المحتوى الرئيسى

«اليوم الجديد» تفتح ملف المدن الجامعية في المحافظات

04/08 16:32

بعد التأكد من قبولهم بالإقامة فى المدينة الجامعية، عكفوا على تحضير كل ما يلزمهم فى رحلتهم التعليمية وبيئتهم الجديدة، فحرصوا على شراء أفضل الأدوات من ملابس ومفارش؛ كى يليق هذا بالمدينة التى تخيلوها قبل رؤيتها، فكان ذلك حلم لهم ولعائلتهم؛ نظرًا لما تحتويه المدينة من أمن، ولكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فتفاجأ الجميع بمدن جامعية غير التى حلموا بها، وخاصة من ناحية النظافة والمأكل ووجود بعضها فى أماكن شعبية، ولكن هناك من فضلها على غيرها من السكن الخارجى بسبب ارتفاع الأسعار.

لذا حرص «اليوم الجديد» على رصد حالات عدد من المدن الجامعية بالقاهرة الكبرى، وبعض الأقاليم؛ للوقوف على حالتها ومدى توافر الأمن والآمان بها، وسلامة الأغذية.

 غرف ضيقة وخدمات متواضعة لكن يميزها الأمن والانضباط بمدن جامعة القاهرة أماكن خاصة لإقامة المتفوقين

شكاوى ارتفاع الرسوم ورداءة الوجبات الغذائية هى الأبرز

أحد الطلاب: الأكل ما عهوش حاجة تبلّعه ولا حتى كيس كاتشب

مدن البنات الخروج والدخول بميعاد.. والطالبات الحوامل يخفين بطونهن خشية منعهن

طشت الغسيل أبرز ما يميز طلاب الصعيد والأقاليم البعيدة

أثارت قضية انتحار أحد طلاب كلية طب الأسنان جامعة عين شمس، عقب تركه رسالة مكتوبة على جدار كليته يشكو حالته النفسية، جدلا واسعا داخل الجامعات خاصة المدن الجامعية التى تتولى مسئولية تنمية ورعاية الطلاب وتضم أماكن إعاشتهم، خاصة مع تواتر الأنباء حول أن طبيعة المدن الجامعية السبب وراء تدهور الحالة النفسية للطالب وأنها هى التى دفعته للانتحار.

أجرت «اليوم الجديد» جولة داخل المدن الجامعية بجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان للوقوف على الأوضاع ووصف حالة الواقع الذى يعيشه الطلاب بداخلها.

بدا لنا منذ دخول المدن الثلاث لجامعات القاهرة وعين شمس وحلوان أن تصميمها الهندسى واحد، يتمثل فى طريق أسفلتى عريض تتواجد بنايات سكن الطلاب على يمينه ويساره لا يتجاوز ارتفاع أى بناية 7 أدوار، وتنقسم تلك البنايات إلى سكن خاص بالطلاب الحاصلين على تقدير امتياز والجيد جيدا، وسكن آخر للطلاب من باقى التقديرات.

جميع الحجرات الخاصة بالطلاب لا تختلف عن بعضها بالمدن الجامعية الثلاث باستثناء مبنى طلاب الامتياز والجيد جدا بجامعة القاهرة والذى يتميز باتساع حجرته لمساحة تقارب ضعف الغرف الأخرى لباقى الطلبة فضلا عن وجود بالكونة خاصة بكل غرفة بها منشر.

أما باقى الغرف فمساحتها لا تتخطى مترين عرض فى مترين ونصف أو ثلاثة طول، تحتوى على سريرين فوق بعضهما ومكتبين متلاصقين ودولابين، بالكاد يمكن للطالبين المقيمين بالغرفة أن يتحركا داخل تلك المساحة المكتظة بالأثاث.

بمجرد خروجك من الغرفة تجد نفسك فى طرقة عميقة تحتوى على الأقل من 40 إلى 60 غرفة، بينما يحتوى الطابق بأكمله من 150 غرفة إلى ما يقارب المئتين.

وتعد المدينة الجامعة بجامعة القاهرة هى الأفضل نظرا لاتساع مساحتها ومبانيها الجديدة، بالإضافة إلى الاهتمام بالمرافق وغيرها من المناطق الخضراء التى لا تتواجد بجامعتى عين شمس وحلوان.

