Desktop
الرئيسية
/
صور فن
/
لم يكن نوبيًا ومات فقيرًا معدمًا .. قصة بربري مصر على الكسار

لم يكن نوبيًا ومات فقيرًا معدمًا .. قصة بربري مصر على الكسار

Time Icon

منذ 3 سنوات

لم يكن نوبيًا ومات فقيرًا معدمًا .. قصة بربري مصر على الكسار
أخذ لقب عائلة "الكسار" من والدته زينب علي الكسار بسب حبه الشديد لها وساهم هذا الاسم فيما بعد في شهرته لأنه كان مميزًا وغير منتشر
عمل في بداية حياته كسروجي مع والده ثم عمل طباخًا مع خاله واحتك في تلك الفترة بالطباخين النوبيين الذين كانوا أكثر المشتغلين بمهنة الطبخ في تلك الفترة فتعلم منهم اللهجة النوبية وأتقنها إتقانًا تامًا كما لو أنه واحدًا منهم
تحول للعمل بالفن مستغلًا فترة نشوء المسرح المصري وتكوين الفرق المسرحية فشارك في عدد من الأعمال مطلع العشرينيات حتى أصبح في فترة قصيرة من أشهر نجوم المسرح في مصر
كون فرقة مسرحية سميت باسمه وأصبح هي أكبر فرقة مسرحية في مصر بجانب فرقة نجيب الريحاني وحقق نجاحات كبيرة جعلته من بين أغنى الفنانين وأكثرهم أجرًا
اتجه إلى السينما بعد ظهورها في مصر فحافظ على نجاحه الفني الذي حققه في المسرح وحققت أفلامه الأولى إيرادات كبيرة
كان من أشهر أفلامه: سلفني 3 جنيه وعلي بابا والـ 40 حرامي وألف ليلة وليلة
بوستر فيلم ألف ليلة وليلة
بوستر فيلم علي بابا والأربعين حرامي
كانت اللهجة النوبية وش السعد عليه حيث استخدمها في معظم أعماله وجسدها في شخصية "عثمان عبد الباسط" الشهيرة والتي أصبحت علامة في الفن المصري
اعتقد الكثيرون أنه نوبي بالفعل من شدة إتقانه للهجة ولا زال الكثيرون يعتقدون ذلك حتى اليوم رغم أنه لا توجد أي صلة بينه وبين النوبيين سوى العمل معهم في صغره
زاد من اعتقاد البعض أنه نوبي أنه من شدة إتقانه لأداء شخصية عثمان كان يصبغ وجهه يوميًا بخلطة تجعله أسمر لأنه لم يكن من أصحاب البشرة السمراء ليكسب شخصيته مزيد من المصداقية
كان جيرانه والمحيطين به ينادونه باسم عثمان أكثر من اسمه الحقيقي لكونه قدم شخصية عثمان في عدد من أفلامه ومسرحياته لفترات طويلة
نجح بشدة مع هذه الشخصية وكان ندًا قويًا لنجيب الريحاني وسحب البساط من تحت أقدامه رويدًا رويدًا وكون ثروة ضخمة من ورائها
لكن مع الوقت ضجر الجمهور من شخصية عثمان بعدما شعر بأنه لا يوجد جديد يقدمه بالتزامن مع ظهور كوميديانات كبار في الساحة مثل اسماعيل يس وعبد السلام النابلسي
ابتعد لفترة طويلة عن المسرح والسينما بعدما اتجه المنتجون للكوميديانات الجدد الذين سحبوا البساط من تحت أقدامه مثلما فعل الكسار في بداية ظهوره مع الريحاني
ثم طاردته أزمة مالية طاحنة واضطر إلى بيع منزله وانتقل إلى منزل أصغر ليتأقلم مع الظروف الجديدة
خسر كافة أمواله وأصبح فقيرًأ معدمًا وانتهي به الحال في غرفة صغيرة متواضعة في أحد الأماكن وتخلى عنه جميع أصدقائه
اضطر للعمل في أدوار صغيرة للغاية لا تتناسب مع قيمته الفنية ولا مع تاريخه بل وعمل مع فنانون كانوا بمثابة كومبارسات في أفلامه
لكن انقطع عمله بالفن بعد أن أصبح طاعنًا في السن واشتد المرض عليه مطلع الخمسينيات
تعرض الكسار في أيامه الأخيرة لسرطان البروستاتا الذي لم يستطع تحمل تكاليف علاجه حيث انتهى به الأمر في سرير درجة ثالثة بمستشفى القصر العيني
وكأنه يعلم أن نهايته قريبة أثناء دخوله المستشفى وإنهائه الإجراءات مع مكتب الاستعلامات عاد إلى المكتب مرة أخرى وترك رقم المنزل قئلا للموظف: عشان لما أموت تبقوا تكلموهم في البيت
وتوفى على الكسار عام 1957 بعد صراع مع سرطان البروستاتا تاركًا لنا تاريخًا فنيًا قويًا
© 2024 أخبارك.نت يتم إدارته وتطويره بواسطة
© 2024 أخبارك.نت يتم إدارته وتطويره بواسطة