المحتوى الرئيسى

تعرف على القصة الكاملة لأطفال الكهف في تايلاند وكيفية إنقاذهم | رصيف خمسة

07/09 21:01

مر أسبوعين كاملين وزادوا يومين على القصة الإنسانية الأشهر في عقدنا الحالي، 16 يوم من الألم هي فترة بطولة أثبتها 12 لاعب بفريق كرة قدم ناشئين تايلاندي تتراوح أعماره بين 12و15 عام ومعهم مدربهم البالغ من العمر 25، والذين باتوا معروفين دوليًا باسم أطفال الكهف، رحلة شاقة مازالت مستمر أثبت فيها الأطفال ومدربهم قدرات كبيرة على التحمل والثبات للبقاء على قيد الحياة بالقليل من فتات الطعام والماء محتجزين على عمق 800 متر داخل كهف غمر شبه كليًا بالماء.

بداية القصة.. مغامرة تحولت لكابوس

بدأت قصة الأطفال الأثنى عشر في يوم 23 يونيه 2018 حيث قرر الفريق مع مدربهم القيام برحلة استكشافية إلى أحد كهوف المنطفة الشمالية في تايلاند والذي يسمى “Tham Luang” إلا أن الظروف المناخية كانت تخبئ لهم ما ليس في الحسبان،  ترك الأطفال درجاتهم وأحذيتهم خارج الكهف استعدادًا لمغامرتهم وبدأو عملية الزحف والتسلق لداخله، إلا أنهم بعد أن قطعوا مسافة كبيرة داخل الكهف تقدر بثلاثة كيلو متر، هطلت الأمطار بشدة وحاصرتهم داخله وحالت دون خروجهم، وهي ليست أمطار عادية لكنها أمطار موسمية شديدة للغاية كادت أن تغرق الكهف بأكمله والذي يصل طوله ل10 كيلو متر، إلا أن المدرب نجح بالوصول بالأطفال لآعلى نقطة داخل الكهف حتى لا تغمرهم المياه ويبقي على حياتهم.

تأخر الأطفال فدخل الرعب لقلوب ذويهم وأبلغت السلطات التايلاندية والتي بدأت من جانبها عملية بحث مكثفة توصلت في نهايتها إلى تواجد الأطفال داخل الكهف بعد أن عثروا على دراجاتهم وأحذيتهم التى تركوها فى مدخل الكهف، إلا أن الأمر لم ينتهي عند تلك النقطة فقد كان الكهف منمر عن أخره بالمياة لذا وجدت السلطات صعوبة بالغة في الدخول للتأكد من تواجد الأطفال بالداخل، فأستعانوا بالقوات البحرية التايلاندية التى بدأت فى البحث داخل الكهف عن المفقودين ولكنهم لم يجدوهم.

انتشرت قصة الأطفال عالميًا وبدأت العديد من الدول تعرض مساعداتها على تايلاند للمشاركة في إنقاذ أولئك الأطفال، وكان من أبرز الدول التي تبرعت بغواصيها وإمكانياتها   (ميانمار والصين وأستراليا والولايات المتحدة وبريطانيا).

الوصول لمكان الأطفال والتأكد أنهم أحياء

وبعد مرور ما يزيد عن أسبوع نجح اثنين من الغواصين البريطانيين  فى مساء اليوم التاسع (2 يوليو 2018) وعلى بعد 4 كيلو متر تقريبًا من مدخل الكهف في العثور  على المفقودين فى أحد المناطق المرتفعة نسبيًا عن الماء داخل الكهف أحياء ولكن فى حالة إعياء وضعف شديدين بسبب الطعام والظروف المحيطة بهم، ولحسن الحظ أن أحد الأطفال كان يستطيع تحدث الإنجليزية مما ساعد الغواصين على التواصل معهم وطمئنتهم وأخبروهم أنهم سيجلبون لهم المساعدة.

أول لقاء بين الأطفال وأوائل منقذيهم

جسدت لحظة وصول الغواصين ومقابلتهم بالأطفال كإعادة الحياة من جديد داخل جسد أولئك الصغار، فأخيرًا عثر عليهم أحدًا أخيرًا يمكنهم تناول الطعام من جديد فكانت أولى كلامتهم باحثة عن طعام وأنهم لم يتناولوا الطعام منذ وقت طويل، متسائلين هل سنخرج اليوم، إلا أن ذلك السؤال كان الأصعب على الغواصين البريطانيين فكان الطريق المؤدي إلى الأطفال منغمر بالمياه وضيق للغاية على أن يمر من خلاله غواص وطفل وأسطوانة أكسجين، إلا أنهم طمئنوا الأولاد و أخبروهم أنهم الأوائل فقط وسيأتي خلفهم الكثير لإنقاذهم مع الطعام والشراب الذي يحتاجونه.