وداخل جولتنا بالمدن الجامعية التقينا عددًا من الطلاب واستمعنا إلى مشاكلهم وما يطلبونه داخل سكنهم الجامعى.

ارتفاع المصروفات ومستوى الوجبات أبرز المشكلات

وكانت القضية الأبرز لديهم هى الارتفاع الملحوظ فى مصروفات المدن الجامعية، فى ضوء الزيادة التى حددها المجلس الأعلى للجامعات خلال إحدى جلساته مع بدء العام الدراسى الجديد والتى بلغت بحد أقصى 350 جنيه، تتباين من جامعة إلى أخرى، إضافة إلى فصل رسوم الإقامة عن رسوم التغذية وتخيير الطالب بين دفع رسوم للإقامة فقط كما فى جامعة القاهرة، حيث يسدد الطالب 150 جنيها فى حالة رغبته الإقامة، بينما يسدد بقية الطلاب الرسوم كاملة فى حالة رغبتهم الحصول على وجبتى التغذية وهما وجبة الغداء والعشاء.

واشتكى عدد من الطلاب من سوء الخدمات المقدمة فى مطاعم مدنهم الجامعية وخصوصًا الخبز المقدم، وحصة الأرغفة للطلاب حيث يحصل كل طالب على رغيف خبز واحد فى الغذاء واثنين فى العشاء من المفترض أن يدخر رغيفًا منهما لوجبة الإفطار.

كما اشتكى الطلاب من قلة مكونات وجبة العشاء التى من المفترض أن تكفيهم للإفطار أيضًا، وأشاروا إلى أن الوجبة كانت تتضمن قديما حوالى 6 أو 7 معلبات ما بين جبن مختلفة ومربى وعسل نحل وزبادى من إنتاج كليات الزراعة وأرز بلبن فضلًا عن عبوة حليب وبيض مسلوق، أما فى الوقت الحالى فأصبحت وجباتهم تقتصر على الفول الذى بات سيئ المذاق فى كثير من الأحيان بجانب طبق عدس فى ليلة واحدة فقط من الأسبوع، ومعلب غذائى واحد إما مربى أو قطعة جبنة نستو، مطالبين بزيادة معلبات وجبة العشاء وتوفير مقبلات وخضار طارج مع الغذاء.

وقال الطالب أسامة محمد، من كلية الألسن جامعة عين شمس، إن وجبة الغذاء جيدة إلى حد ما وتحتوى على بروتين، ولكنها لا تتغير نهائيًا وربع الدجاج أمر موحد مازحًا: يا إما صدر أو ورك.

وتابع الطالب: على هامش تناولنا الوجبة بمطعم المدينة هناك بعض الملاحظات الصغيرة نتمنى من القائمين على إدارة المدن تحقيقها وهى تتمثل فى المقبلات المصاحبة للطعام فهى غير موجودة بالمرة، وكذلك الخضار الطازج كالخيار أو الفلفل والخس غير متوافرة رغم أنها من المتطلبات الضرورية لجسد الإنسان ومهمة للهضم.

واستطرد: لم يقدم لنا مع الوجبة ملحا أو توابل أحيانًا لا نجد ملاعق ولا حتى باكو كاتشب نبلع به الأكل.

واقترح الطالب عمرو محمد، من كلية الإعلام جامعة القاهرة، أن يتم زيادة عدد المعلبات فى وجبة العشاء حتى يتمكن الطالب من توفير بعضها دون أن تفسد لوجبة الإفطار نظرًا لعدم وجود ثلاجات لحفظ الطعام غير المعلب أو فتح منفذ فى الأوقات الصباحية المبكرة بدءًا من السادسة صباحًا يتم من خلالها توزيع وجبات فطور سريعة معلبة.

فى مدن البنات.. الدخول والخروج بمعاد

لا تختلف كواليس وطرق الإعاشة بين مدن الأولاد الذكور والطالبات الإناث، إلا فى فروق طفيفة تتمثل فى أوقات الأمن حيث لا يسمح لأى طالبة أن تعود إلى المدينة عقب الساعة الثامنة مساءً ولا يسمح أيضًا بالخروج قبل السادسة والنصف صباحًا فى حين يسمح للأولاد الخروج والدخول حتى الثانية عشرة من منتصف الليل.

