رفضت العمل كـ راقصة ودُفنت في مدافن الفقراء.. رحلة زينات صدقي بين المآسي والصعوبات

منذ 2 سنوات

رغم ما قدمته من بهجة وكوميديا على الشاشة، إلا أن حياتها كانت مليئة بالمآسي، انتهت بأمر تأثر به قطاع كبير من الجمهور بشدة..

رفضت العمل كـ راقصة ودُفنت في مدافن الفقراء.. رحلة زينات صدقي بين المآسي والصعوبات

أزمتها الأولى كانت في طفولتها، عندما منعها أهلها من استكمال الدراسة لتتزوج

خرجت بالفعل من المدرسة الإلزامية وتزوجت للمرة الأولى من ابن عمها الذي كان يعمل طبيبًا، وكان عمرها لا يتجاوز الـ 15 عامًا حينها، وكان يكبرها بـ 17 عامًا

رفض أهلها عملها في الفن، فهربت إلى لبنان لتعمل كمطربة، وبعد عودتها لمصر عملت في فرقة بديعة مصابني، التي عرضت عليها أن تعلمها الرقص، ولكن رفضت عرضها

لكن الزيجة لم تكمل عامًا واحدة، وسبب الانفصال أنه كان يعاملها بشكل سيء، وهذا ينفي شائعة أنها «عانس»

لكن المفاجأة التي علمها الجميع بعد ذلك، انه مدفنها الخاص، كانت قد منحته في حياتها لدفن الفقراء وغير القادرين، ورفضت حينها أن تكتب عليه اسمها، واكتفت بكتابة «لعابري السبيل»، بناء على رغبتها

كما ذكرنا أجبرها أهلها على الخروج من المدرسة والزواج، ولكن هذه الزيجة لم تكن الوحيدة في حياة زينات صدقي، فهي تزوجت مرة الثانية، لكن هذه المرة من أحد رجال ثورة 23 يوليو، لم تذكر اسمه

وتزوجت زينات من الضابط زواجًا رسميًا، واحتفلت في بيتها وسط أقاربها وأصدقائها وأعضاء فرقة الريحاني

أصيبت زينات بماء على الرئة، وقررت عدم الذهاب إلى المستشفى لتلقي العلاج، فتدهورت حالتها وأصيبت بهبوط في القلب، ورحلت عن عالمنا، بعد وفاتها، تقرر دفنها باحد مدافن الصدقة

قابلت بعدها نجيب الريحاني، وقالت له: «مش عاوزة أشتغل مع مدام بديعة.. أنا نفسي أمثل اديني فرصة»، فوافق الريحاني على طلبها وعرض عليها دورًا في أحد مسرحياته وأطلق عليها اسم «زينات» بدلاً من «زينب»

لم تنجب زينات صدقي، لكنها حملت من زوجها الضابط، وللأسف أجهضت الحمل، وقالت لزوجها إنها لن تنجب منه دون علم والده

لكن تم التكتيم على الزواج، وبعد 9 سنوات عرفت والدة الضابط وأخوته بزواجه من زينات، لكن والده لم يعلم

استمرت الزيجة لمدة 14 عام، حتى جاء في أحد الأيام طلب زوجها أن تترك الفن، وأن ترسل والدتها إلى شقيقتها فاطمة أو إلى دار مسنين، واستكمل عرضه بأنه سيتحمل نفقاتها

عملت بالفن وأصبحت من أبرز الممثلين الكوميديين على الساحة الفنية، وبدأت شائعات أخرى تطولها، مثل انها يهودية الديانة

في السبعينات قام الرئيس السادات بتكريمها، وخصص لها معاشًا شهريًا قدره 100 جنيه، لكنها فوئجت بموعد الحفل، ولم يساعدها الوقت على تجهيز فستانًا ترتديه أثناء التكريم، فقررت الحضور بملابس بسيطة

رد فعل زينات صدقي على كلام زوجها كان قاسيًا، حيث ضربته بالتليفون على رأسه، وطلبت منه الطالق، فطلقها

أبرز من نشر تلك المعلومة كان الدكتور محمد أبو الغار في كتابه «يهود مصر»، الذي نشر فيه اسم الفنانة ضمن الفنانين اليهود، لكن المعلومة غير صحيحة

أشيع أنها كانت لا تستطيع القراءة والكتابة، لكن تم نفي المعلومة وأكدوا انها حصلت على الابتدائية، كما أكدوا انها استعانت بمعلمة فرنسية لتعلمها «الإتيكيت» والعزف على البيانو، كما أنها كانت تجيد اللغة الفرنسية

لحظات صعبة مرت على زينات صدقي في نهاية الستينيات، حيث تراكمت عليها الضرائب، ووصلت لمبلغ 20 ألف جنيه، اضطرت زينات لبيع صيغتها ومقتنياتها، من أجل تسديد الضرائب