رحلة زينات صدقي بين المآسي والصعوبات.. رفضت العمل كراقصة ودُفنت في مدافن الفقراء

منذ 2 شهور

رغم ما قدمته من كوميديا على الشاشة كانت حياتها مليئة بالمآسي

رحلة زينات صدقي بين المآسي والصعوبات.. رفضت العمل كراقصة ودُفنت في مدافن الفقراء

أزمتها الأولى كانت في طفولتها، عندما منعها أهلها من استكمال الدراسة لتتزوج

خرجت من المدرسة الإلزامية وتزوجت للمرة الأولى من ابن عمها الذي كان طبيبًا، وكان عمرها لا يتجاوز 15 عامًا حينها، وكان يكبرها بـ 17 عامًا

لكن الزيجة لم تكمل عامًا واحدا، وسبب الانفصال أنه كان يعاملها بشكل سيئ، وهذا ينفي شائعة أنها عانس

رفض أهلها عملها في الفن، فهربت إلى لبنان لتعمل مطربة، وبعد عودتها لمصر عملت في فرقة بديعة مصابني، التي عرضت عليها أن تعلمها الرقص لكنها رفضت

قابلت بعدها نجيب الريحاني، وقالت له: "مش عاوزة أشتغل مع مدام بديعة.. أنا نفسي أمثل إديني فرصة، فوافق الريحاني وعرض عليها دورًا في إحدى مسرحياته وأطلق عليها اسم زينات بدلاً من زينب

كما ذكرنا أجبرها أهلها على الخروج من المدرسة والزواج، لكن هذه الزيجة لم تكن الوحيدة في حياة زينات صدقي، فهي تزوجت مرة ثانية، لكن هذه المرة من أحد رجال ثورة 23 يوليو، ولم تذكر اسمه

تزوجت زينات من الضابط زواجًا رسميًا، واحتفلت في بيتها وسط أقاربها وأصدقائها وأعضاء فرقة الريحاني

لكن تم التكتم على الزواج، وبعد 9 سنوات عرفت والدة الضابط وإخوته بزواجه من زينات، لكن والده لم يعلم

لم تنجب زينات صدقي، لكنها حملت من زوجها الضابط، وللأسف أجهضت الحمل، وقالت لزوجها إنها لن تنجب منه دون علم والده

استمرت الزيجة لمدة 14 عاما، حتى طلب زوجها في أحد الأيام أن تترك الفن، وأن ترسل والدتها إلى شقيقتها فاطمة أو إلى دار مسنين، واستكمل عرضه بأنه سيتحمل نفقاتها

رد فعل زينات صدقي على كلام زوجها كان قاسيًا، وضربته بالتليفون على رأسه وطلبت منه الطلاق فطلقها

عملت بالفن وأصبحت من أبرز الممثلين الكوميديين على الساحة الفنية، وبدأت شائعات أخرى تطولها، مثل أنها يهودية الديانة

أبرز من نشروا تلك المعلومة كان الدكتور محمد أبو الغار في كتابه "يهود مصر"، الذي نشر فيه اسم الفنانة ضمن الفنانين اليهود، لكن المعلومة غير صحيحة

أشيع أنها كانت لا تستطيع القراءة والكتابة، لكن تم نفي المعلومة وتأكيد حصولها على الابتدائية، واستعانتها بمعلمة فرنسية لتعلمها "الإتيكيت" والعزف على البيانو، كما أنها كانت تجيد اللغة الفرنسية

مرت عليها لحظات صعبة في نهاية الستينيات، وتراكمت عليها الضرائب، ووصلت لمبلغ 20 ألف جنيه، فاضطرت لبيع مصوغاتها ومقتنياتها من أجل تسديد الضرائب

في السبعينيات قام الرئيس السادات بتكريمها، وخصص لها معاشًا شهريًا قدره 100 جنيه، لكنها فوجئت بموعد الحفل، ولم يساعدها الوقت على تجهيز فستان ترتديه أثناء التكريم، فقررت الحضور بملابس بسيطة

أصيبت زينات بماء على الرئة، وقررت عدم الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، فتدهورت حالتها وأصيبت بهبوط في القلب ورحلت عن عالمنا، وتقرر دفنها بأحد مدافن الصدقة

لكن المفاجأة التي علمها الجميع بعد ذلك أنه كان مدفنها الخاص، وكانت قد منحته في حياتها لدفن الفقراء وغير القادرين، ورفضت حينها أن تكتب عليه اسمها، واكتفت بكتابة "لعابري السبيل"