حتي سبتمبر القادم حين تنتهي الولاية الرئاسية التي كانت قائمة. لكني فوجئت بهذا الانتصار السريع، نسبيا، للثورة، مثلما فوجئنا بهذا الاشتعال الكاسح لها. لذا كان لابد أن أقفز علي الوقائع لألحق بلحظات النصر. هناك أحداث تسمو علي كل الكلمات. هناك لغات أخري أقوي من لغة الكلمات. هناك مثلا لغة المشاعر والأحاسيس التي يصعب وصفها تماما بالكلمات. وهناك لغة الثورة التي تعلو علي كل اللغات. فكيف أعبر بالكلمات عن »البداية« المدوية لنجاح ثورة الغضب التي انطلقت من جموع الشعب المصري بقيادة شبابه في الخامس والعشرين من يناير الماضي؟ نعم هي بداية أول الطريق إلي التغيير، وما زال الطريق طويلا. <<