المشير عبد الحكيم عامر قُتل أم انتحر؟ وقصة وضعه في إقامة جبرية رغم صداقته لعبد الناصر

منذ سنه

المشير عبد الحكيم عامر شئنا أم ابينا سيظل اسمه محفورا في تاريخ مصر الحديث ويعد من مؤسسي القوات المسلحة بشكلها الجديد الذي عاش حياة مكتظة بالمفاجأت

المشير عبد الحكيم عامر قُتل أم انتحر؟ وقصة وضعه في إقامة جبرية رغم صداقته لعبد الناصر

كان من ضمن الضباط الأحرار لثورة يوليو 1952 وكان صديق مقرب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر بعدما تم جمعهما في كتيبة واحدة أثناء حرب فلسطين 1948

يعد عبد الحكيم عامر أسرع العسكريين الذين تم ترقيتهم حينما تمت ترقيته من رتبة رائد إلى لواء في ترقية واحدة متخطيًا 3 رتب (مقدم - عقيد - عميد) وهو لم يتخطى الـ 34 عام

ظل يترقى ويتدرج في الرتب حتى وصل إلى رتبة مشير عام 1958 ليكون أول من يلقب بهذا اللقب في المنطقة العربية وكذلك تدرج في المناصب حتى وصل للقائد العام للقوات المسلحة ونائب رئيس الجمهورية

وكان يعشق كرة القدم ولذلك تولى رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم وعرف بحبه الشديد لنادي الزمالك وكان أحد أسباب تغيير اسم نادي الزمالك من الملك فاروق لاسمه الحالي، ثم تولى رئاسة اللجنة العليا للسد العالي

وجمع عبد الحكيم عامر بين عدة ألقاب ومناصب في جمهورية مصر العربية ليزيد من سلطته وقوته ونفوذه ويصبح الرجل الثاني في مصر بلا منازع

يثار الشائعات حول كل ما يتعلق بعبد الحكيم عامر منذ صعوده ووصوله إلى أعلى الرتب مثل القائد العام للقوات المسلحة وحتى طريقة وفاته المفاجئة وهو ابن الـ47

وبدأت الشائعات منذ زواجه بالممثلة برلنتي عبد الحميد حيث تم اتهامه بأنه متعدد العلاقات النسائية داخل الوسط الفني وخاصة بعد شائعات علاقته بالمطربة الجزائرية وردة والتي تم نفيها في وقت لاحق

والشائعة التي ارتبطت به هي عند تحليل جثة المشير عامر وجدوا جزء من كُليته في مخه وأن دعوة سيد قطب قد تحققت حينما قال "ربنا يقلب دماغك" عندما طلب عامر منه أن يقرأ الفاتحة بالمقلوب وتم نفي هذه الرواية من قبل أسرة عامر

قاد عبد الحكيم عامر القوات المسلحة في حروب هامة منها العدوان الثلاثي على مصر 1956ونكسة عام 1967 وهنا جاء الإختلاف على شخصية عامر العسكرية بين تحميله مسؤولية الهزيمة وبين اعتباره "كبش فداء" للهزيمة

وقد أشاد رئيس مصر الراحل محمد نجيب بقدرات عبد الحكيم عامر العسكرية وهذه الشهادة تقف في مواجهة الأقاويل التي تفيد بأن التدرج السريع لعبد الحكيم عامر في الترقيات جعلت منه رتبة على ورق فقط دون خبرة حقيقية

وقد تسببت هزيمة 67 في إنهاء ما تبقى من صداقة عبد الناصر لعامر، الصداقة التي وصفها المؤرخون بـ نقطة الضعف بين الثنائي حيث قال الناصريون بأن هذه الصداقة منحت عامر مناصب لم يكن يستحقها بينما يقول المؤيدون لعامر أن هذه الصداقة جعلته في النهاية "كبش فداء"

ويقول أبناء عبد الحكيم عامر أن جمال عبد الناصر هو السبب الرئيسي في هزيمة 67 ولكنه أبى أن يتحمل مسؤولية الهزيمة وتم إلقاء اللوم على المشير عامر ويضيف أبناء عامر: وإذا كان عامر رجل غير كفء لمنصبه فإن غبد الناصر مخطئ لعدم اختيار رجاله بشكل صحيح

