المحتوى الرئيسى

«كيد المطلقات»... تبديد العفش وقائمة المنقولات شوكة في حلق الأزواج

11/28 22:13

تعددت الرؤى واختلفت حول «القائمة»، ما بين الشباب المقبلين على الزواج، وبين المتزوجين بالفعل، إضافة إلى المحامين والدعاة، فكان لكل فريق وجهة نظر، تتقارب أو تتباعد مع وجهات النظر الأخرى، لكن الجميع أقر بضرورتها كعرف اجتماعي، لا يجب كسره، لكن يمكن التدخل في شكله بالتخفيف منه، أو التقليل مما تحويه هذه القائمة أو الالتزام بما هو موجود بالفعل، وهذا أقل ما يمكن.

المحامى بالنقض والإدارية العليا محمد عبد الرحمن، أكد أن دعوى تبديد المنقولات تعتبر شوكة فى حلق الزوج المشكو فى حقه، ويمكن أن يأخذ حكمًا بالحبس، يتراوح بين 24 ساعة وثلاث سنوات، مما يؤثر على سمعته ومستقبله الوظيفى.

وتابع عبد الرحمن: "قائمة المنقولات التى تكتب بعد عقد الزواج يجب أن تكون تفصيلية فى وصف المنقولات الزوجية بشكل واقعى، بعيدا عن المغالاة فى الوصف أو تقدير الثمن لكل جزء"، مؤكدا أن كتابة القائمة بتاريخ يسبق عقد الزواج يدخلها فى شبهة البطلان، ويمكن للزوج بعد حدوث الطلاق أن يقيم دعوى انتفاء ركن التسليم، لأن الزوج فى حالة إقرار القائمة بعد عقد القران يقر بالإمضاء على استلامها ونقلها لبيت الزوجية، كما ينتفى حق الزوجة فيها إذا حدث الطلاق بعد عقد القران دون زفاف.

وأضاف الخبير القانوني، أن تقدير الثمن للمنقولات بجانب وصفها التفصيلى يفتح الباب أمام الزوج بتسديد الثمن كبديل عن الحبس فى حالة رفع قضية تبديد المنقولات من قبل الزوجة بعد الطلاق، إلا أن النص المكتوب فى القائمة هو الذى يحدد وقت تسليمها، ويكون الإقرار بتسليم قائمة المنقولات بعد حكم القضية يتبعه وجوب التسليم أمام قسم الشرطة التى تتبع له الزوجة.

وتابع : "يمكن للزوجة أن تطلب فحص المنقولات، فيتم إنزالها من وسيلة النقل فى الشارع لفحصها، وإذا أقامت الزوجة دعوى تبديل المنقولات يتم تعيين خبير من قبل المحكمة، لتحديد صحة الشكوى من عدمها لفحص كل المنقولات بالتفصيل".

وعن قضايا الخلع أكد المحامي أنها تعنى تنازل الزوجة عن مؤخر الصداق ونفقة المتعة والنفقة الزوجية فقط، ولا تتضمن أى تنازل عن المنقولات أو ما يعرف بالقائمة، لأنه يجب على الزوج أن يقوم بتسليمها كاملة إلى الزوجة، طبقًا لما ذكر واتفق عليه بينهما قبل الزواج، ومن حق الزوجة إذا امتنع الزوج عن تسليمها أو قام بتبديدها أو استبدالها أن تقيم دعوى جنحة تبديد على الزوج بشكل مباشر.

وأوضح، أن قضية قائمة المنقولات ليس لها علاقة بالخلع أو حتى بالطلاق، ﻷنها قضية منفصلة، ﻷن منقولات الزوجة هى ملك لها، ولا تصنف ضمن الحقوق الشرعية للزوجة، نفقة الزوجية والعدة والمتعة ومؤخر الصداق هذه هى الحقوق المالية الشرعية، فلا يجوز لها التنازل عنها، مثلما يحدث فى الخلع عندما تتنازل عن النفقة والمؤخر، لأن القائمة تأخذ شكل اﻷمانة، وبالتالى إذا قام الزوج بتبديد أى شىء فيها، فقانون العقوبات هو الذى يطبق فى هذه الحالة، والعقوبة تبدأ بالحبس من ٢٤ ساعة إلى ٣ سنوات، وتكون القضية أمام محكمة الجنح، ومن حق الزوج أن يطعن على القائمة التى تقدمت بها الزوجة.

من ناحيته يرى الدكتور عبد الفتاح إدريس، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، أن قائمة المنقولات الزوجية قائمة باطلة وتصادم الشريعة الإسلامية، لما بها غش وتدليس، لأن الزوجة، وأهلها لم يأتوا بها من الأساس، ومن أتى بها هو الزوج، بل وتكتب كدين عليه، فكيف يكون الزوج هو الذي اشترى محتوياتها، وهو من أثث بيت الزوجية، ثم يتحول إلي مدان ومهدد بالحبس؟

وتابع إدريس: أكثر هذه القوائم تحتوي على أشياء لم تشتر من الأساس، وتكتب على الزوج كأمانة عنده، وهذا مخالف للشرع بالطبع، لافتا: "يعتبرها البعض نوعًا من أنواع التحذير، حتي لا يغامر الزوج بإهانة زوجته وسحلها في المشاكل أو التلاعب معها".

