المحتوى الرئيسى

كيف يؤثر الذكاء الاصطناعي على الخدمات المصرفية

يسهم الذكاء الاصطناعي حالياً في تغيير وإعادة تشكيل الطريقة التي نتفاعل بها مع العالم ومؤسسات الأعمال بشكل عام. وتشير التقديرات الحالية إلى أن 30% على الأقل من جميع الشركات حول العالم ستبدأ في إدماج إحدى أشكال الذكاء الاصطناعي ضمن نموذج أعمالها بحلول عام 2020. كما تشير بعض الدراسات الحديثة إلى حقائق مثيرة في هذا الصدد، منها على سبيل المثال أن نحو 85% من تفاعلات العملاء مع الشركات التي يتعاملون بها ستتم من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي بدلاً من العنصر البشري، أيضاً بحلول 2020. لا يختلف الحال في صناعة الخدمات المالية، حيث نلحظ بوضوح تزايد عدد البنوك التي تسعى للاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بهدف تبسيط أداء العمليات والخدمات لقاعدة عملائها. وبالتوازي مع تطور مفاهيم الذكاء الاصطناعي، يمكننا توقع أن تشهد الخدمات التي تقدمها البنوك لعملائها هي الأخرى طفرة تقنية في السنوات القادمة. سنحاول في هذه المقالة إلقاء الضوء على الطريقة التي تستفيد بها البنوك من تطبيقات الذكاء الاصطناعي بهدف تقديم تجربة أفضل للعملاء وتطوير الخدمات المقدمة.

تزايد استخدام تطبيقات المساعد الآلي

واحد من أبرز الأمور التي سيلاحظها العملاء عند الانتقال للتعامل مع بنك يستخدم أدوات الذكاء الاصطناعي هو الاستعانة بما يطلق عليه ’المساعد الآلي الافتراضي‘ والذي يعتمد على استخدام هذه التقنية المتطورة.

تعتبر روبوتات الدردشة التفاعلية (Chatbots) أحد الأمثلة البارزة على تطبيقات ’المساعد الافتراضي‘، والتي تستخدمها العديد من البنوك بهدف الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لعملائها من خلال الاستعانة ببرمجيات متطورة تعتمد على تكنولوجيا التعلم الآلي. يستطيع المساعد الافتراضي إجراء العديد من العمليات المصرفية بدءاً من المهام الأساسية، مثل تزويد العميل بمعلومات عن أرصدة حساباته، إلى تنفيذ أوامر أكثر تطوراً مثل تحويل الأموال ودفع الفواتير.

إجراء المعاملات البنكية عبر الأوامر الصوتية

لم يعد التطور في أداء الخدمات المصرفية يقتصر على استخدام الماوس أو النقر على الشاشة، حيث تطور الذكاء الاصطناعي إلى المستوى الذي يتيح للعميل التحدث عبر الهاتف لتطبيق معين وإعطائه الأوامر لتنفيذ مهام محددة. تسمح هذه التقنية للعميل باستخدام المكالمات الهاتفية لمراجعة رصيده أو تحويل الأموال بين الحسابات المختلفة، والعديد غيرها من الأوامر الهامة.

معالجة طلبات الائتمان بشكل أسرع

تستغرق طلبات الحصول على الائتمان، مثل القروض السكنية، وتمويل السيارات، والقروض الشخصية عادةً بضعة أيام قبل معالجتها من قبل البنك وإعطاء العميل الموافقة للحصول على القرض المطلوب. تغير الوضع في الوقت الراهن بفضل تطبيقات الذكاء الاصطناعي، حيث بات بمقدور العميل التقدم بطلباته في الوقت الذي يقوم فيه برنامج حاسوبي بمراجعة تقييمه الائتماني وسجل المدفوعات السابقة والعوامل الأخرى التي تساعد في تقييم ما إذا كان العميل مؤهلاً للحصول على القرض أو غير جدير بذلك.

 مع بدء المؤسسات المالية في الاعتماد على تطبيقات الذكاء الاصطناعي، مثل بنك أبوظبي الأول، نتوقع أن يستفيد العملاء بشكل أفضل من خدمات المساعد الافتراضي. تمنحهم تقنية التعلم الآلي أيضاً القدرة على إجراء العمليات المصرفية عن طريق الأوامر الصوتية والاطلاع على معلومات تفصيلية حول أرصدتهم وتقديم نصائح احترافية للمساعدة في تقليل التكاليف وتوفير الأموال. هناك أيضاً آفاق واعدة لهذا العالم المثير حيث أن ما نشهده الآن مجرد خطوات أولية لما يمكن أن يقدمه الذكاء الاصطناعي. لازالت هذه التقنية في مرحلة التطوير وبالتالي نتوقع أن تصبح أكثر تقدماً وقدرة على الانتشار في المستقبل القريب.  

Comments

عاجل