عقبات عديدة تحول دون إنقاذ الأطفال

عثر على الأطفال تحديدًا على بعد 4 كيلو متر من مدخل الكهف بعمق تقريبي يصل لكيلو متر من سطح الكهف المفتقد لأي مصدر إضاءة يرشد المنقذين او يؤنس وحشة الأطفال، أما الطريق المؤدي لإنقاذ الأطفال فهو أكثر تعقيدًا فهو مكون من منحدرات ومناطق شديدة الضيق لا يمكن المرور بها سوى زحفًا.

وأعلنت السلطات أن الغواص المحترف يأخذ فترة ما بين 5 أو 6 ساعات للوصول للأطفال ومثلهم للعودة من جديد أي ما يقارب من 10 ل12 ساعة وسط مياه الأمطار المختلطة بالطين والطمي في إضاءة منعدمة، و الاحتياج لكميات كبيرة من الأكسجين وقد توفى الفعل أحد الغواصين الذي كانوا يوصلوا المساعدات للأطفال أثناء عودته لنفاذ الأكسجين منه، فالأطفال لا يجيدون السباحة وكذلك محاطين كميات محدودة للغاية من الأكسجين.

خطة الانقاذ المؤقتة للأطفال وهم بالداخل

اعتمدت السلطات خطة مؤقتة لإنقاذ الأطفال والإبقاء على حياتهم وهم بالداخل وذلك من خلال توفير المساعدة الطبية للأطفال حيث توجه طبيب وممرضة تابعين للقوات البحرية الأمريكية إلى الأطفال وقاموا بفحصهم وتقديم اللازم لهم طبيًا، وجميعهم الآن بحالة مستقرة باستثناء المدرب وطفلين فى حالة من الإرهاق الشديد فحسب ما ذكر الأطفال أن المدرب لم يتناول طعام وقدمه لهم واختار البقاء على مياة الأمطار المتسربة للكهف..

تم مد الأطفال بالطعام والمياه النقية والتى تكفيهم حتى مدة 4 أشهر ، توفير  المتخصصين لتعليم الأطفال مبادئ السباحة والغطس، توفر ممرضة مع الأطفال و4 جنود محترفين بشكل دائم لتقديم المساعدة لهم.

يتم سحب المياه بشكل مستمر من داخل الكهف فحتى يوم الجمعة (6 يوليو) تم سحب 128 مليون لتر من المياه بمعدل 1.5 سم فى الساعة أي حوالي 40% فقط من المياه الموجودة داخل الكهف ومع استمرار الأمطار وتوقع بدأ الرياح الموسمية فإن إحتمالية زيادة المياه مرة أخرى، مما أدى إلى تدمير المناطق الزراعية حول الكهف، لكن الأمطار مستمرة ولم يغضب أصحاب المزارع المجاورة للكهف وأبدو سعادتهم بمشاركتهم ولو بجزء بسيط لخروج الأطفال.

وفي ظل قلة الأكسجين في الكهف أمرت السلطات التايلاندية بتوفير أنابيب أكسجين إضافية وتوربيدات مع خراطيم أكسجين لتجنب وقوع حادثة أخرى للغواصين أو الأطفال..

تسعى العديد من الشركات  للحفر من سطح الكهف رأسياً فى محاولة لفتح ممر يتم سحب الأطفال منه وتم حتى الآن حفر حوالى 100 ممر إلا أن 18 ممر منهم فقط يعتبروا ممرات واعدة وأقصى نقطة حفر وصلوا لها بعمق 400 متر في حين أن الأطفال على عمق 1000 متر تقريبًا)

بالحسابات الرقمية وجدوا أن محاولة رفع المياه وسحبها خارج الكهف تستغرق قرابة شهرين على الاقل وهي مدة طويلة ليعيش فيها الأطفال داخل الكهف المظلم مع نسبة الأكسجين المحدودة.

أما الحل الثاني فكان اخراجهم بواسطة غواصين  ولكن وجدوا أن المسافة طويلة للغاية وتستغرق قرابة 12 ساعة ومسافة تصل  لحوالى 7 كيلو إلى جانب أن الممرات المتاحة ضيقة جدا فلا تسمح بمرور الاطفال مع الغواصين مع أنابيب الاكسجين.