وأكد أستاذ أصول الفقه، أن للحياة الزوجية مفهومًا أسمى من هذه الاشتراطات، وإذا وفقت الفتاة وأهلها في اختيار الزوج الصالح، لن تتعرض لهذه المشكلات.

من جانبها توضح الدكتورة ماجدة الحايس، أستاذ علم الاجتماع كلية الآداب جامعة القاهرة، أن قائمة المنقولات عرف تعارف عليه الناس منذ القدم، زادت فى السنوات الأخيرة كضمان لحق الزوجة، لا سيما أنها تشارك مناصفة مع الزوج فى تأسيس مسكن الزوجية، وفى شراء الأثاث والأجهزة الكهربائية.

وشرحت الحايس، أنه نظرًا لارتفاع المهور وغلاء المعيشة تبدأ المشكلة، فأحيانا يختلف الطرفان عند التوقيع على القائمة لأن البعض يثمنها بمبلغ مالى، ولا يكتب التفاصيل، والبعض يضيف الشبكة التى تعتبر هدية العريس لخطيبته، والبعض الآخر يضيف ما تتحلى به الزوجة من ذهب ومجوهرات أتت بها من بيت أهلها وهنا يحدث الخلاف.

وتضيف: "أما إذا أخذت العروس المهر مباشرة سواء وضعته فى البنك أو اشترت به ذهبا أو مجوهرات، وقام الزوج بتجهيز كل شىء فى بيت الزوجية، لا يوجد لها قائمة، وهذا النظام متبع فى بعض البلاد، إذن فالقائمة من حق الزوجة بشرط عدم تقاضيها مهرًا".

يرى طارق العرباوي، ناشط اجتماعي ومطلق، أن قائمة المنقولات في ظل جشع قوانين الأحوال الشخصية باتت من القيود، التي يجب التخفف منها، لتشجيع الشباب على الزواج، خصوصًَا في ظل إعراض الكثيرين عن الزواج بسبب كثرة النفقات، التي من الممكن أن تدخل الزوج السجن.

وقال العرباوي "أتردد كثيرًا في أن أضع سيفًا على رقبتي مرة أخرى، بعدما قامت طليقتي بحبسي 3 أشهر بسبب قائمة المنقولات، علمًا بأن معظمها دعاوى كيدية".

ويضيف: "حملت عفش الزوجية أمام قسم الشرطة لامتناع زوجتي عن استلامه، بدعوى أنه غير مطابق للمواصفات الموجودة بالقائمة، واضطررنا للذهاب والعودة به ثلاث مرات حتى تدخل المصلحون، وأقنعوا أهل طليقتي بقبول العفش الموجود، وإبراء ذمتي للمرة الثانية".

تحكي إسراء صبري: "تزوجت زواجًا تقليديًا، وقام والدي بتأثيث منزل الزوجية بالمشاركة مع زوجى، لكن حدثت بيننا خلافات ومشاكل عديدة، ولم ينجح أحد في عودة المياه إلى مجاريها مع زوجي، فهو عصبي لدرجة كبيرة، قد يصل به الأمر إلى ضربي" .

وتابعت الزوجة: "لم يكن أمامي سوى أن أرفع دعوى خلع، وطالبت بقائمة المنقولات، وللأسف بعد حصولى على الخلع فوجئت بطليقى يرفض تسليمى منقولات الزوجية، مع تلقيني بأبشع الألفاظ والشتائم، فلجأت إلى محكمة جنح مدينة نصر ﻷقيم ضده دعوى تبديد منقولات، وأمام المحكمة فوجئت به يقول إنه طلب منى أن أستلم منقولاتى، وأنا رفضت، وأحضر شهودًا معه، وعندما ذهبت لكى أستلم منقولاتى فوجئت بأثاث قديم، لكنه يشبه اﻷثاث الذى تزوجت به، فرفضت التسليم، وتركت الأمر لقاضي المحكمة، حتى يرسل لجنة للتحقق من مطابقة الأثاث المكتوب بقائمة المنقولات، وما أحضره طليقي".

يحكي سليم ذو الـ33 عامًا قائلًا: «ضاعت سنوات شبابي فى الغربة، التي من خلالها استطاعت تكوين أموال لا بأس بها، وقمت بشراء شقة بالتجمع، وأثثتها بالكامل، ولم يبق أمامي سوى أن أكمل نصف ديني، وبالفعل رشح أحد أقاربي إلى والدتي فتاة، وقال إنها من أسرة طيبة وتتمتع بالخلق الحسنة، وفى أقل من شهر تم الزواج، وجاءت عروستي إلى عش الزوجية بحقيبة ملابسها فقط".

وأضاف الزوج: "بعد أقل من عام وقعت مشاكل بيننا قد تندرج تحت مسمي المشاكل التافهة، ولكن تمكنت زوجتي من الطلاق مني عن طريق رفع قضية خلع، ثم فوجئت بإقامتها دعوى تبديد منقولات تطلب فيها منقولاتها ومجوهراتها وكل شىء".

"كانت صدمتي حقيقية، ولم أتوقع أن ما يحدث معي حقيقة، وبين يوم وليلة وجدت نفسي أدفع تحويشة عمري علي ست خلعتني وعايزة تحبسني"، هكذا أنهى الرجل قصته.

أهم أخبار حوادث

Comments

عاجل