وتوضح إيمان ياسين، إحدى المشرفات بمدينة طالبات جامعة عين شمس الكائنة بمحطة مترو كلية الزراعة: لا يسمح للبنات بأخذ إجازة إلا بعد تقديم طلب موقع لمشرفة المبنى أو الدور موقع أدناه بتاريخ الإجازة وجهتها والعودة مرة أخرى بجانب ترك رقم لولى الأمر، وفى حالة المخالفة لثلاث مرات فى الفصل الدراسى الأول بالنسبة للتأخير اليومى أو المغادرة تحال الطالبة للتحقيق الداخلى فى المدينة الجامعية.

وأضافت، أن هناك قرارًا يمنع الطالبات المتزوجات من الالتحاق بالمدن الجامعية نظرًا لحمل بعضهن خشية المشاكل، موضحة أن تلك الفئة من الطالبات يكن دائما فى سنوات كليات الطب البشرى الأخيرة، وأنهن فى بعض الأحيان يخفين بطونهن حينما يصلن الشهور الأخيرة من الحمل خوفًا من الفصل من المدينة الجامعية.

طلاب: الشقق المفروشة أفضل ولكن الأهالى تفضل الأمن والانضباط بالمدينة الجامعية.

مشاكل السكن والإقامة بالمدن الجامعية دفعت الطلاب لتفضيل الشقق المفروشة عنها حيث أكد بعض طلاب المدن الجامعية على أفضلية السكن بالشقق المفروشة والتى انتشرت فى الفترة الأخيرة وخصوصًا شقق بين السريات، حيث يمكن للطالب أن يستأجر سريرا فى غرفة واحدة بـ500 جنيه فى الشهر و300 جنيه لسرير فى غرفة تتضمن سريرين و200 جنيه فى حجرة تتضمن ثلاث أسرة.

وأوضح الطلاب، أنه بالرغم من ذلك فإن الأهل يرجحون كفة المدينة الجامعية نظرًا للأمن والانضابط وجو الحياة الطلابية السائد داخلها، وخشية المشكلات التى قد يتعرض لها الطلبة بالشقق المفروشة والتى تنتهى أحيانًا باشتباكات أو داخل أقسام الشرطة نظرًا لتسكين أصحاب تلك الشقق وتأجير الأسرة لغير الطلاب ربما من الموظفين أو المغتربين لقضاء حاجة فى محيط القاهرة الكبرى.

مسابقات فى الخط وحفظ القران أبرز نشاطات المدن.. وحزب النور يسيطر بكتب «لماذا اللحية»؟

ومع بداية كل عام دراسى جديد تبدأ المدن الجامعية وضع أنشطة ثقافية للطلاب يأتى فى مقدمتها مسابقات الغرفة المثالية ومسابقة الخط العربى وحفظ القرآن الكريم بأحكام التلاوة بالإضافة إلى مسابقة الطالب المثالى.

أما مسجد المدينة الجامعية بالقاهرة فيعتبر قبلة الطلاب وملتقى نقاشهم الفكرى، بداخله رصدت «اليوم الجديد» عددًا من المطويات لأسرة طلاب حزب النور بالجامعة تتناول سيرة النبى صلى الله عليه وسلم وموضوعات أخرى منها رضا الله والموعظة الحسنة وعدم استخدام الألفاظ الخادشة للحياء أو اتهام الغير بالباطل أثناء الحديث.

كما رصدنا عددًا من الكتب عن «اللحية لماذا أيها الشباب»، ومفاهيم يجب أن تصحح والسيرة المحمدية وتفسير القرأن للطلاب الأجانب بلغات مختلفة أبرزها الصينية وموضوعات علمية دينية بجانب مجلات الأزهر وكتيبات وزارة الأوقاف ومجمع البحوث الإسلامية والتى تستهدف جميعها موضوعات تتعلق بعقيدة الإنسان المسلم.

«طشط الغسيل» يميز طلاب الصعيد والأقاليم البعيدة

ويبقى قضاء اليوم داخل المدينة الجامعية هو التحدى الأكبر للطالب المغترب وسط الوضع الذى وصفناه مسبقًا فى تقريرنا الصحفى، إلا أن عددا كبيرا من الطلاب يفضلون قضاء يومهم على الفضاء الإلكترونى بين الحدائق والاستراحات الخضراء أفضل من الاحتكاك ببعضهم البعض.

يقول الطالب أحمد كمال من مدينة جامعة حلوان، إنه يبدأ يومه بالاستيقاظ على محاضرته مباشرة وعقب انتهاء يومه يقضى بعض الوقت بمفرده أو مع زملائه أو ينتظر لساعات بكليته مع أصدقائه.