الحل الثالث   تعليم الاطفال السباحة والغوص بمفردهم ووجدوا أن ذلك يستغرق قرابة أربعة أشهر لكنه أكثر الحلول أمان على حياة الأطفال، وبالفعل تم توفير طعام وشراب ومياة تكفي لتلك الفترة، و بدأ تدريبهم بالفعل على الغوص والسباحة واستمرت السلطات في الوقت نفسه بسحب المياه من الكهف.

الحل الرابع كان  الإنتظار حتى إنتهاء موسم الرياح والأمطار وانحصار المياه داخل الكهف وقد يزيد عن 4 أشهر تقريبًا وذلك بتوفير ما يحتاجه الأطفال ومدربهم من طعام ومؤن وهذا هو سبب إمداد فرق الإنقاذ للأطفال ومدربهم بطعام يكفيهم 4 أشهر  لكن تم إستبعاده وذلك بسبب نقص كمية الأكسجين عند النقطة المتواجد بها الأطفال ومدربهم كما ذكرنا، وإحتمالية إصابتهم بأمراض كثيرة بسبب الظروف المحيطة منها ما يُسمى بأمراض الكهف، وصعوبة التنبأ بحالة الأمطار حيث من الممكن أن تملأ الكهف تماماً بما فيها النقطة المرتفعة التى يتواجدون بها.

الحل السحري من الملياردير إيلون مسك

 عرض “Elon Musk” وهو مهندس وأحد رجال الأعمال الأمريكيين والرئيس التنفيذى لشركات “Tesla” “Neuralink” “SpaceX” بأن إحدى شركاته مستعدة لتوفير غواصات صغيرة بحجم الطفل خفيفة الوزن ويمكن حمل الواحدة منها بواسطة غواص أو أثنين ويمكن أن تمر فى المناطق الضيقة بالكهف وأن فريقه من الممكن أن يقوم بتجميعها فى خلال 8 ساعات وتصل إلى تايلاند فى خلال 17 ساعة،  

تم قبول فكرته بالفعل كونها تنقذ الأطفال خلال أيام فقط، وتم إطلاق مؤتمر صحفي والاعلان عن الخطة الجديدة وبدأت السلطات والغواصين التعاون فى  توفير كل التسهيلات لشركة الين ماسك وخطته لإخراج الأطفال داخل أنابيب غوص على مقاسهم ومزودة بالأكسجين وهي أرب ما يكون للغواصات البحرية العادية  مع أجهزة إشعار، وبالفعل تم الانتهاء من الغواصات في زمن قياسي، حوالي 4 ايام فقط.

وعلى مدار اليومين الماضيين بدأ استخدام الغواصات بالفعل من خلال  90 غواصا، 40 من تايلاند و50 من دول أخرى لإجلاء الأطفال ومدربهم.

وبنجاح تم إنقاذ 4 أطفال حيث كان فى انتظارهم فريق طبي كامل وغرف طوارئ وعمليات ، وبدأ أهالي المنطقة في تقديم المساعدة لكافة فرق الأنقاذ التي تقارب عدد المشاركين بها ل8 آلاف متطوع، ذلك مع  تواجد طائرات مروحية بمحيط الكهف للمساعدة فى نقل الأطفال عند خروجهم إذا لزم الأمر.

كما تم إغلاق الطرق حول مستشفى Chiang Rai Prachanukroh والتى تبعُد 57 كيلو متر عن الكهف والمخطط إرسال الأطفال إليها بعد خروجهم، وفي الوقت نفسه أعلنت السلطات أن مسافة كيلو ونصف من الممر داخل الكهف تم تفريغها من المياه بحيث يمكن المشي فيها.

ويقول مراسل بي بي سي، جوناثان هيد، إن العملية محاطة بسرية تامة، ولم تفصح السلطات عن هوية الأطفال الذي تم إخراجهم، ولا يعرف ما إذا كانت عائلات الأطفال أخطرت بذلك، وقد اغتنمت فرق الإنقاذ الأحد فرصة توقف الأمطار لتباشر عملها قبل الموعد المحدد.

وقالت السلطات إن المرحلة الأولى من المهمة تمت “بسلاسة”، وإن الأطفال الذين أخرجوا من الكهف في “صحة جيدة”، ولكن تساقط الأمطار ليلا، والتوقعات بالمزيد من الأمطار في الأيام المقبلة، يحتم على الغواصين إنقاذ بقية الأطفال العالقين في أسرع وقت ممكن. وقال محافظ تشيانغ راي السبت إن فرق الإنقاذ أمامها ثلاثة أو أربعة أيام لإنجاز المهمة،  وفقاً للظروف بعد أن نفذت أسطوانات الأكسجين التي اعتمد عليها فريق الإنقاذ

أهم أخبار منوعات

Comments

عاجل