الأب الروحي لجيل الثمانينات والتسعينات .. الطبيب الأديب أحمد خالد توفيق

منذ 3 سنوات

قد تكون نشأت في صحبة كتبه وأفكاره وشخصيات قصصه، أو قد تكون ممن تفاجأوا برحيله المؤثر إثر أزمة صحية في 2018، هذه لقطات بارزة في حياة العراب من ميلاده إلى وفاته.

الأب الروحي لجيل الثمانينات والتسعينات .. الطبيب الأديب أحمد خالد توفيق

وتم تجسيد شخصية رفعت إسماعيل في مسلسل عالمي من إنتاج شركة نيتفلكس وقام ببطولة المسلسل الفنان أحمد أمين

أحمد خالد توفيق، طبيب وكاتب مصري، ولد بمدينة طنطا في محافظة الغربية، 10 يونيو عام 1962.

تخرج في كلية الطب بجامعة طنطا عام 1985، وحصل على الدكتوراه في طب المناطق الحارة بعدها بـ 12 سنة، عام 1997. وقد تأثرت كتاباته كثيرًا بدراسته.

جزء كبيرٌ من حياته قضاه كأستاذ جامعي، يُدرّس طب المناطق الحارة، بعد التحاقه بهيئة التدريس في كلية الطب بطنطا.

يصفه الكثير من طلابه، بأنه منضبط جدًا في مواعيده، متواضع دائمًا، وكثيرًا ما يضع يديه في جيبه وينظر للسماء حينما يتجول في أرجاء الجامعة، ووحدهم حظوا برؤيته طبيبًا وأديبًا.

يعد د. أحمد خالد توفيق الذي لقبه الشباب بالعرّاب، أولَ كاتب عربي في مجال أدب الرعب، والأشهر في مجال أدب الشباب والفانتازيا والخيال العلمي.

حينما قرر أن يكتب الأدب للشباب، رأى أن أدب الرعب سيكون المدخل المناسب له حينها، خاصة وأن سلاسل القصص البوليسية كانت تحظى باهتمام كبير من الشباب.

اتجه للمؤسسة العربية الحديثة عام 1992 وقدم لهم قصته الأولى "مصاص الدماء" من سلسلة "ما وراء الطبيعة" لكن واجهها اعتراضات كثيرة داخل المؤسسة.

أخبروه أنها تفتقد الحبكة الواضحة، وكانت لحظات محبطة في حياته، ولكن بعد إعادة تقييمها من لجنة مختلفة، تم وصفها بأنها واعدة وذات حبكة ممتازة، ويُقال إن لـ د.نبيل فاروق دورًا كبيرًا في هذا الرد المختلف.

بدأت السلسلة واستمرت لأعدادٍ كثيرة حتى انتهت عام 2014، وتعلق قراؤها ببطل السلسلة "رفعت إسماعيل" الذي كتب نهايته في عدد "أسطورة الأساطير"

وقد قال عنه د. أحمد خالد توفيق إنه أحبَّ "رفعت إسماعيل" وفضَّل له الرحيل المبكر، الذي يزيد من اشتياق الناس إليه، بدلاً من حياة طويلة يملون منه فيها.

ثم قدم سلسلة قصصية أخرى أراد من خلالها أن يقتحم عالم القصص والروايات بشكل خيالي، وسماها "فانتازيا" وكان بطلتها شابة مصرية تُسمى "عبير"

ثم قدم سلسلة "سفاري" التي كان بطلها، طبيب مصري اسمه "علاء عبد العظيم"، ترك وطنه لأسباب عدة وقرر الارتحال إلى إفريقيا

وقدم د. أحمد خالد توفيق 6 سلاسل للروايات وصلت إلى ما يقرب من 236 عددًا، وقد ترجم عددًا من الروايات الأجنبية ضمن سلسلة روايات عالمية للجيب.

كما قدّم أيضًا خارج هذه السلسلة الترجمات العربية الوحيدة للروايات الثلاث: "نادي القتال، وديرمافوريا، وكتاب المقابر"

وانضم إلى مجلة الشباب التابعة لمؤسسة الأهرام، في نوفمبر 2004، ليكتب فيها قصصًا في صفحة ثابتة له تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، كما أنه كتب في عديد من الإصدارات الدورية.

وصدر لـ د. أحمد خالد توفيق 5 روايات، أولها كان في عام 2008، وهي رواية يوتوبيا، ثم أصدر رواية السنجة، مثل إيكاروس، في ممر الفئران، وآخرهم شآبيب عام 2018. وقدم العديد من القصص والمقالات..

وعلى عكس الكثير، ممن حرصوا على مغادرة محافظاتهم، للإقامة في العاصمة، لم يكن الدكتور أحمد خالد توفيق يطيق القاهرة، وكان يكرهها بشدة، وكان يقول الكائنات القاهرية تضيع 90% من حياتها في الزحام.

بعض الصور التي نشرها ابنه محمد في ذكرى وفاة والده الأولى، توثق جانبًا من طفولته وحياته

بعض الصور التي نشرها ابنه محمد في ذكرى وفاة والده الأولى، توثق جانبًا من طفولته وحياته

من تكريمه، حينما فازت روايته "مثل إيكاروس" الصادرة عن دار الشروق بجائزة أفضل كتاب عربي لمعرض الشارقة الدولي للكتاب عام 2018

ورحيله لم يكن عاديًا كأي رحيل، فشهد مسقط رأسه في طنطا جنازة مهيبة، حضرها حشد كبير من زملائه وأقاربه وطلاب جامعة طنطا، وعشاق الأديب الراحل

ووافته المنية في 2 إبريل 2018 في مستشفى الدمرداش، إثر تعرضه لأزمة قلبية حادة، نتيجة لاضطراب ضربات القلب البطيني بعد خضوعه لعملية "كي" في عضلة القلب، وعمره 55 عامًا.

أما أنا فأريد أن يُكتب على قبري " جعل الشباب يقرأون" هذا ما تمناه في حياته، ولم يكتب على قبره ما تمناه فقط، بل حملت جدرانه أشواق أحبائه أيضًا بأوراق ورسومات زينته، وجعلته ركنًا جميلا كصاحبه.

د. أحمد خالد توفيق لديه من الأبناء، محمد ومريم.