وأضاف الطالب لـ«اليوم الجديد» أنه من محافظة قريبة للجامعة فيسافر إلى أسرته أسبوعيًا بينما له زملاء اخرون من محافظات كالدقهلية يسافرون كل أسبوعين أو ثلاثة، أما طلاب محافظات الصعيد فلا يسافرون إلى أهاليهم إلا مع انقاضاء الفصل الدراسى الأول نظرًا لطول المسافة وارتفاع التكلفة.

وأوضح أن زملائه الأكثر استقرار فى المدينة يتكيفون معها ويمارسون مهام البيت من غسيل وتنظيف يوم الجمعة، مازحًا: «طلاب المحافظات البعيدة نعرفهم من طشت الغسيل بغرفهم لأنهم الأكثر استقرارًا بينما نحن القريبون من الجامعة نذهب ونعود بصورة أسرع».

عبدالفتاح سعود: لا نهمل الدعم النفسى للطلبة

وحول دور الجامعة فى تقديم الدعم النفسى والمعنوى لطلاب المدن الجامعية قال الدكتور عبدالفتاح سعود، نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، إن الجامعة أطلقت مشروع الدعم المعنوى والنفسى لطلاب المدن الجامعية، بجانب رفع كفاءة موظفى قسم الإرشاد النفسى والمشرفين والمشرفات بالمدن الجامعية طلبة وطالبات عبر برنامج مكثف يستمر على مدار يومين، ويستمر بصورة دورية على مدار العام الدراسى حتى لا نترك الطلاب وحدهم.

وأضاف لـ«اليوم الجديد»، أن مشروع الدعم النفسى والمعنوى لموظفى قسم الإرشاد والمشرفين والمشرفات بالمدن الجامعية طلبة وطالبات سيتم تنفيذها على مرحلتين الأولى بالمدن الجامعية ثم يتم تعميم المشروع ليشمل جميع طلاب وطالبات الجامعة، مؤكدًا أن الجامعة أخذت على عاتقها مسئولية توفير كافة أشكال الدعم النفسى والمعنوى لأبنائها الطلاب وبخاصة المقيمين فى المدن الجامعية، بهدف تقليل شعورهم بالاغتراب وتوفير الجو الأسرى والاستقرار النفسى، بما ينعكس على أدائهم الدراسى وحياتهم الجامعية ككل.

وأشار إلى أنه عقب إنتهاء البرنامج التدريبى للأخصائين والمشرفين بالمدن الجامعية سيتم متابعة أدائهم مع الطلاب من خلال نخبة من أعضاء هيئة التدريس المتخصصين فى مجال الطب النفسى، موضحًا أن الحالات التى يظهر احتياجها لمستويات أعلى من الدعم سيتم التعامل معها وفق ما تتطلبه من خلال كبار أساتذة الطب النفسى بكلية الطب بالجامعة بهدف توفير بيئة نفسية وصحية آمنة لهم.

أما فيما يخص ارتفاع المصروفات بالمدن التعليمية فأوضحت مصادر لنا أن بعض الجامعات بدأت فى تحمل تلك التكاليف عن عدد كبير من الطلاب، فتكفلت جامعة القاهرة، خلال العام الدراسى الحالى 2018 بسداد رسوم المدن الجامعية لنحو 5 آلاف طالب وطالبة، كما أنشأت مكتبا لرعاية الطلاب بالمدينة الجامعية بهدف مساعدة الطلاب الذين يستحقون الدعم، فى سرية تامة ثم سداد الرسوم الخاصة بهم بالمدن الجامعية، بالإضافة إلى ذلك أعفت الجامعة جميع الطلاب من مصاريف التغذية بالمدن الجامعية لمدة أسبوعين بداية الدراسة، كما وفرت أماكن سكنية بالمدن الجامعية لذوى الاحتياجات الخاصة وتقديم الرعاية اللازمة لهم.

