المحتوى الرئيسى

الغورية.. سوق القماش «أبو بلاش»

08/13 20:24

من النسخة الورقية لجريدة اليوم الجديد 

الأسعار فى متناول الجميع.. ونسبة الإقبال على الأقمشة ارتفعت بعد غلاء الأسعار

شوارع ضيقة لا يتعدى عرضها بضع أمتار، ترتص بالمحلات على الجانبين، تكتظ بالزبائن، بمجرد أن تطأ قدماك أروقة الشارع ينادى عليك أصحاب المحلات بابتسامة وعزم «تعالى خدى فكرة يا آنسة»، يتحدثون بفخر عن جدادهم وأبائهم الذين أسسوا ذلك الشارع، يمتزج فخرهم باعتزاز كونهم «صعايدة»، «إحنا من دلشوط – أسيوط .. إحنا هنا كلنا قرايب.. أجدادنا أنشأوا السوق من 80 عاما».

حديث يتحاكى به كل أصحاب المحال التجارية بالمنطقة، ولكن الحقيقة أن الغورية أنشئت فى عصر المماليك على يد السلطان قانصوه الغورى آخر سلاطينهم، فى الفترة من 1250- 1517، واشتهر فى ذلك الوقت بخياطة الملابس السلطانية، وكان يسمى بسوق «الشرابشيين».

وعلى مر كل تلك السنوات أصبحت الغورية مقصدا لجميع الزبائن، من القاهرة أو الأقاليم، حيث تجد كل ما تريده وكل ما يخطر ببالك.

وكان لـ«اليوم الجديد» جولة داخل سوق الغورية بحى الأزهر، للتعرف على أسعار القماش وأنواعها.

مصطفى عبد السلام، بائع بالغورية، يبلغ من العمر 35 عامًا، يبدأ حديثه بالفخر «أنا صعيدى والمهنة دى وارثاها أبًا عن جد، أجدادنا هما اللى أسسوا شارع الغورية وشارع الأزهر، كانوا بيسرحوا بـ(بوهج) زمان ومع التعب المستمر قررالأجداد شراء محلات وبذلك تكون شارع الغورية، المقصد الأول لشراء الأقمشة فى مصر سواء جملة أو قطاعى.

تتعدد أنواع الأقمشة التى يعمل بها مصطفى وذلك تلبية لأذواق الزبائن، فيعمل فى «الفيسكوز المشجر، الفيسكوز السادة، البابل، سوفت سادة، ليجن» وأنواع كثير أخرى، وتبدأ الأسعار من 35 جنيهًا إلى 80 جنيهًا.

يضيف مصطفى فى حديثه لـ«اليوم الجديد» أن شارع الغورية الواجهة الأولى للزبون وذلك لرخص الأسعار، مقارنة بأسعار الوكالة وشارع الأزهر.

فى شارع ضيق لا يتعدى عرضه أمتار قليلة، تصطف المحلات بجانب بعضها البعض، تتنوع الأقمشة بداخل كل محل، فيختص كل منها بنوع معين، فمنها السوارية ومنها أقمشة مخصصة للعبايات النسائية، ومنها الأقمشة المصرية، ومنها الرجالى، ومنها أقمشة مخصصة للتنجيد والستائر.

أقمشة نادرة.. وأسعار رخيصة وإقبال ضعيف

يبلغ سعر الكريب 35 جنيهًا، أى سعر التوب 1800 جنيه، ويبلغ سعر السوفت 45 جنيها وسعر التوب يصل لـ2000 جنيه، و سعر البابل 36 جنيهًا للمتر الواحد وسعر التوب الواحد 1600 جنيه، وسعر الفيسكوز 30 جنيه، وسعر التوب الواحد يصل لـ1500 جنيه.

تبدأ أسعار السوارية من 45 جنيهًا لـ1000 جنيه، على حسب نوعها وخامتها فمنها مصرى ومستورد وهندى وصينى.