وأرسل عبد الحكيم عامر طلب استقالته في وثيقة نادرة موجهة لجمال عبد الناصرعام 1962 أي قبل نكسة 67 وكانت عبارة عن طلب استقالة واعتزال العمل العام نهائيًا

وقد أعلن كلاً من جمال عبد الناصر وعبد الحكيم عامر استقالتهما من مناصبهما بعد هزيمة 67 إلا أن الجماهير المصرية خرجت مطالبة بتخلي عبد الناصر عن قراره وهو ما حدث بالفعل ليقوم بحركة تنقلات وتغيير في قيادات القوات المسلحة

ثم أصدر جمال عبد الناصر قرار بوضع عبد الحكيم عامر تحت الإقامة الجبرية وطالب حينها عامر بمحاكمته مع قيادات الجيش لإثبات من المسؤول عن هزيمة 67 ولكن تم رفض الطلب

وبعد أيام قليلة من وضعه تحت الإقامة الجبرية وبالتحديد يوم 14 سبتمبر 1967 تم الإعلان عن انتحار المشير عبد الحكيم عامر بتناوله بعض الأقراص المهدئة والمخدرة السامة وقد قيل أنه توفى حزنًا منه على هزيمة 67

وعلى الجانب الأخر تصر عائلة عبد الحكيم عامر أنه تم قتله عن عمد وأنه لم ينتحر لضمان سكوته خاصة أنه كان غير راضي عن الأوضاع في ذلك الوقت

وتقول برلنتي عبد الحميد أن زوجها تم تصفيته لأنه كان بمثابة الصندوق الأسود في تلك الفترة وأكدت أنه أبلغها بشعوره بتدبير مكيدة له واتفقا سويًا على علامة توضح بأنه في حالة اغتياله سيتركها لكي تعلم بأنه لم يمت بشكل طبيعي

وكانت هذه العلامة حسبما قالت برلنتي هي: بعض الدماء أو كسر في أحد المرايا وأضافت برلنتي أنه تم إيجاد بعض الدماء على ملايته ولكن تم استبدال كلمة بقعة دماء بـ بقعة حمراء في تقرير الطب الشرعي

وتؤكد برلنتي أنها لا تعلم أين يوجد جثمان زوجها المشير عامر وخاصة أنهم رفضوا أن يتم الكشف عن وجهه إلى ذويه وأنه تم نقل جثمان زوجها من مقابر الشهيد إلى بلدته سمالوط في حراسة خاصة دامت 3 شهور دون أن يقترب حد من المقبرة

وتقول أسرة عبد الحكيم عامر أنه تم قتله بوضع سم يكفي لقتل 50 شخص للتخلص منه ويؤكدوا بوجود مستندات توضح تغيير تقرير الطب الشرعي من قتله إلى انتحاره

وتم نشر جزء من وصية المشير عامر في مجلة لايف الأمريكية: يا جمال أنا على استعداد لإثبات براءتي أمام محكمة عسكرية ويرد جمال: لا هذا ليس ممكنا الآن، عامر: هل تأمرني بالصمت إذن ويرد جمال: نعم محمد نجيب ظل صامتًا من 1955 حتى سكت للأبد عامر: مش أنا اللي أسكت

ووصف الرئيس الراحل محمد أنور السادات وفاة المشير عامر مذكراته قائلًا" فى رأيى أن هذا هو أشجع وأنجح قرار اتخذه عبدالحكيم مدى حياته كلها، فقد حل بهذا القرار عدة مشاكل، مشكلته مع البلد والأمة العربية، وتحديد مسئولية النكسة".

وتظل وفاة عبد الحكيم عامر بيت للشكوك والشائعات، وقد تقدمت أسرة عامر ببلاغ للنائب العام للتحقيق في وفاة المشير عامر وإثبات صحة روايتهم وقام النائب العام بتحويل القضية للقضاء العسكري