4 آلاف مرتبة جديدة والوجبات بدون شكاوى بمدن الإسكندرية

6 آلاف طالب يستهلكون 2.5 طن لحوم و1500 دجاجة فى أسبوع

مدير المدن: تجهيز 125 غرفة جديدة بـ850 ألف جنيه

ما بين شكاوى من الوجبات الغذائية والأثاث وغرف النوم وأعمال الهدم والتطوير أثناء الدراسة، وحدوث أول حالة انتحار داخل إحدى الغرف، بدأت المدن الجامعية فى الإسكندرية، وعددهم 6 «بنين وبنات» أولى خطوات التأهيل والتطوير، حيث أصبح الوضع الحالى أفضل عما كانت عليه الأعوام السابقة وذلك وفقًا لشهادة الطلاب.

دورة للخط العربى، نشاط ثقافى وفنى، ملاعب جديدة لممارسة رياضية كرة القدم، ومراتب جديدة والانتهاء من أعمال التطوير وإدخال نظام تكنولوجى جديد يساعد الطلاب على الدراسة، هكذا كان الوضع فى الفصل الدراسى الثانى للمدن الجامعية فى الإسكندرية، فى محاولة لكسب ثقة الطلاب والقضاء على المشاكل التى تواجه المدن بشكل دائم.

تتوزع المدن الجامعية فى الإسكندرية على أربع مناطق وهم «الشاطبى، وسموحة، وسابا باشا، ومرغم»، وذلك وفقًا لأماكن الكليات، وتم تسكين 5645 طالبًا وطالبة خلال هذا الفصل، حيث جاء عدد الطالبات 3025 طالبة منهم 2210 قدامى و815 طالبة مستجدة، كما بلغ إجمالى عدد الطلاب البنين 2620 طالبًا، منهم 1800 قدامى و820 طالبًا مستجدًا، كما ثبتت زيادة الرسوم والتى بلغت 350 جنيهًا بواقع 150 جنيهًا إقامة و200 تغذية.

"الوضع الحالى أفضل، مراتب جديدة، الوجبات أحسن مستوى الخدمة فى تحسن ملحوظ عما كانت عليه المدن مسبقة»، هكذا قالت أميمة حسن، طالبة بالفرقة الرابعة بكلية الطب، قادمة من محافظة كفر الشيخ، مؤكدًا أن هناك دورات للرسم والفن والثقافة ومحاولة ممارسة الهوايات داخل المدينة الجامعية للترفيه على الطلاب.

وأضاف محمد حسن، طالب بكلية التجارة، «الملاعب رائعة ودورى كرة القدم والخط العربى جمعت الطلاب معًا للتنزه والترفيه، والبعد عن الضغط الدراسى»، مؤكدًا أن المدن الجامعية لأول مرة تضع الطالب نصب أعينها وتفكر فى كيفية كسب ثقته مرة أخرى والاهتمام بالوجبة الغذائية المقدمة له.

وأكد سمير الإباصيرى، مدير عام المدن الجامعية، أن أعمال التطوير شملت دورات المياه بمبنى المدن الجامعية بالشاطبى، وسموحة، بالإضافة إلى شراء 4 آلاف مرتبة جديدة لغرف نوم الطلاب، وتجهيز 125 غرفة بطاقة استيعابية 2500 طالب، بلغت تكلفتها 850 ألف جنيه، وتغيير نظام الإضاءة بالكامل فى عدد من المبانى الجامعية إلى الإضاءة الموفرة.

وأوضح «الإباصيرى»، لـ«اليوم الجديد» أنه تم إدخال النظام التكنولوجى المتمثل فى الكروت الممغنطة، حيث يحتوى كل كارت على كل بيانات الطالب ويتحكم فى إقامته بالكامل من خلال استلام الوجبات الغذائية وكافة التعاملات أثناء فترة الإقامة داخل المدن الجامعية.

ولفت إلى أن المدن أنهت أزمة الوجبات الغذائية التى يشتكى منها الطلاب، حيث تم التعاقد مع 9 موردين للتغذية من خلال تخصيص مورد لكل صنف من الأغذية اللحوم والدواجن والدجاج المخلى والبقوليات والألبان والجبن والخضار والفواكه، بالإضافة إلى الخبز، مؤكدًا أنه حتى الآن لم تتلق المدينة أى شكاوى متعلقة بالوجبات الغذائية منذ بدء الدراسة، مشيرًا إلى أن الطلاب يستهلكون فى الأسبوع ما يقرب من 2.5 طن لحوم، 1500 دجاجة، ونص طن دجاج بانية.

