محطات الألم في حياة «الشاويش عطية» .. «من جرجا للقاهرة»

04/23 13:47

«شغلتك ع المدفع بررم !».. قد تكون تذكرت المشهد في خيالك أو قرأتها بصوته، وربما تذكرت مشاهد أخرى له مع ابتسامة مرسومة على وجهك.. لكن حياة الفنان رياض القصبجي أو «الشاويش عطية» كما يعرفه البعض كانت مليئة بالمحطات المؤلمة، بداية من الثأر الذي كان يطارده في سوهاج حتى مرضه ووفاته وجثمانه الذي ظل ينتظر تكاليف الدفن.. في السطور التالية نرصد لكم محطات في حياة الرائع رياض القصبجي الذي أضحكنا كثيرًا ولازلنا نضحك بمجرد رؤيته على الشاشة حتى الآن..

المحطة الأولى.. «جرجا» ولد الفنان رياض القصبجي في محافظة سوهاج وتحديدًا في مدينة جرجا في عام 1903

في بداية حياته كان يعمل القصبجي محصلا في السكة الحديد، بجانب ذلك كان يلعب رياضة رفع الأثقال والملاكمة لم يلتحق بالتعليم لكنه تعلم القراءة والكتابة

ثم اشترك القصبجي أو «الشاويش عطية» في فريق التمثيل الخاص بالسكة الحديد وأصبح عضوا بارزا فيها

المحطة الثانية.. «الهروب من الثأر إلى مجاورة ريا وسكينة» كان يمتلك موهبة فنية كبيرة فنصحه زملاؤه بالسفر إلى القاهرة والعمل في إحدى الفرق المسرحية

لم يكن هذا السبب الوحيد الذي دفع القصبجي للسفر، السبب الأهم كان الهروب من الثأر فالقصبجي وعائلته عاشوا فترة طويلة من المعاناة تحت جحيم ما يسمى «الثأر»

جحيم الثأر وحبه للفن كانا سببان كافيا لهروبه.. فسافر إلى الإسكندرية أولاً من المصادفات الغريبة أنه أقام في منزل مواجه لمنزل أشهر مجرمتين في تاريخ مصر «ريا وسكينة» دون أن يدري ويشاء القدر أن يؤدي بعد ذلك دور «عبد العال» في فيلم «ريا وسكينة»

المحطة الثالثة.. «القاهرة.. شوية فرحة بـ 50 قرش» انضم إلى الفرق المسرحية وتعرف على الفنان محمود شكوكو الذي قدمه للفنان علي الكسار

نظرًا لموهبته ضمه الكسار إلى فرقته وقدم معه دورًا في فيلم «سلفني 3 جنيه» عام 1939وحصل القصبجي على أول أجر في حياته السينيمائية وكان 50 قرشًا

ثم توقف عن المشاركة في الأعمال الفنية لعام واحد، ثم استأنفها وبدأ رحلة فنية وترك لنا رصيد فني ملئ بالبهجة يضم أكثر من 179 فيلمًا

صورة له مع معجباته

وعمل مع عدد كبير من نجوم الفن، حتى نقطة انطلاقه مع الفنان الراحل إسماعيل ياسين

بالتأكيد تتذكر جملته الشهيرة «شغلتك على المدفع بررم» في فيلم «إسماعيل ياسين في الإسطول»، والتي لا نزال نضحك عند سماعها حتى الآن

خلال تصوير الفيلم لم يستطع الفنان أحمد رمزي منع نفسه من الضحك وبسبب ذلك أعاد المخرج فطين عبدالوهاب يقوم المشاهد أكثر من مرة رغم ذلك لم يتوقف رمزي عن الضحك، فاضطر في النهاية لتصوير تلك المشاهد أثناء ضحكه

المحطة الرابعة.. «نص الدين» تزوج «الشاويش عطية» مرتين، ورزقه الله بولدين الأول من زوجته الأولى ويدعى محمود وشهرته (فايق)، والثاني من زوجته الأخرى ويدعى (فتحي)

صورة نادرة له مع نجله

نجله فتحي

نجله مجدي

المحطة الخامسة.. «محطة الألم» اكتشف الأطباء إصابة رياض القصبجي بشلل نصفي نتيجة ارتفاع ضغط الدم المؤلم أنه لم يكن في استطاعته مغادرة الفراش وسداد مصروفات علاجه

المحطة السادسة.. «المزيد من الألم» والقصة الأكثر ألمًا كانت تحديدًا في إبريل عام 1962

حينها كان المخرج حسن الإمام يصور فيلم «الخطايا» الذي ينتجه عبد الحليم حافظ، وأرسل إلى القصبجي للقيام بدور في الفيلم بعدما سمع أنه بدأ يتعافى وأراد أن يرفع من روحه المعنوية خاصة وان الدور كان مناسبًا له

دخل الشاويش عطية الاستوديو مستندًا على ذراع شقيقته، متحاملاً على نفسه ليظهر أمام الجميع أنه لازال باستطاعته العمل

لكن فور رؤيته أدرك حسن الإمام والجميع أنه لازال يعاني ولم يتعافى بعد، فطيب الإمام خاطره وأخذ يضاحكه وطلب منه بلباقة أن يستريح حتى يشفى تماما وأنه أرسل إليه لكي يطمئن عليه فقط

فشلت محاولات حسن وأصر الشاويش عطية على العمل، وبعد إلحاح منه وافق حسن الإمام على قيامه بالدور حتى لا يكسر بخاطره

جاءت اللحظة التي ينتظرها القصبجي بعد ابتعاده عن الكاميرا فترة طويلة بسبب المرض.. وقف يهيئ نفسه فرحًا لكن النهاية كانت حزينة

سمع الشاويش عطية صوت «الكلاكيت» وبدأ في التمثيل وبدا مندمجًا في دوره.. ثم سقط فجأة في مكانه وسالت الدموع من عينيه

عاد رياض إلى بيته حزينًا وكانت تلك هي المرة الأخيرة التي يقف فيها امام الكاميرا

بعدها بعام لفظ رياض القصبجي أنفاسه الأخيرة عن عمر 60 عام

نهايته كانت مميزة كأدوراه أيضًا، فقد قضى سهرة الوداع مع عائلته وتناول «الطعمية» مع صوت أم كلثوم الذي يعشقه وهي تشدو عبر الإذاعة.. ثم فارق عالمنا

المأساة لم تنته بعد.. فبعد وفاته لم تجد أسرته ما يغطي تكاليف جنازته، وظل جسده مسجي في فراشه حتى تبرع أحد المنتجين بتكاليف جنازته ودفنه

التالي
اشتهر بشخصية «الشيخ صابر» وتعرض للنصب من أحد المنتجين.. لقطات عن رشدي الشامي

عاجل