فالجوبير يصل سعره لـ 350 جنيهًا وأكثر للمتر، والجوبير البوردير بـ150 جنيها، كما هناك بعض الأقمشة النادرة التى لا تجدها سوى فى حى الغورية، وأسعارها بالنسبة لقيمتها رخيصة ولكن أكد معظم التجار أن الإقبال ضعيف جدا بعد تعويم الجنيه.

الجمارك والحرائق والشوارع الضيقة أبرز مشاكل بائعى الغورية

من أكثر المعوقات التى تقابل بائعى الغورية، هى الجمارك، فيقول عنتر لـ«اليوم الجديد» إن البضاعة تركن بداخل الجمارك ما يزيد على الأربعة أشهر وكل ذلك عبء على البائع وأيضا الزبون، حيث يدفع التاجر ثمن وجودها فى الجمارك ما يقرب من 5000 دولار وبذلك يضطر إلى رفع السعر على الزبون، وأيضا عدم إمكانية استلامها لمدة 4 أشهر، تجعلها لا تكون فى الموسم المناسب لها فمثلا من الممكن استلام البضاعة الشتوية فى فصل الصيف، وركنها للموسم القادم يجعلها غير ملائمة للزبون لأنها بذلك لا تصبح «موضة».

وأيضا الحرائق التى زادت بشكل كبير فى الفترة الأخيرة من المشاكل التى تؤرق بائعى الغورية، فيقول أحمد سامى، صاحب محل أقمشة، إن معظم التجار لا يستطيعون إخراج الأقمشة أثناء الحرائق بسبب ضيق الشارع فعرضه لا يتجاوز أمتار، وبالتالى يخسر التجار بضائعهم ومن الممكن أرواحهم أثناء إنقاذ تلك البضائع.

فمثلا منذ عام شب حريق فى السوق، أتلف بضاعة ما يقرب كم 30 محلا، وأدى إلى إصابة الكثير من الأرواح أثناء إنقاذهم بضائعهم.

وأيضا مشكلة تعويم الجنيه أدت إلى زيادة الأسعار بنسبة تزيد على الـ200%، وبائعون آخرون قالوا إنها زادت بنسبة 300%، وكل ذلك يأتى على الزبون فى النهاية.

يقول سامى أحمد، بائع بالغورية، إن الأقمشة المصرية تمتاز بالجودة والفخامة ولكنها فى نفس الوقت غالية جدا بسبب غلاء القطن المصرى، المعروف فى الأسواق العالمية وله زبائنه.

ولكن معظم التجار يلجأون للمستورد بسبب رخص سعره وأيضا بسبب معاملة المصانع المصرية، فيقول سامى «لو المصنع لقى نوع بيتباع وحلو تانى مرة بيغلى السعر على التاجر بفرق كبير جدا عن المرة الأولى، وممكن كمان يقللوا الخامة ويجعلوها أردأ».

أما الأقمشة المستوردة فهى مطلوبة بشكل كبير بسبب تنوعها وكثرة أشكالها أما الأقمشة المصرى ثابتة ولا تتناسب مع أذواق الزبائن لذلك يفضل التاجر الأقمشة المستوردة بها بسبب ثبوت الأسعار، فبالتالى يستطيع إثبات نفسه فى السوق بأسعار مناسبة، ويتمكن من البيع، فيستورد معظم تجار الغورية من الصين والهند وأماكن أخرى.

هل يعود المصريون لـ«التفصيل» بدلا من الملابس الجاهزة؟

بعد الارتفاع الجنونى للأسعار أصبح شارع الغورية الملاذ الأرخص لكل محبى الملابس، فالتفصيل أصبح محل توفير لكثير من الناس، فلو زاد سعره فلن يصل لأسعار الملابس الجاهزة الجنونية.

فتقول أميرة أحمد، زبونة، إن معظم البنات حاليا تتجه للتفصيل لأنه أرخص بكثير من الملابس الجاهزة.

أهم أخبار متابعات

Comments

عاجل