المدن الجامعية تعانى إهمال المرافق وسوء الخدمات

انتشار الكلاب الضالة.. وأمن المدن: بتساعدنا فى الحماية

زجاج الحمامات مكسور.. والطالبات: اللى فى الشارع بيشوفنا

الخوف يطارد «صابرين» الطالبة بالفرقة الأولى بكلية الحقوق، أثناء تنقلها من مبنى لآخر بسبب الكلاب الضالة المنتشرة بالمدن الجامعية فى محافظة أسيوط، خاصة فى وقت باكر من الليل من بعد المغرب وحتى العاشرة مساءً موعد إغلاق المبانى، وعلى الرغم من كثرة الشكوى لإدارة المدن الجامعية ومجلس الجامعة فإن ساكنًا لا يتحرك للقضاء على المشكلة، بينما يرد الأمن: «الكلاب تساعدنا فى حراسة المدينة».

لم يتوقف الأمر عند الكلاب الضالة، بل يتطور الأمر إلى العديد من المشكلات التى تأتى فى مقدمتها مشكلة الأغذية التى تقدمها المدينة مقابل اشتراكات شهرية للطلبة والطالبات، من حيث سوء الأصناف وعدم الطهى بشكل جيد، حسب ما ذكرته الطالبة رضوى حسين لمحرر «اليوم الجديد».

وأشارت الطالبة إلى أنهن يحصلن على وجبة الإفطار لكل يومين معًا والتى تشمل «بيض نيئ وفول مسوس ورغيفى خبز أسود»، مضيفة «دائمًا يكون الطعام غير مكتمل النضوج على النار خاصة اللحوم والفراخ، والتى نضطر إلى إعادة تحضيرها مرة أخرى عبر المطبخ الخاص بكل طابق والذى يوجد به بوتاجاز واحد يستخدمه ما يزيد على 300 طالبة، بينما يزداد الأمر سوءًا فى وجبة العدس والفول التى بالكاد تستطيع أن تفرقهما عن بعضهما بسبب سوء الطهى وجودة المنتج».

أما عن السرقة فحدث ولا حرج حسب رواية الطالبة زينب جمال، الطالبة بكلية العلوم الطبية، والتى يرجع سببها إلى انتشار الباعة المتجولين وسائقى التاكسى والسيرفيس أمام أبواب المدن الجامعية، والتى تعيق خروجنا ودخولنا من وإلى المدينة إلى جانب المعاكسات والتحرشات اللفظية التى نتعرض لها بصورة شبه يومية.

وتابعت «منذ أسبوعين سُرقت محفظتى من أمام المدينة بعدما أخرجت منها أجرة التاكسى الذى كنت استقله، والتى خطفتها سيدة كانت بتبيع قدام المدينة، وللأسف لأنها كانت منتقبة لم أتمكن من معرفتها، وكانت بالمحفظة كافة أموالى وأغراضى الشخصية، اشتكيت إلى أمن المدينة لكنه لم يتحرك وقالوا لى اعملى محضر فى قسم الشرطة».

وقالت الطالبة شيماء حسن، إن المدينة تحتاج إلى صيانة دورات المياه التى لا تصلح للاستخدام الآدمى وبعضها زجاجه مكسورًا مما يجعل كل من يمر فى الشارع يرانا عاريات، مضيفة «تقدمنا بشكاوى كثيرة إلى مدير المدن الجامعية لكن لا شىء  تغير حتى الآن، إضافة إلى عدم السماح بتوصيل مقابس كهرباء لشحن هواتفنا وعدم الموافقة على تركيب مراوح فى الصيف، وسوء جودة الأسّرة والمراتب والملايات التى « تُغسل كل سنة مرة»، على حد قولها.

وأضافت أن هناك الكثير من المشكلات الأخرى التى مازالت تؤرق الطالبات، منها فرض غرامات على الطالبات اللاتى تتخلف عن استلام وجباتهن، وتصاريح المغادرة، والتى يجب أن يتم الإشارة إليها قبل موعد بالسفر بـ3 أيام، ولا تُقبل الطوارئ، بالإضافة إلى عدم وجود سيارة إسعاف قريبة أو طبيبة داخل المدينة لإسعاف أى طالبة تتعرض لوعكة صحية مفاجأة، ووجود موظفين رجال داخل مدن البنات وسوء معاملة مشرفات المبانى، مطالبة الدكتور طارق الجمال رئيس جامعة أسيوط ونائبة الدكتور شحاته غريب شلقامى بسرعة حل مشكلات المدن الجامعية وبخاصة مدينة الطالبات الجديدة والقديمة.

