مهندس ميكانيكا بدرجة «سائق قطار».. ردود أفعال مثيرة على مقترح «دعم مصر»

أثار اقتراح ائتلاف "دعم مصر" الذي طالب فيه وزير النقل الدكتور هشام عرفات، بأن يكون سائقي القطارات من الحاصلين على مؤهلات عليا، خاصة خريج هندسة الميكانيكا؛ حالة من الجدل بين الطلاب.

واستطلعت "الدستور" آراء طلاب كليات الهندسة في تحويلهم إلى سائقين، ومدى موافقتهم على هذا الاقتراح المقدم من أمين مسعود، عضو المكتب السياسي للائتلاف، في محاولة للحفاظ على أرواح المواطنين، وذلك باعتباره مقترحًا مصيري بالنسبة للطلاب ودراستهم ومستقبلهم المهني.

وقال مصطفى محمد، خريج هندسة قسم ميكانيكا، جامعة القاهرة، إن هذا المقترح بمثابة إهانة للمهندس، موضحًا أنه ليس من العدل أن يدرس الطالب خمس سنوات وفي النهاية يقود قطار، مؤكدًا أن مهمة المهندسين تكمن في صيانة المحركات وهذه درجة أعلى من القيادة نفسها.

وقدم اقتراح لهيئة السكك الحديدية بتقديم ورش تدريب متواصلة لسائقي القطارات، وتشديد الرقابة على كنترولات المحطات التي تتحكم في سير القطارات لتجنب حوادثها.

فيما أبدى محمود الكردي، طالب بكلية الهندسة قسم ميكانيكا، جامعة المنيا استيائه من المقترح، موضحًا أن المشكلة لا تكمن في أن يكون سائق القطار حاصل على شهادة عليا أو أن يكون سائق القطار لديه تكنيك أو خبرة عالية، إنما المشكلة الأساسية في فحص عجلات القطار والقضبان التي يسير عليها، وأن أبسط مشروع تخرج لطالب في كلية الهندسة من الممكن أن يحل مشكلة حوادث القطارات.

وأوضح أن للمهندسين دورا كبيرا في الإشراف على القطارات وعمل صيانة لها بشكل دوري وليس قيادة القطارات، متابعا أن هذا المقترح سبب نوعا من الاستهزاء تجاه كلية الهندسة، قائلًا "الكليات التانية بتتريق علينا وبيقولونا في الآخر هتشتغلوا سواقين قطر".

وفي نفس السياق، أشار أحمد زغلول، سائق قطار القاهرة- طنطا، إلى أن طالب كلية الهندسة لا يُصلح لقيادة القطارات، معللًا ذلك أن الطالب بعيد عن الحياة العملية لقيادة القطار، وأنه منحصر فقط في أوراقه وكتبه، بخلاف سائقي القطارات ومعاونيهم الذين يستمرون لـ 15 سنة في القيادة، ما يجعلهم على علم وخبرة عنهم، مضيفًا أن مشكلة الحوادث لا تكمن في القيادة وإنما سببها أرضية السكة الحديد وقضبانها المعطلة، بالإضافة إلى أن كثرة الانحناءات في القضبان.

ومن جانبه، وصف الدكتور مصطفى صبري، أستاذ النقل بجامعة عين شمس، هذا المقترح بـ"الهراء"، قائلا: "بعد ما يدرس 5 سنين يطلع سواق قطر!!"، موضحًا أن الحوادث سببها في عدم احترام القوانين، وعدم وجود قوانين رادعة من البداية للمتورطين والمسؤولين عن الكوارث، والاكتفاء بتغيير القيادات فقط كعقاب لتهدئة المواطنين.

واقترح في تصريحات لـ"الدستور" أنه يمكن تقليل حوادث القطارات، من خلال تصليح البنية الأساسية للسكة الحديد، وتدريب السائقين على احترام القوانين والتعليمات، بالإضافة إلى الاستعانة بأنظمة السكة الحديد التي تعمل بالكهرباء، عن طريق إعطاء إشارات للسائقين تخبرهم بوجود قطارات أمامهم على بعد مسافة معينة.