رغم انتشار البعوض.. الطلاب يفضلون المدينة على السكن الخارجى

توسعت جامعة جنوب الوادى فى إنشاء المدن الجامعية منذ استقلالها عن جامعة أسيوط فى ا3 يناير 1995، وأصبحت تضم ثلاث محافظات، قنا والأقصر والبحر الأحمر، ويقع الحرم الرئيسى فى مدينة قنا التى تقع على بعد 600 كيلومتر جنوب القاهرة، والتى استقبلت 50827 طالبًا فى العام الدراسى 2018 .

وتواصل «اليوم الجديد» مع عدد من الطلبة فى المدن الجامعية بقنا؛ للتعرف على أهم المشكلات التى تواجه الطلاب والطالبات .

 وتوكد هبة طالبة بالفرقة الثالثة بكلية العلوم أن أهم ما يواجه الطالبات هو الحصول على تصاريح الخروج من المدينة الجامعية، والذى وصفته بـ«المزلة» بسبب الوقت الطويل الذى يستغرقه الطالب فى الحصول على التصريح بسبب الازدحام.

وطالب حسن عبد الخالق طالب، المدينة الجامعية بالتخلص من الحشرات والبعوض التى يعانى منها الطلاب، كما طالب بوجود ثلاجات تمكن المقيمين بالمدينة الجامعية من حفظ المأكولات التى يجلبوها من خارج المدينة.

ويشير عبد الناصر زيدان طالب بالفرقة الرابعة كلية الحقوق إلى أن المدينة الجامعية تتطور سنويًا، مشيرًا إلى حال المدينة أفضل من تكلفة أسعار الشقق الخارجية، حيث يصل سعر السرير الواحد إلى1600 فى التيرم الواحد داخل حجرة تضم 3 أو 4 أفراد.

وكانت الرقابة الإدارية قد شنت حملة العام الماضى، على المدن الجامعية فى قنا، ورصدت بعض السلبيات منها ضعف مستوى النظافة ووجود عجز فى العمال والطباخين والمشرفين وعدم التسجيل فى دفاتر الحضور والانصراف.

حاصلة على شهادة الأيزو.. 40 طالبًا من ذوى الإعاقة يسكنون فى رحابها

دورات لغات مجانية.. أبرز الأنشطة

إقامة مجانية لـ40 طالبًا من ذوى الإعاقة

تعد المدن الجامعية بالفيوم، الأولى فى الشرق الأوسط التى مُنحِت من قبل إدارة الجودة بشركة Russian Regist Middle East شهادة الأيزو 9001، حيث نجحت إدارة المدينة فى توفير عدد من كاميرات المراقبة على الأبواب الرئيسية كنوع من التأمين لحماية الطلاب والطالبات المغتربين.

وتضم المدينة 40 طالبًا وطالبة من ذوى الإعاقة بدون مقابل مادى، والتى تم استثناؤهم من كافة شروط المدينة الجامعية.

ويقول سمير السيد طالب بجامعة الفيوم، إن مصاريف المدينة 250 جنيهًا، مؤكدًا أن هذا المبلغ يشمل 3 وجبات يوميًا بالإضافة إلى الإقامة، وفى حالة رفض استلام الطلاب للوجبات يتم تخفيض المبلغ إلى200 جنيه.

وأوضح أن المدينة تضم بعض الأنشطة الخاصة بالطلاب، منها حفلات الاستقبال للطلاب الجدد من كل عام، ودورات لغات مجانًا ومعارض ملابس بأسعار رمزية؛ لرفع الأعباء على الطلاب.

من جانبها، قالت فايزة حجى مدير عام المدن الجامعية بالفيوم، إن الجامعة تضم مدينتين، أحدهما للطلاب وأخرى للطالبات المغتربات، مؤكدة أن المدينة بها أجهزة كمبيوتر حديثة لخدمة الطلاب، وقاعات للندوات التى تتم داخل المدينة.

وأشارت إلى أن عدد الطلاب 3500 منقسمين إلى 1500 ذكور، و2000 إناث، موضحة أن المدينتين منفصلتين تمامًا، ولكن هناك تعاون وتنسيق بين إدارة المدينتين والجامعة.

وبشأن ما يتعلق بالوجبات المقدمة للطلاب، أوضحت «حجى» أن هناك طبيبًا بيطريًا مهمته استلام اللحوم والطيور، وأيضا طبيب تغذية مسؤول عن استلام الجبن واللبن والبيض ومنتجات البقالة.

الطلاب يعانون من ارتفاع المصروفات

8 أسرّة بالغرفة بالوحدة.. أبرز المشكلات

لون المياه يشبه «البيبسى».. والجامعة: «شائعات»

بلكونات الشباب تطل على البنات والمعاكسات «عينى عينك»

تضم جامعة طنطا بمحافظة الغربية خمس مدن جامعية، ثلاث منها للبنات، وهى سيجر وسبرباى بنات وشارع البحر، وللذكور سبرباى بنين، والحكمة للبنبن، وهناك ما هو تحت الترميم.

وتعد المدينة الجامعية بسبرباى من أكبر المدن التى تضم طلبة وطالبات، حيث يقيم بها حوالى 2800 طالب وملحق بها مبنى للطالبات يضم 850 طالبة.

يقول محمد أحمد موظف بالمدينة الجامعية بسبرباى، إن أكثر المشكلات تتواجد بمطبخ المدينة، مضيفًا: «إن كافة الطباخين لا يحملون مؤهلات ولا شهادات وليسوا متخصصين، بل هم عمال تم تعينهم لذلك الغرض، وبالتالى فإنهم لا يستطيعون تقديم خدمة طعام متميزة ويوميًا تحدث مشادات بين العمال والطلبة بسبب سوء حالة الطعام».

كما عبرت «دعاء جعفر» إحدى الطالبات بمدينة سبرباى، عن مدى استيائها من الحالة السكنية داخل المدينة الجامعية وارتفاع المصروفات حيث تصل المصروفات الشهرية إلى 300 جنيه، مقابل ذلك الحالة متردية داخل المدينة من طعام وسكن، مشيرة إلى أن الغرفة الواحدة يصل عدد الأسّرة بها إلى 7 و8 أسّرة، بالإضافة إلى انقطاع الكهرباء كثيرًا أثناء الليل.

وأوضحت سارة محمود، طالبة بكلية الطب أن ما اضطرها للسكن داخل المدن الجامعية هو تأخر مواعيد المحاضرات وبعد المسافات، معربة عن غضبها الشديد من سوء الخدمة والنظافة، مضيفة «لون المياه يُشبه البيبسى، وتضطر لشراء مياه معدنية يوميًا»، إضافة إلى أن «بلكونات» مدينة الشباب تطل على المدينة الخاصة بالطالبات مما يجعلهم عرضة للمعاكسات والتحرش اللفظى.

وأشار عمر سمير طالب، إلى أنه مع بداية الفصل الدراسى فوجئ طلاب المدينة الجامعية بقرار إخلاء المبنى والانتقال إلى مبنى بمنطقة سيجرى، وجاء هذا القرار، وفقًا لقرار لترميم مبنى المدينة الجامعية.

وأضاف أن هذا القرار أدى إلى تكدس الغرف؛ مما أغضب الكثيرين، فهناك 18 طالبًا مكفوفًا بكلية الآداب، يُمثل لهم هذا القرار كارثة تتمثل فى أن المذاكرة لدى بعضهم تعتمد على المواد الصوتية المُسجلة، وبالتالى كل منهم يحتاج لغرفة منفصلة، حيث أنه أصبح عدد الطلاب بالغرفة 5.

وفى مدينة سيجر يصل أعداد الطالبات المقيمات إلى 975، وتعد أبرز مشاكلها أنها تقع فى منطقة شعبية وبها ضجيج كبير مما يعطل الطالبات عن المذاكرة.

واشتكت حنان عبد القادر طالبة بكلية التربية، من أن الطعام الذى يقدم لهم فى المدينة الجامعية غير صحى وسيئ للغاية.

من جانبه، قال الدكتور الرفاعى مبارك، نائب رئيس جامعة طنطا لشئون التعليم والطلاب، إن هناك بعض الشائعات التى تنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي؛ مما يتسبب فى خوف الطلبة، مشيرًا إلى أن أغلبها عار من الصحة.

وشدد «مبارك» على أن هناك دوريات وزيارات مفاجئة باستمرار داخل المدن الجامعية؛ للاطمئنان على سلامة الطلبة والمواد الغذائية واللحوم والتأكد من مدى صلاحيتها.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل